الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة الغرب على يد الغرب

المهدي المغربي

2022 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الحرب كظاهرة استهلاكية و منتوج راسمالي متوحش تربى عليها النظام الغربي واسْرَت في دمه و كيانه السياسي و الايديلوجي و الاقتصادي و الثقافي عبر مراحل الحروب الداخلية ما بين كياناتها المتناحرة و كذلك عبر مراحل التوسع الكلونيالي و الامبريالي الى يومنا هذا الذي لا تقل فيه ضراوة الحرب المدمرة عن سالفاتها و مازالت من المزيد تنتظر لان كل المؤشرات في سياق السياسة الدولية الراهنة
تؤكد على وثيرة التصاعد و جر الحبل ما بين اطراف النزاع منه الظرفي و منه المزمن كما هو في شرق اروبا كما هو في غربها اما حروب الجنوب و البلدان العربية فللويلات المتحدة الامريكية اليد الطويلة في حبك دسائسها و خيوطها الملتوية و عادة في موضوع الحروب تخوض امريكا بعنف و خبث سياستها الخارجية الحرب بالوكالة هذا في البدء الى ان تنضج اللعبة كما عودت العالم منذ قرون خلت و كما هو الشان الان و كما يجري في هذا الظرف المتشنج و المشحون تحديدا في شرق اروبا من دون ان نغفل باقي بؤر التوثر الاخرى في مناطق متعددة من العالم في آسيا و الشرق الاوسط و افريقيا و امريكا الجنوبية


و ما نشر خمس مائة الف جندي امريكي مؤخرا على طول حدود الدول الشرقية للاتحاد الاروبي الا دليل على استعدادها للتدخل المباشر تحت راية الناتو سعيا منها كي تجر كذلك معها الدول الاروبية الضعيفة و ان تكسب مواقفها العدوانية و قد تشتري ودها اذا اقتضى الامر هذه الدول الضعيفة التي بحكم خوفها او تخوفها تستبعد بصيغة محتشمة اسلوب الحرب المدمرة او تتلاعب بالمواقف ريثما تتاكد من مصلحتها في هذا السوق

اذن تسعى امريكا جاهدة الى جر هذه الدول قبل ان تخرج عن طوعها و تربك حساباتها المدروسة سلفا و المخطط لها بعناية منذ فترة بعيدة قبل ان تكبر هذه الضجة في الشرق
و بقدرة قادر فجأة تغطي بظلالها على شبح وباء كرونا العالمي الذي هو الاخر انتعش و تغدى عليه الاعلام الغربي بشكل هستيري و تغدت عليه كذلك باقي الابواق المسخرة لذاك القصد و بالرغم من علميته فالدعاية كانت اكبر منه خدمة للسوق



ان فشل العقوبات الاقتصادية على روسيا المعزولة نوعا ما التي فرضتها عليها دول الناتو و مجموعة الدول السبعة بعد اجتياح اكرانيا
و من جهة اخرى تماسك المعسكر المضاد على الاقل لحد الآن و هم تحديدا قطب روسيا و الصين و الهند و من حيث العدد ليس تعميما بل للحصر فقط قد تنضاف دول صديقة اخرى
إن هذا التقابل الصعب ما بين راسمال الشرق و راسمال الغرب الذي صار صراعُ الند للند كل هذا التحدي دفع بالسياسة الامريكية الى جنح اسلوب دق طبول الحرب من جديد و بشكل متجدد نظرا لباعها الطويل المعروف في تصدير الموت بعيدا عن اراضيها و مركز قطبها الراسمالي هناك
ذاك المتعطش لسماع مستجدات و اخر تطورات الالة الحربية في الدمار و جدارة ما انتجت مصانعُها في سوق التسليح العسكري الاكثر فتكا و مبيعا و انتشارا على جبهات التقاتل في عالمنا المنزعج و الموبوء هذا


مستحيل ان تنعم البشرية بطعم السلام طالما ان القطب الراسمالي المتوحش يتبجح بالسلام و يخطط لغيره ينهج سياسة العنف بذريعة العنف و العنف المضاد و لا يستهدف الشعوب الاخرى البعيدة عن مركزه فحسب بل يورط كذلك حتى الشعوب المحكومة تحت نظامه مباشرة في مجتمعات الفوارق الطبقية و الاستغلال الراسمالي اللبيرالي المتوحش من موقع الهيمنة و تصدير الرعب و الحروب كمشاريع راسمالية استثمارية

للاشارة لا يجب ان نغفل مسالة مهمة جدا هو ان الراسمال عندما يخرج عن السيطرة كيفما تكون جهته مصدره و وجهته بالتاكد يصبح غولا مدمرا ياتي على الاخضر و اليابس

ليس هناك اي خيار آخر لدى هذه الشعوب الا عولمة الديناميكية الكونية في اتجاه النضال و قلب الموازين لصالح مستقبل افضل للبشرية تُضمن فيه الكرامة اولا و اخيرا و ما تبقى يستحق تعميق الوعي و تفعيل الممارسة و المتابعة على درب التغيير و المتغيرات

عودة الى اجواء الحرب الدائرة و المرتقبة يمكن ان نجزم ان عادة ما يجري على ميدان الحرب ليس هو ما تتناقله حرفيا وسائل الاعلام لذلك تظل تكهنات الحسم فيها او المزيد من اشعال نيرانها تظل مرهونة بدواليب مراكز القرار و سياسة التوازنات الجيوبلتيكية و تأرجح ميزان موازين القوى ما بين الجهات و الاطراف المستهدفة في الصراع خصوصا تلك التي تسعى بكل ما لديها من امكانيات سياسية و اقتصادية و لوجستيكية لاطالت امد الحرب و استنزاف خيرات الشعوب كما هو في الشمال كما هو في الجنوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الويل لاصدقائنا قبل اعدائنا
Mahmoud saed ( 2022 / 7 / 10 - 10:38 )
اعتقد من قال هذا الكلام هو سناتور امريكي سابق
اوربا تدفع ثمن دورانها في فلك امريكا
كان علي اوربا ان يكون لها موقف يليق بمكانتها في هذا العالم
بدل ان تكون بيدق في رقعة الشطرنج الامريكية
تحياتي للسيد الكاتب

اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش