الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران..الشعب في وادي والنظام في وادي آخر

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

2022 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل تفاقم الاوضاع من مختلف النواحي والمعاناة التي صار الشعب يعاني منها من جراء صعوبة الحياة وعدم تمکن النظام الايراني من إيجاد حلول ومعالجات مطلوبة ومناسبة لما يعاني منه الشعب، فإن التحرکات الاحتجاجية تتواصل ويتزايد الاحتقان الشعبي يوما بعد يوم والذي يلفت النظر کثيرا إن التحرکات الاحتجاجات في ظل هذا الاحتقان باتت تتخذ منحى سياسيا واضح المعالم، خصوصا وإنه وبعد الشعارات المضادة للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي خلال إحتجاجات الاشهر الاخيرة، فإن إحتجاجات الاسابيع الاخيرة قد شهدت ترديد شعارات ضد المرشد الاعلى للنظام نفسه، والمعروف عن هذا النظام إنه وعندما تصل الامور الى حد المرشد الاعلى فإن ذلك بمثابة الخط الاحمر ولابد من التحرك ازاء ذلك.
التغييرات في الاجهزة الامنية وتزايد الاعتقالات على أثر ذلك وخصوصا وإنها باتت تطال وجوها ثقافية وفنية وحتى أجانب، يعطي ثمة إنطباع أکثر من واضح عن إستمرار موجة القمع ولکن بصورة أکثر قوة واوسع دائرة، وکأن النظام الايراني يريد أن يرسل رسائل بإتجاهات مختلفة يسعى من خلالها للإيحاء بأن النظام قد إستعاد قوته ومناعته، وبطبيعة الحال فإن إيران التي شهدت خلال الاشهر الاخير أعمال ونشاطات معادية للنظام تجاوزت الحدود المألوفة وأثبتت بأن المناعة الامنية للنظام ليس کما يتم تصويره وإنه أکثر هشاشة من ذلك.
موجة القمع هذه وخصوصا خلال الاسابيع الاخيرة تزامنت معها ظهور خامنئي لمرات عديدة وهو يلقي خطبه وتوجيهاته وکأنه يريد أن يلوح بأن القبضة الحديدية للنظام ليس مازالت على حالها فقط بل وإنها ستزداد بأسا، ولکن هذه الرسالة في نفس الوقت تظهر وتثبت وتٶکد حقيقة مهمة أخرى وهي أن رئيسي وحکومته التي وصفها خامنئي في عام 2021، وهو يبشر بها کمغيرة للأوضاع ب"الحکومة الاسلامية الفتية"، هذه الحکومة قد فشلت ليس على صعيد واحد وإنما على مختلف الاصعدة وإن الرجل الذي کان يشار له بالقسوة والتشدد ومن إنه کان عضوا في اللجنة الرباعية التي نفذت مجزرة عام 1988، بحق 30 ألف سجين سياسي، قد فشل فشلا ذريعا في الامساك بزمام الامور ومن أن يفرض هيبته وجبروته.
الاحتجاجات الشعبية التي تتزايد أکثر فأکثر بسبب الاوضاع الاقتصادية والمعيشية بالغة السوء وخصوصا في ظل فشل النظام في تحقيق مطالبه في المحادثات النووية وتزايد القناعة في الشارع الايراني من أن النظام هو سبب عدم التوصل لإبرام الاتفاق النووي ومن إنه يتهرب من الاذعان للمطالب الاساسية ويشغل المفاوضات بأمور وقضايا جانبية، وإن هذا الامر مضافا إليه تصاعد موجة القمع من جانب النظام تٶکد وتثبت بأن النظام في وادي والشعب في وادي آخر وإن هکذا حالة لايمکن أن تدوم وتستمر طويلا کما إنها لاتبشر بالخير أبدا بالنسبة للنظام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا