الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقلية العربية الفلسطينية في الداخل بين همومها اليومية وهمومها المستقبلية

حسين خميس

2003 / 5 / 25
القضية الفلسطينية


    
لا يخفي على احد انه وفي ظل المتغيرات الدولية المستجدة على الساحة الدولية والتي تأثر بها العديد من شعوب دول العالم الثالث وبالذات الشعوب العربية ، موجة التأثير السلبي هذه طالت ايضا الجماهير العربية الفلسطينية داخل اسرائيل ، وليس صحيحا بأنه مجرد العيش بكنف القانون والوصاية الاسرائيلية يشكل سدا مانعا أمام التحولات السلبية والمخيفة التي تعصف بالمنطقة ، والمهم الاشارة اليه هنا انه بالاضافة الى السياسة السلطوية الظالمة  والعنصرية التي تتعرض لها الاقلية الفلسطينية في الداخل فنلاحظ هنالك غياب للمشروع الموحد والملزم لجميع الاحزاب والهيئات العاملة في الداخل ، نعم هنالك نشاطات ونضالات مهمة في وجه  المؤسسة الحاكمة ولكن هذه النشاطات تفتقر الى البعد الاستراتيجي والدراسة العلمية الصحيحة لانجازها والاشراف على تحقيق الاهداف المرجوة منها ، ففي ظل غياب المشروع الحضاري والوطني لجميع الجماهير العربية سنبقى في حالة تخبط وفي حالة دفاع عن النفس ننتظر الضربات السلطوية لندافع عن انفسنا  مع العلم اننا ومن موقع درايتنا بالمؤسسة الاسرائيلية بتنا من اهم المطلعين على ابعاد سياسة هذه المؤسسة واخطارها على الجميع .
الان وبعد مرور هذا الزمن الطويل نسبيا على وجودنا تحت الحكم الاسرائيلي يتوجب علينا ان ننتقل من مرحلة الدفاع عن النفس الى مرحلة الهجوم المظاد مع التأكيد هنا على ضرورة اتباع الاساليب السلمية  في مواجهة السياسة العنصرية الاسرائيلية والتأكيد على ضرورة تعبئة الجماهير لأنها السند الاول لأي مشروع نضالي مستقبلي ، والاهم من ذلك يجب الحديث عن وحدة اهداف ومشروع وليس وحدة احزاب قسرية ومحدودة الزمن تفرضها مصالح انتخابية ، وهذه الوحدة يجري التداول بشأنها في اوقات الحسم الانتخابي في حين يتم التغاضي عنها في الاوقات العادية ،وبطبيعة الحال فأنا لست من الداعين لوحدة الاحزاب لاني من المؤمنين بالتعددية السياسية وتعدد وجهات النظر في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل بشرط أن لا تقود الى الصدام والمواجهة الداخلية لاننا ندرك هشاشة هذا المجتمع الذي بطبيعته لا يختلف عن المجتمعات العربية الاخرى في اليمن والمغرب والاردن وسوريا ولبنان والتي أهم مايميزها التركيبة القبلية والعائلية التي وللأسف تحسم الكثير من القضايا التي لنا رأي مغاير فيها مثل ايماننا بالكفائات  والاخلاص للقضايا الوطنية والتي في حالات كثيرة لا تتوفر لدى اصحاي التوجه القبلي مهما وصلت دراساتهم العليا  وثقافتهم ، من هنا وفي ظل عشرات القضايا التي تشغل اولويات امورنا مثل قضايا مصادرة الاراضي والبطالة المتفشية في اوساط شبابنا وقلة الميزانيات للتطوير والمعركة من اجل السيطرة على جهاز التعليم والتي في رأيي هي الاهم من اجل بناء اجيال تتحمل المسؤولية الوطنية من اجل انتزاع حقوقنا القومية هذا بالضافة الى همومنا الوطنية الفلسطينية والقومية العربية في ظل هذه الهموم اليومية الكبيرة الحجم علينا ان نتوقف ونتأمل من أجل بناء مشروع وطني وحضاري يحتوي على همومنا وتطلعاتنا المستقبلية من وجهة نظر علمية بعيدة عن الشعارات الكبيرة والزائفة التي تقودنا الى حالة من الوهم والغيبوبة .
حسين خميس .فلسطين .24/5/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا