الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاكرة الايام

احمد جبار غرب

2022 / 7 / 11
كتابات ساخرة


في سنوات الطفولة البضة تسترجع الذاكرة القها وريعان احداثها في ازقة وأماكن لاتبارحها الذاكرة كونها لصقت بالمخيخ وستبقى تؤرشف ومضات ساحرة الى يوم يبعثون .. كنا صغارا ولم ينقش الزمن لوعاته وجروحه فينا بعد.. ننطلق بمجاميع مزهوين بملابسنا الزاهية وما نمتلك من (فلوس )وهي تشكل عيديات الأهل والأقارب بعد غزو صباحي لكسب العيديات حيث ننطلق نحو اماكن اللهو والمراجيح والسينمات او المقهى القريب عندما يكون الاهل حريصون على تواجدنا قربهم حرصا منهم علينا وفي المقهى الشعبي كانت الأرائك كلها من الخشب فوقها الحصائر البسيطة ..كنا نتسابق للجلوس في اول الصفوف حتى نكون قريبين من التلفاز لنشاهد فلم الصباح بملا العيون وكان التلفزيون حجم عشرين شاشته شبه مدورة لكنه ساحر وجذاب ونتمنى ان نحصل على واحد مثله وكان قبل ان يبدأ البث الصباحي في يوم الجمعة يشغل صاحب المقهى المسجل ابو ااسطوانات حيث نسمع اغاني عبادي وام كلثوم وفي الهاج الصبحي نرى أفك كارتون ومنوعاً غنائية وكثيرا ماتقبل غني عبد الحليم ضحك وجد وحب في ايام العيد وكانت هاك مسلسلات عربية واجنبية يعرضها التلفزيون وكم كنا نتذمر بعقلية طفولية من برنامج (دنيا الاسرة )الذي تقدمه الراحلة منى البصري لانه برنامج (غثيث)وثقيل في وقت يكون هو البرنامج الشيق والممتع ولكننا ننساق لمشاعرنا الطفولية البريئة غير الناضجة وبانتظار الفلم نكون قد احتسينا الحامض او الشاي او الدارسين وندفع عشرة فلوس للذي يشرب والذي يشاهد فقط ولايشرب يدفع خمسة فلوس في حين كانت تتعالى اصوات (الدومنجية)عاليا يزعيق اللاعبين وحماسهم من اجل ألفوز وعدم دفع نقود المشروبات الغازية وكان صاحب المقهى يمتلك كيس فيه نقود (الخردة)ويستعرضه امامنا بين حين وآخر (مجقجقا بالخرداوات)مثيرا في نفوسنا افكار شتى في حين كانت الثلاجات التي تحفظ المشروبات خشبية وهي عبارة عن صندوق من الخشب يملأ داخلها بثلج القوالب بعد وضع كمية من الملح على الثلج حتى لايذوب بسرعة وتوضع فيها كمية كبيرة من زجاجات البيبسي. كولا وإخوتها من الكولا والكندا دراي والسيبرايت والمشن والفانتا والخ وينتهي برنامج الاسرة ويبدأ الفلم وسط صمت وهدوء المشاهدين وعندما كان يظهر تايتل الفلم كنا نتخيل ان الفلم الذي فيه نقاط كثيرة سيكون مليء بالمغامرات التي ستسعدنا وهذه احدى اختراعاتنا البريئة وعندما يظهر بطل الفلم وهو ينتصر على أعداءه يشكل ذلك مصدر سعادة وفرح ربما لاننا إنسانينيا مجبولين بكره الظلم والانتصار للحق الذي يجسده بطل الفلم والذي كنا نسميه (الولد) حيث جاء الولد وذهب الولد وانتصر الولد على الهندي الاحمر (الوحشي )الذي سوقته الدعاية الرأسمالية على انه مجرم رغم انه صاحب الحق الشرعي كما اتضح ذلك لاحقا وينتهي الفلم بمجوعة من المعارك وبعد استمتاعنا بأحداثه الشيقة لنذهب بعد ذلك لنلعب الى لعبة الخطة حيث كسب الفلوس وتتلخص برسم خطة دائرية من عشرة حلقات متداخلة ونرمي عليهاقطعة العشرة فلوس فاذا وقعت على الخط نخسر واذا وقعت بمنتصف الخطة نكسب بقدر مرتب الدائرة وهكذا كانت مغامرتنا يوميا طيلة ايام العيد فما بين الذهاب الى السينمات او حديقة الأمة نلتقط الصور ونشتري الجوز الكبير او نأكل لفة (عروك) برائحة القلاء الزكية بعشرين فلسافقط وكل عيديت نا 500فلس أو نركب الربل ونصيح (هي هي جوبي)ولانعرف معناها فقط سوى انها تثير الفرح الجماعي او نرى صندوقا ضخما ما ان نضع قطعة نقود ام العشرة فلو س حتى تظهر اغنية وسط دهشتنا او نذهب لمشاهد ابو (الحياية)في النهضة حيث يسيطر رجل بكلامه على جموع الحاضرين ويستدرجهم لدفع النقود مقابل مشاهدة الأفعى وفي الاخير لايظهرها ليستمر الناس الطيبين برمي نقودهم نحو طبق الخوص بانتظار رؤية الافعى والرجل مستمرا في إغوائهم بجميل الكلام والحكايات ..تلك كانت شذرات لامعة من خزين الذاكرة الراكد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا