الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيلينسكي لم ينقذ جونسون

حسن مدن

2022 / 7 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


بعد شيء من المكابرة رضخ رئيس الوزراء البريطائي، بوريس جونسون، للضغوط عليه، حين استقال وزراء من حكومته ونواب من حزبه، وتعالت الأصوات من النواب المحافظين بسرعة رحيله. في بلد مثل بريطانيا على رئيس الحزب، خاصة إذا كان في الحكم، أن ينصاع لحزبه، وليس العكس.. لذا لم يكن أمام جونسون مهرب من الاستقالة من رئاسة الحزب تمهيداً لاستقالته من رئاسة الحكومة.

في بداية الأمر تذرع جونسون بما حظي به من تفويض شعبي غير مسبوق في انتخابات العام 2019؛ ثم نجاته من تصويت على سحب الثقة به قبل نحو عام، كي يبقى في منصبه، متجاهلاً المطالبات المتزايدة برحيله، ولكن لم يمكن لهذه المكابرة أن تصمد طويلاً، فخرج في مؤتمر صحفي ليعلن تخليه عن «أفضل وظيفة في العالم».

ومع أن جونسون أقرّ بأنه في السياسة، «ليس هناك من لا غنى عنه»، وسيجد الحزب من يدير الأمور بدلاً عنه، والأرجح بصورة أفضل منه، لكنه حاول التباهي بما يعتبرها منجزات حققها منذ تولي منصبه، معدداً إياها في: إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واستجابة الحكومة ل«كوفيد- 19»، وطرح برنامج اللقاح، وأخيراً تبجح بقيادة «الجهود الغربية للوقوف في وجه اعتداء بوتين على أوكرانيا».

ولو وضعنا في الميزان ما يعتبره جونسون إنجازات حققها، فسنجد أن أقواله لا تتمتع بالصدقية الكافية، فما زالت صحة قرار بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي موضع الشك وعدم اليقين، خاصة مع تزايد الشقة بينها وبين حلفائها الأوروبيين، وعدم انعكاس ذلك في تحسن يعتدّ به في الأوضاع المعيشية في بريطانيا، أما التباهي بنجاحه في مواجهة «كوفيد– 19» فأمر تضعفه الحقائق، فهو كان من أكثر الزعماء خفة في التعامل مع الوباء في بداياته، وخرج على الناس داعياً إياهم أن يهيئوا أنفسهم لفقدان الكثير من أحبتهم، ومنحازاً لما عرف يومها ب«مناعة القطيع» كبديل للإجراءات الاحترازية، ولم يدرك خطورة الأمر إلا بعد إصابته هو شخصياً بالفيروس، ونقله إلى العناية المركزة.

يبقى التفاخر بالوقوف إلى جانب أوكرانيا؛ حيث كثرت زياراته الاستعراضية لعاصمتها، والتقاط الصور مع رئيسها في شوارع كييف، وكان طبيعياً أن يكون الأخير أكبر الحزانى لرحيل جونسون، فيما بدا الروس، الذين وصفوه بالمهرج، أكبر الشامتين. محللون كثر يرون أن أزمة أوكرانيا كانت ملاذاً لجونسون للهروب من سلسلة الفضائح التي تلاحقه داخلياً، لكن الملاذ زيلنيسكي لم ينقذه من السقوط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين