الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال ( الديمقراطي الامريكي ) ومواقفه ( الديمقراطية ) من الصحفيين والصحافة في العراق

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2006 / 9 / 21
الصحافة والاعلام


يبدو ان مسلسل ( اغتيال ) و ( احتجاز ) و ( ايذاء ) الصحفيين في العراق ألذي بدأ مع دخول الاحتلال لن ينتهي فقد ذكر ( مرصد الحريات الصحفية ) أن 109 صحفيين عراقيين مازالوا قيد الاعتقال بذرائع التعاون مع المسلحين رغم انهم لم يخضعوا للتحقيق ) كما قالت لجنة حماية الصحفيين ومقرها ( الولايات المتحدة الامريكية ) !! أن مراسلا لتلفزيون بغداد هو أحمد رياض الكربولي قتل رميا بالرصاص يوم الاثنين الماضي ، واليوم وكما ذكر
( مرصد الحريات ) ايضا اعيد اعتقال الصحفية كلشان البياتي كما اعتقل احمد مطير عباس مدير تحرير صحيفة
( صدى واسط ) للمرة الثانية وهكذا فان ( الاحتلال الديمقراطي ) و ( ووليدته السلطة الديمقراطية ) التي تتحدث عن العراق الجديد ليل نهار والتي عجزت عن ايقاف الارهاب والجريمة المنظمة وحل الميليشيات وفرق الموت تستعرض عضلاتها يوميا على الصحافة والصحفيين .
أن اي متابع نزيه لاوضاع الصحفيين في العراق يكتشف ان ( الديمقراطية الامريكية ) لم تجلب لهم سوى ( الاغتيال) و ( الاحتجاز ) و( قطع الارزاق ) ، فقد أتخذ ( الحاكم بامر بوش الاول بريمر) فور دخول قواته قرارا بعقوبة جماعية للصحفيين هي الاولى من نوعها في العالم حين قام بالغاء ( المؤسسات الاعلامية والصحفية ) وتشريد الالاف من الصحفيين المحترفين بذريعة سخيفة هي أن هؤلاء كانوا ( أبواقا للنظام الدكتاتوري ) السابق رغم أن من ( اوحى) بهذا القرار للحاكم بامر بوش كان يعلم جيدا ان هناك مؤسسات صحفية سبق تاسيسها وصول البعث للسلطة في العراق بعقود من الزمن ,ان لديها ارثا صحفيا مهنيا كان يميزها بين قريناتها من المؤسسات العربية وفي مقدمتها
( وكالة الانباء العراقية ) ( مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ) و( جريدة الجمهورية ) التي كانت تضم حشدا من الكفاءات المهنية المحترفة ، وامعانا في ( اذلال ) الكفاءات المهنية اتفقت سلطات ( الاحتلال ) مع ( شركة كويتية ) لاصدار صحيفة متميزة مهنيا ، والذين قراؤا تاريخ الصحافة في العراق يعلمون ان الكويت ( مع اعتزازنا بماوصلت له صحافتها اليوم مهنيا ) قد عرفت الصحافة لاول مرة يوم كان في البصرة وحدها عدد من الصحف التي تركت اثارا مهنية على تاريخ صحافتنا العراقية ، واذا كان هناك ( تخلف ) قد حصل في صحافتنا فان سببه ( قرار التاميم سيء الذكر وسنوات حكم الحزب الواحد ) ولكن هذا كله لم يمنع المحترفين من السعي لتطوير ادائهم المهني وبرزت اجيال تمتلك كفاءات مهنية متميزة كانت تعاني من ( اسلوب توحيد ) الصحافة الذي كرسه حكم الحزب الواحد ، علما بان نظام الحزب الواحد لم يستطع رغم قوته ان يلغي تقاليد مهنية اساسية في تلك المؤسسات العريقة ، اما أكذوبة عدم وجود اعلام مرتبط بالدولة في الانظمة الديمقراطية فينفيها وجود وكالات انباء حكومية وشبه حكومية في اعرق الدول الديمقراطية في العالم ، واذا كان هذا هو السبب فعلا فلماذا تظل جريدة ( الصباح ) مرتبطة بالحكومة بهذا الشكل او ذاك ولماذا لايتم تحويلها الى شركة مساهمة او مختلطة ويملك ( بفتح الميم ) العاملون فيها اسهمها بنظام
( البيع الاجل ) وتستقطع من رواتبهم اليسوا هم الذين يصدرونها الان ويتحملون جراء ذلك كل المخاطر أم ان
( الموازنات الطائفية ) تمنع ذلك من اجل هذا ( الموقع الوظيفي لهذا الشخص او ذاك )
لقد عانى الصحفيون الذين الغيت مؤسساتهم الامرين من الحكومات المتعاقبة التي تعاملت معهم باساليب كان اكثرها تعسفا تغيير العناوين الصحفية المهنية التي كانوا يحملونها بعناوين ادارية بحجج واهية وغير مقنعة ، ايضا وبذريعة حرية الصحافة فتح الباب على مصراعية لكل من هب ودب لاصدار مطبوعات هزيلة لاعلاقة لها بالمهنة بعيدا عن اي دور فاعل ( لنقابة الصحفيين ) التي عملت في اقسى الظروف في العهود السابقة من اجل المحافظة على الحقوق المهنية لاعضاءها والتي تعرضت هي الاخرى للتهميش ولمحاولات ( التمزيق ) بعد الاحتلال و لمحاولات ( الهيمنة الحزيبة من جديد ) ، ولقي المتقاعدون من الرواد الذين قدموا للمهنة عصارة اعمارهم الاهمال وعدم المبالاة من الحكومات المتعاقبة وبعضهم يعيش الان تحت الكفاف ينهشه المرض والحزن دون ان ينتبه له احد ، واضطر مهنيون محترفون مشهودا لهم بالخبرة والكفاءة الى التشرد في العواصم العربية والعالمية بحثا عن لقمة العيش والاقامة الامنة ، ولزم اخرون دورهم في حين ارتضى البعض الاخر ( مضطرا ) العمل في ظروف مجحفة وفي صحف لاتدفع سوى مايسد الرمق وهؤلاء اصبحوا هدفا للارهاب من جهة ولمزاجية اجهزة الدولة القمعية من جهة اخرى وللقوات الامريكية من جهة ثالثة واصبح العمل الصحفي في العراق نوعا من الانتحار.
ان الاصوات الصحفية المهنية الشريفة في الوطن العربي والعالم مطالبة بالوقوف مع الصحافة العراقية وصحفييها في محنتهم التي اوجدها الاحتلال والارهاب وفضح كل الممارسات التي تطال الصحفيين والسعي لاعادة حقوقم المهدورة والمحافظة على امنهم في تنقلاتهم واماكن عملهم
اما الحكومة الحالية فانها مطالبة ب :
* اطلاق سراح المعتقلين من الصحفيين وايقاف الاعتقالات الكيفية التي تقوم بها جهات مختلفة الان وعدم استدعاء اي صحفي للتحقيق الا بمعرفة النقابة وبحضور ممثل من لجنتها المهنية ومستشارها القانوني للتحقيق
* اعادة وكالة الانباء العراقية الى العمل وجمع كوادرها المهنية واعتمادها كوكالة رسمية للانباء ولامانع ابدا من وجود وكالات انباء اهلية لان المنافسة تسهم في تطوير العمل المهني
* تحويل جريدة ( الصباح ) الى شركة عراقية مساهمة او مختلطة وتمليك اسهمها للعاملين فيها ومنحهم حق انتخاب اول مجلس لادارتها من بينهم لانهم هم الاقدر على ادارتها والنهوض بها بعيدا عن ضغوطات ( الاحزاب والطوائف)
* التعاون مع نقابة الصحفيين في اقرار قانون ينظم المهنة الصحفية وبما يضمن المحافظة على حقوق الصحفيين المسجلين في الجدول النقابي وقيام مؤسسات صحفية قادرة على الايفاء بالتزاماتها المالية والادارية وبما يتناسب مع الوضع المعاشي في العراق
* اعادة النظر بالرواتب التقاعدية الممنوحة للصحفيين ومعالجتها في ضوء الاوضاع المعاشية الحالية في البلد
* معالجة اوضاع الرواد المتقاعدين على صندوق تقاعد الصحفيين بتعديها وبما يتناسب والظروف المعاشية فان من العار على دولة كالعراق ان تجعل الرواد في صحافتها يلجاوؤن الى مساعدات الرعاية الاجتماعية من اجل لقمة العيش
* اقرار قانون للمخاطر المهنية بالتنسيق مع النقابة يؤمن دفع مخصصات ثابتة للصحفيين الذين يعملون الان في ظروف غير طبيعية ، وقانون للضمان الصحي يلزم المؤسسات الصحفية بمعالجة الصحفيين وعوائلهم على نفقتها وكما هو الحال في المؤسسات الصحفية العربية والعالمية
* اعادة هيكلة الاذاعة والتلفزيون وتحويها هي الاخرى الى شركة مساهمة وبما يضمن تطوير ادائها الساذج الذي اصبح يذكر الان بتلفزيون ( الصومال ايام سياد بري )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة اللبنانية تشتعل.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله ي


.. بعد عداء وتنافس.. تعاون مقلق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن




.. عائلات المحتجزين: على نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هذا هو الط


.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي




.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال