الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيمس ويب ثورة كوبرنيكية في علم الفلك

طارق حربي

2022 / 7 / 11
الطب , والعلوم


قبل أن يتطور علم الفلك وتنتشر التلسكوبات الأرضية في العديد من دول العالم، لمراقبة الظواهر الفلكية والنجوم والكواكب والمجرات والثقوب السوداء، ويستعاض عنها بالتلسكوبات الفضائية، وكان علماء الفيزياء طرحوا فكرة بنائها منذ أربعينيات القرن الماضي، لأن الغلاف الجوي يمتص الضوء ويشتته لاحتوائه على الماء والغبار وثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان بل وحتى غبار البراكين، فلا تأتي الصور بالدقة والوضوح المطلوبين لدراسة النجوم والمجرات، كان صانع عدسات هولندي اخترع أول تلسكوب عام 1608، وبعده بعام طور غاليليو تلسكوبه الخاص ووجهه نحو السماء وعرضه في البندقية، وتطورت صناعة التلسكوبات في عهد نيوتن لكنها كانت أكثر تعقيدا، وخلال بحثي في المظان وجدتُ أن ويليام هيرشل (1822 - 1738) وهو إنكليزي من أصل الماني، ملحن يعزف على أربع آلات هي مزمار وكمان وقيثارة وأرغن! وعالم فلك اكتشف الأشعة تحت الحمراء، وكوكب أورانوس، صنع تلسكوبه عام 1774 ومسح السماء للتحقيق في النجوم المزدوجة!
في 25 ديسمبر عام 2021 أطلق الأعجوبة التكنلوجية من الجيل الثاني تلسكوب جيمس ويب، وهو اسم لمدير ناسا من عام 1961 إلى عام 1968 ورائد مشروع أبوللو في عهد الرئيس كنيدي.
لم يأت جيمس ويب من فراغ بل هو تبنى إرث العديد من التلسكوبات الأرضية والفضائية، وأهمها هابل الذي أطلق عام 1990 وما يزال يعمل حتى اليوم، ونوقش أمر تقاعده في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، هل يسقطونه في المحيط وبعد ذلك ينتشلونه ويضعونه في متحف ناسا؟ أم يتركونه في الفضاء حتى يتهرأ بالكامل؟ ويكون مصيره مثل بقية المركبات والأقمار الصناعية أمريكية وروسية وصينية منتهية الصلاحية، وأصبحت عبارة عن نفايات في الفضاء!
دام حلم تلسكوب هابل 50 عاماً وأنجز تلسكوب جيمس ويب خلال 20 عاما!
اكتشف التلسكوب الرائد هابل حوالي 10000 مجرة من مختلف الأعمار بينها 100 مجرة حديثة التكوين، ونمت قدراته خلال 30 عاما تخللتها إرسال خمس بعثات فضائية لاستبدال أدواته العلمية القديمة بجديدة وتحديثها، فأرسل صوراً باهرة للمجرات والنجوم والكواكب الهمت العلماء والهواة وبني الإنسان في كل مكان، وغيرت فهمنا للكون، وأدرجت معلوماته في المناهج الدراسية في أمريكا والغرب.
عمل هابل بالأشعة فوق البنفسجية أما جيمس ويب فيعمل بالأشعة تحت الحمراء، لأن الطول الموجي لها أطول من الطول الموجي للضوء المرئي.
يقول علماء ناسا (أجرى هابل أكثر من 1.5 مليون ملاحظة على مدار حياته. تم نشر أكثر من 19000 ورقة علمية تمت مراجعتها من قبل الأقران حول اكتشافاتها ، ويتضمن كل كتاب مدرسي حالي في علم الفلك مساهمات من المرصد. قام التلسكوب بتتبع الأجسام بين النجوم أثناء تحليقها عبر نظامنا الشمسي ، وشاهد مذنبًا يصطدم بالمشتري ، واكتشف أقمارًا حول بلوتو. لقد عثر على أقراص مغبرة ومشاتل نجمية في جميع أنحاء مجرة درب التبانة والتي قد تصبح يومًا ما أنظمة كوكبية كاملة ودرس الغلاف الجوي للكواكب التي تدور حول نجوم أخرى. أعاد تلسكوب هابل النظر إلى ماضي كوننا البعيد ، إلى مواقع أكثر من 13.4 مليار سنة ضوئية من الأرض ، والتقط المجرات المندمجة ، واستكشاف الثقوب السوداء الهائلة الكامنة في أعماقها ، ومساعدتنا على فهم تاريخ الكون المتوسع بشكل أفضل)
ينتظر العالم بشغف يوم الثلاثاء الموافق 12 يوليو، لتكشف ناسا في مؤتمر صحفي عن صور الكون اللانهائي الواردة من أعجوبة التكنولوجيا الحديثة تلسكوب الفضاء جيمس ويب. في مهمة كلفت وكالات الفضاء ناسا والكندية والأوربية 10 مليار دولار، واستغرق بناء التلسكوب عقدين من السنوات. ويب خليفة هابل وأكبر منه وإمكانياته في الرصد الطيفي أكبر، ولا يزال الكون اللانهائي ينتظر من يسبر أغواره، وما لا شك فيه أن علماء الفيزياء والفلك سيأمرون بصناعة ما هو أكثر تطوراً من جيمس ويب في العقود القادمة.
أعظم قصة بعد الخلق هي هبوط أول إنسان على سطح القمر عام 1969، لكن شهية أمريكا قلت بعد كارثة مكوك الفضاء كولومبيا عام 2003، لكنها عادت بعد عقدين للبشرية بالجيل الثاني من التلسكوبات جيمس ويب، وسوف يكون على الأقل خلال العشرين سنة القادمة ، بما زود من وقود عيناً للإنسان في الكون اللانهائي. دائراً مع دوران الأرض متموضعاً خلفها في نقطة لاغرانج 2 لحمايته من أشعة الشمس، في مهمة علمية عظيمة لاكتشاف المجرات الأولى التي تشكلت في الكون، والأنظمة النجمية والسدم والثقوب السوداء، ويدرس التوهجات الأولى بعد الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة، أي نظرية البنغ بانغ، وهي النظرية الوحيدة التي يتبناها علماء الفيزياء من بين 15 نظرية لم تصمد أمام تطور العلوم والعقل.
عكس هابل الذي يراقب الأطياف القريبة من الاشعة فوق البنفسجية والمرئية في نطاق تردد أقل، يكشف جيمس ويب عن الأجسام القديمة جداً أو البعيدة جدا أو الباهتة بالنسبة لتلسكوب هابل، والأغلفة الجوية للكواكب المحتملة للسكن.
18 قطعة مرآة سداسية منفصلة قطرها 6.5 متراً مصنوعة من معدن البريل الحاوي على عنصر البيريليوم، المعروف منذ عهد البطالمة في مصر القديمة وشبيه بالزمرد، مطلية بطبقة رقيقة جداً من الذهب تم ترتيبها على شكل قرص العسل، ودرع شمسي متقدم يتكون من خمس طبقات على شكل طائرة ورقية، وأجهزة بالغة التعقيد أمر ببنائها أعظم 18 عالم فيزيائي أمريكي وكندي وأوربي بقيادة ناسا الأمريكية، أوصوا عام 1996 بصناعة تلسكوب جيمس ويب، وسوف يحدق بعيداً في الفضاء وأبعد في الزمن، بأشعة تحت الحمراء مخترقة الغاز والغبار، وسوف يكون أبعد ما وصلت إليه عين الإنسان على الإطلاق.
ليجيب على أسئلة شغلت بني الإنسان عبر تاريخه
1- هل نحن لوحدنا في الكون؟
2- كيف يعمل الكون؟
3- أين مبتدأه وأين منتهاه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اياد نصار وسلوى عثمان ودينا فؤاد وكارولين عزمي وزيرة التضامن


.. النائب أيمن محسب : هناك أدوية رئيسية لأمراض مزمنة مايقدرش ال




.. كارين جان بيير ترد على سؤال حول مدى خطورة إنفلونزا الطيور ال


.. هل تستعد فرنسا للاعتراف بمغربية الصحراء الغربية؟ • فرانس 24




.. صورة معدلة لمجلة تايم تنتشر على الإنترنت بعد مقابلة مع ترامب