الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أفلامِ أعيادنا البائدة

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)

2022 / 7 / 9
سيرة ذاتية


سِنكَام SANGAM
لأن كثيرين ممن هم في عُمري الآن، يقولون أنّهم كانوا يقرأون لـ (هيجل) و(هوسرل) و (نيتشة)، ويكتبونَ الشِعرَ في سنّ الخامسةِ عشرة..
أعترفُ لكم أنّني في سنّ الخامسة عشرة، كنتُ أذهبُ الى سينما الخيّام، وآكل فلافل (أبو سمير)، وأُحِبُّ الأفلام الهنديّة.. ولا شيء آخر .
في سنّ الخامسة عشرة، كنتُ "واقعيّاً جداً".. "أحبُّ" فتاةً تشبهُ (فيجانتي مالا).. وليس لها أيّ وجهِ شبهٍ ، لا بـ (سيمون دو بوفوار)، ولا بـ (روزا لوكسمبورج).
كان (راج كابور)،الذي كان يحبُّ (فيجانتي مالا)، يشبهُ أبي كثيراً.. وأنا كنتُ أتمنّى كثيراً أن أشبهَ (راجندرا كومار) الذي كان يحبّها أيضاً.
أنا الذي اكتفيتُ من كلّ شيءٍ الآن، وامتلأتْ روحي ضَجَراً، وغيابَ جدوى.. أنفقتُ بعضاً من الوقتِ، وأنا أشاهدُ، وأعيدُ مشاهدةَ فيلم حياتي الطويل.. فيلم سِنكَام Sangam)) .. هذا الفيلم الذي أتسَمّرُ أمام عذوبتهِ مثل طفلٍ أبديّ .. الفيلم الذي شاهدتهُ قبل أكثر من خمسينَ عاماً في سينما "الوطني"، مقابل"أوروزدي باك"، المُنقَرِضِ مثلي، في شارع الرشيد البائد.
أنا العجوزُ الحالِمُ، الشاردُ الذهنِ.. بكيتُ كثيراً وأنا أشاهدُ الفيلم في السبعين، كما لم أبكِ وأنا في الخامسة عشرة.
كنتُ أجهشُ بالبكاءِ مع كلّ أغنيةٍ لمجردِ سماع لحنها الافتتاحيّ، وحتّى قبل أن يبدأ الممثِّلونَ بترديد الكلمات التي كانت تُعيدني الى شواطيء (العطيفية).. هناكَ.. على ضفاف (دجلة) التي كانت عامرةً بالماء والرملِ الفضيّ والبساتينِ والأحلام.. هناكَ.. قبل نصفٍ قرنٍ من هذا الزمن الشاحبِ الطَعْم .
يا لهُ من فيلمٍ كلاسيكيٍّ، هنديٍّ، عظيم .
إنّ أبطالهُ أيضاً، هُم بشكلٍ أو بآخر، من ضحايا الحروب.. الحربُ الهنديّة الباكستانيّة تحديداً.
نحنُ أيضاً ضحايا .
نحنُ أيضاً أفلام، نقومُ بتمثيلها نيابةً عن أنفسنا، كضحايا لا غير .
وبالنسبةٍ لرجلٍ عاش في هذا البلدِ طيلة عمره.. فأنا أجدُ نفسي، في "فيلم" بلادي الطويل، كواحدٍ من "الكومبارس"، حاملي السيوف، الذين يُشاركونَ في معركةٍ "ملحميّةٍ" لانهاية لها .
هناكَ.. في أبعدِ زاويةٍ من زوايا "اللقطة" .
هناكَ.. حيثُ يسقطُ الكثير من القتلى بسهامٍ كثيفةٍ هابطةٍ من سماءٍ مجهولةٍ، ليس لها أُفقٌ، أو مدىً، أو حدود .
هُناكَ.. دونَ ملامح .. دون هويّة.. دون وطنٍ.. دون قبر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر