الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد تنبذ العنف

عبد الحكيم نديم

2003 / 5 / 25
الادب والفن


 

الحرية

طائر المنافي أسكره يوماً نسيم الحرية
وهو ينقر أسلاك حديقة الهرم
عندما أمطرت السماء
 وراء النافذة مدراراً ،
تناثرت أسلاكها الموصلة بالوطن
 ساعة الفجر
كخيوط واهية من العدم...

 

جواز سفر

لأول مرةٍ أمسكُ
 في يميني
بلا وجل،
جواز سفر الغرباء،
أجول العالم طليقاً
 واجتاز بقامتي المرفوعة منافذ المطار،
لأقول لهم جذلاً هاكم
فتشوا خلايا جسدي
المعذّبة كيف حطّمتها الأنفاق ...

 


مصنع 

في الوطن الحزين المحكوم
 بالصمت  والحروب 
 تصنع باسم معامل حليب الأطفال
قنابل لحصاد البشر ...

القمر

بإمكانك في الحلم
 أن ترى لوحة زيتية لغيمة تعانق المطر
ومأساة ملايين الشفاه
بلا قُبلة وهي تحكي سِفر العشاق!
هذا كل ما قالته الحسناء
في آخر ليلة الوداع...


 ذاكرة المساء
 
كل مساء لك مني يا أميّ َ الحنونة
سبعون وردة حمراء
اهديها من واحة قلبي الخضراء
كل مساء يا حبيبتي العذبة،
لك أربعون  قبلةًٍ دافئةًٍ من شفتاي
 بطعم  فاكهة الشتاء !
كلّ مساء ٍ يا طفلي الباسم 
ويا طفلتي المّدللة لكما سلامي
فأنتما شمعتان متقدتان
في القلب لا تخمدان ...

الشمس

سأذهبُ  يا صديقي هذا العصر
 للقاء الشمس
فمن يقول أنها اكثر دفئاً منا
ومن حضن فتاة شرقية سمراء ...


في السويد

علموني في المدارس
أسماء الورود ومواعيد العطل الجميلة
مكان أسماء الوزراء ولجان التفتيش،
عَلموني،
 أن أقول شكراً
لمن يفسح لي المجال في القطار
والباصات وفي المصاعد،
وان أُمسك َ الباب لمن يلِج من بعدي المكان
وأساعد الأمهات في رفع عربات الأطفال!
وأقول لمن ضحك بوجهي شكراً
أو عندما امشي يجب أن أقول
 لقدميّ شكراً
وأن أقول لوالدي وأطفالي شكراً
وقبل أن أنام
أقول للدفء والأمان شكراً،
أليس احسن من الذي
 يبصق أمام الشقة
ومن الذي ينظر للناس ببلادة
أو يضرب باب المدخل بقوة
ويحشر نفسه بلا شعور
في الحوار والكلام ...


أمواج البحار

في السويد أنت  ترى مثلي
الأشجار دائمة الخضرة والنماء
والثلج نديفه ككرات بيضاء
في ربيعها الدائم تزهر الأرض بالورود
وفي الصيف ترقص طيور النوارس
فوق أمواج البحار
انظر لهذين العاشقين بجانب الساحل
كيفَ يرسمان علامة الحب
بالأنامل على الرمال...

 

 

تفاحة


اشتهيت  يوماً أن أقضم تفاحةً
 من بساتين وطني !!
آه ِ لبساتين وطني
كيفَ زرعه الشيطان بالآفات،
 من بعد رحيل
أسراب  السنونو، وما زلنا نراوح
 في القلق الدائم والخوف
 من مستقبل بلا أمان...

 

في القطار
 

تثائبتْ أمامي جميلة
 كفرط الرُمان في القطار
القادمة من أقصى الشمال
وأنا تثائبتُ أيضا من غير كلام
قالت لي بهدوء : أ صحيح ٌ؟!
من يسهر في الشرق مع الحبيبة
لا يعرف غيرها،
وشفاههم في ارتواء...


سَمكة  احمد

رأيته  يبكي  في المدرسة
لموت سمكته الذهبية
عندما قفزت من بركة الماء
وفي الصباح الثاني من يوم الفراق
اشتكت  السمكة من حرارة الدموع
أما تدري يا أحمد  إني
اسبحُ  الآن في بحار السماء .؟


صيف ستوكهولم

في يوم منتصف
 صيف ستوكهولم
قالت لي معلمتي السويدية
إذا نمتم في الليل،
ضعوا تحت مخدتّكم الناعمة
 باقات من ورود البيلسان...
 وانثروا في الحلم سبعاً
من أوراقها البيضاء
وفي الصباح
 ترون علامة
 الحُبّ
 فأقرؤا حرفها الأول،أنا الحبيب
 وتلك القرنفلة أنشودة الغرام ...

 

لوحة زيتية

أهدتني يوم الزفاف قبلة عذبة
وأنا منحتها قلبي لوحة زيتية مرسومة
بأنامل الطبيعة الخضراء...
 

 


طفولة

قالت لي والدتي في طفولتي
لا تقطف يا ولدي وردة
 لتخنقها في صمت المزهرية
ولا تصطاد فراشة مزركشة الجناح ،
فتأمل بسمة الورود لزرقة السماء!...


الصالة المضيئة

افتعلت وإيّاها خصاماً  
في الصالة المضيئة
 بشموع  الحب
كي تصالحني بقبلة
 واحدة  من كنوز الشفاه...


كأس


عندما  انحنت بقامتها الفارعة،
لتلتقط حبّات سٍوارها المتناثرة 
نسجتها في خيالي عروسا ً
من الشرق من الشرق
مُطّعمة  بالألوان

 

وقلت لها هامساً
أنها حبات قلبي
نثرتها  مشيتكِِ الجميلة،
في هذا المساء...


عطلة

عطلة سعيدة نسمعها في الغربة
بعد قدوم العطلة
في أوان اللقاء،
وفي وطني الحبيب،
يعنّفنا المدير الجهم بالعقوبة،
وبعد الموت
 لا يغيب من العَيْن ظله اللعين
 ويبقى وريثاً شرعياً للآمر وعصاً قويّةً للسّلطان ...

 

تفتيش

لا أتذكر يوماً في بلد الثلج،
فتحت حقيبة أو قدمت
 هوية بين المدن،
وفي بوابة السفر.
في وطني افتح حقيبتي للمرة العشرين
وأتلف ملايين من خلايا الأعصاب...
 
ربيع

رأيتها تلملم بلا وعي ،
أطراف ثوبها الطويل!
 وبعدما نزلت من القطار السريع،
تذكرتُ وشم صدرها العاري،
أيكفيها هذا اللقاء العابر،
بعد انتظار السنين ؟...


 دمعة

أدمعت عيناها لغسل عار القبيلة،
وهي تخفي تحت الجلباب الأسود
صدمة الضّرب بالحذاء
وفي ندوة المساء
تحيّرت المقنعة
من ندوة رجال الشرق
 مع تجّار الغَرب لحقوق النساء
ومن شماتة الأعداء!...

سؤال؟...

سيدي هل للرجل المصون في القبيلة
أن يأتي خادمته الأجنبية  في السفر؟
أم يكتفي بالعشرة المخفيّة،
ويشرب في السّر
كل ليلة قنينة مستوردة
 من الراح المُعتّق بالماء للشفاء ....

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟