الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان عند ماركس وهل للإنسان حرية مطلقة وصفحة بيضاء

هبة أليسار

2022 / 7 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الإنسان أثمن رأسمال في الوجود

فلسفة ماركس لم تأتِ عبثاً أو لأجل غاية ومصلحة خاصة ، فلسفة ماركس أعظم فلسفة إنسانية في الوجود ، الفلسفة الوحيدة التي تهتم بالإنسان بأنه إنسان ليس بأنه سلعة ، هدف ماركس هو هدف متمثل بالإنعتاق الروحي للإنسان وتحريره من قيود الحتمية الإقتصادية لإعادة بناءه في كليته الإقتصادية ، نرى هنا ان هدف ماركس تحرير الفرد من القيود ،ماهي الحرية وماهي تلك القيود التي يجب أن نُحرر منها ؟
الحرية هي سيادة الفرد على قراره ومستقبله وعقله لكن كيف وأين ؟
البشر لايملكون الحرية المطلقة لأنهم ابناء بيئتهم ونتاج تاريخي
يولد الإنسان في مجتمع ويكتسب عاداته وتقاليده ودينة وراثياً ووعيه
نعم وعيه لان الوجود الإجتماعي هو الذي يحدد الوعي وليس الوعي من يحدد الوجود الإجتماعي ، حيث أن كل بيئة تختلف عن الأخرى من خلال الإقتصاد والمنظومة الأسرية فنحن لسنا أحرار ، الحرية التي توجد لدينا بشكل جمعي حسب المكان الذي نتواجد فيه وليست حرية فردية والأنسان لم يولد كصفحة بيضاء لإنه إكتسب وعيه بشكل متوارث فإننا نتاج تاريخي حسب البيئة الإجتماعية والإقتصادية ، كيف إننا نِتاج تاريخي ؟
يرى ماركس أن العلاقة بين الإنسان والطبيعة هي علاقة إيجابية ومترابطة وتتفاعل مع بعضها ،
إن وعينا هو أحد اشكال المادة ووعينا يُحدد من خلال المادة لأن الوعي هو العاكس للمادة لكنه ليس انعكاسا سلبيا بل انعكاس تفاعل وتغيير ، نمثل ذلك بمثال بسيط ، توجد لدينا قريتان لهما نفس الظروف الإقتصادية والإجتماعية والعادات والتقاليد ولكل قرية نهر يمر بها ، بُنيّ سد على نهر القرية الأولى مما تسبب في شحة المياه وأدى ذلك الى جفاف وموت الزرع في الحقول التي كان النهر يسقيها ، أصبحت تلك القرية فقيرة وإنتشرت السرقة بسبب الحاجة واللا أخلاقيات وتردى كل شيء فترك أثر بليغ في الإنسان وجعل فكره ووعيه اسوء ، هنا نرى أن المادة دور أساسي في تنشئة الفرد وإن الإنسان إبن المادة وإبن بيئته ، مادية ماركس التاريخية تضمنت دراسة ماركس للحياة الأجتماعية والإقتصادية الواقعة على الإنسان وطريقة تكوين الإنسان لفكره وشعوره ،إن طبيعة الأفراد تعتمد على شروط مادية تحدد إنتاجهم ، نظرية ماركس لم تكن ان المحرك الرئيسي للإنسان هو السعي في المكسب المادي فإن الهدف هو تحرير الإنسان من ضغط الحاجات الإقتصادية بشكل يستطيع فيه تحقيق إنسانيته وتجاوز الإغتراب وقابلية الإنسان التعامل مع الطبيعة ، مفهوم الإغتراب عند ماركس هو شعور الإنسان بعدم ممارسته ذاته كقوة فعالة في فهم العالم ، لايُستهان بالإغتراب ابداً لأن له تأثير كبير وسيء على الأنسان ، يشعر الفرد إنفصاله عن ذاته وعن جوهره اقسى أنواع الاغتراب هو الأغتراب عن العمل حيث يصبح العامل بائس و إنه سعلة فقط وانه آله ،ويكون مجبر على أن يعمل عمل لا يحبه ولايريده وانهم مهددون ان يطردهم صاحب العمل في أي لحظة لكن أما يعمل أو يموت ، وأيضا إغتراب الذات عن الذات وينفصل عن نفسه ويشعر بأنه وهم في هذا العالم ولاقيمة لوجوده ويفقد إبداعه ، بسبب الرأسمالية التي تجبره على العمل لساعات طويلة دون فائدة ويكون مقيدا وعبدا للآلة
، هدف ماركس ليس التساوي في الدخل وأنما بتحرير الإنسان من ذلك النوع من العمل الذي يدمر فرديته والذي يحوله من لاشيء ويجعله عبدا للاشياء وظروف صنعتها ، وتؤثر على سيكولوجية الفرد وتضعه تحت ضغط والإنعزال عن المجتمع الإشتراكية عند ماركس هي تحرير وسائل الانتاج وجعلها عامة الكل يأخذ وتخفيف الضغط الإقتصادي لجعل الإنسان قدرة على لإبداع وفهم ذاته لانه لاوقت له للحلم بسبب الوقت الطويل الذي يضيع العامل فيه حياته دون فائده ، هذه ليست دعوى لترك العمل هذه دعوى لجعل الإنسان يحرر طاقته وإبداعه وينطلق يعمل لأجل الإبداع لا لأجل المادة ، قال غاندي "إذا كنت لا تعيش كما تعتقد ، سوف ينتهي بك الأمر بالتفكير في كيفية عيشك"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل