الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الإستثناء موركي

كوسلا ابشن

2022 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تجتاح الكثير من البلدان مظاهرات إحتجاجية تنديدية بما أصاب الإقتصاديات المتهالكة من أزمات بنيوية آثرت على القدرة الشرائية للكادحين, و زادتها الحرب الروسية على أوكراينا حدة و إنتكاسة و لم تستطيع الأنظمة الإستغلالية الأوضاع القائمة إلا بالزيادات في أسعار المواد الأساسية و الأولية, مع جمود رواتب الشغيلة و الموظفين. لقد تصاعدت حدة هذه الإحتجاجات في السيرلانكا الى حد إقتحام المتظاهرين للمؤسسات الدولتية, و أجبرت الرئيس على الإستقالة و الفرار الى وجهة غير معروفة, و إستقالة رئيس الوزراء.
بلدنا محكوم ب "الإستثناء" في كل شيْ, في الدعارة السياسية و التقشف الإقتصادي و التخلف الإجتماعي, لم يستثني "الإستثناء" حتى الفقر و سلوك فقراء, ف"الإستثناء" موركي منحهم قوة الصبر على أعاصير الجوع و البرد و المعاناة اليومية. بركة السماء "الحمد لله" تغنيهم عن مواجهة الظلم و الإستبداد و سياسة التجويع و التفقير و العنصرية. "الإستثناء" علم الشعب ثقافة الإستحمار و الرضى عن الفقر و الإستغلال و كما علمه محاربة الوحدة الشعبية ( حيد عل رسي و شقف) و قبول الخضوع للظلام و الإستعمار.
كان من مطالب رحيل دولة الحماية و إستخلافها بالسلطة آل علوي الأجنبية, شرط تبعية هذه الآخيرة للإمبريالية الفرنسية و للمؤسسات المالية العالمية. قبول مطالب دولة الحماية الإجبارية, بالإرتباط بشجع الأوليغارشية الكولونيالية بتنمية رصيدها المالي و إستحواذها على خيرات البلد, كانا عنصران أساسيان متلازمان لتخلف البنية الإقتصادية والإجتماعية و الثقافية للمجتمع موركي منذ إستلاء آل علوي على السلطة السياسية و إحتلال البلد. عقود من الإحتلال آل علوي, عرف فيه المجتمع موروكي أزمات هيكلية, شل فيه الوضع الإقتصادي الذي زاد من تدهور الوضع الإجتماعي و الثقافي. لم تفلح الترقيعات و لا الخطابات الدعائية حول المستقبل الزاهر, من حل الأزمات, بل الواقع كان يؤكد كل مرة عن تعميق هذه الأزمات و عن إزدياد من مآساة الكادحين و توسيع الهوة بين العناصر المستفيدة من رحيل دولة الحماية و بين الشعب الكادح من قاوم الإحتلال الأوروبي بالسلاح.
الإستثناء موركي كان دائما لصالح الأوليغارشية التي كانت بسياستها اللامحلية و اللاشعبية تستفيد من الأزمات الإقتصادية للإغتناء أكثر و تفقير الفقراء أكثر. و الأزمات الإقتصادية العالمية, كيفما كان حجم تأثيرها على الإقتصاد المحلي تخرج منه الأوليغارشية رابحة لأن الشعب الكادح هو من يدفع فتورته, كما يلاحظ حاليا من عواقب الحرب الروسية على أوكراينا و أزمة الغاز و القمح المفتعلة لضرب القدرة الشرائية للشعب الكادح و الفقراء, ولم تستثني الأوليغارشية أية بضاعة من الزيادة في سعرها. السياسة الأوليغارشية ترمي الى زيادة أرباحها أضعافا على حساب القوت اليومي للفقراء, حتى في المناسبات دينية. الأوليغارشية تنفذ مهمتها في الإستغلال و النهب والفاسد, فالمسألة طبيعية أن لا تهتم الأوليغراشية بمصير الشعب الكادح و بأوضاعه الإجتماعية. لكن ما هو ليس طبيعي في مجتمع الإستثنائيات, هو الرد السلبي و اللامبالي للكادحين من يكتوي يوما عن يوم, من سياسة التجويع و التفقير الممنهجة.
موركيون ليسوا في أحسن حال من السيرلانكيين الذين إنتفضوا ضد السياسة الحكومية الفاشلة في حل أزمتها الإقتصادية و ديونها الخارجية, نتيجة نهجها السياسي اللاوطني و اللاشعبي بتبعيتها للمؤسسات المالية العالمية. السيرلانكيون خرجوا الى الشوارع و إحتلوا المؤسسات الدولتية و أجبروا الحكام على الإستقالة. أما موركيون فقد حمدوا السماء على مشيئتها و خروجوا الى أوكار الدناسة و التخلف للصلاة على "الإستثناء" آل علوي و قدرة نظامه على تنويم الشعب و إستعباده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح