الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نيكوس موتاس - غوستافو بيترو وجان لوك ميلينشون و أسطورة -الحكومات اليسارية-

دلير زنكنة

2022 / 7 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


عادت القصة الخيالية القديمة "للحكومات اليسارية التقدمية" إلى الأخبار بعد الانتصار الانتخابي للديمقراطي الاشتراكي غوستافو بيترو في كولومبيا ، وكذلك أداء اليساري جان لوك ميلينشون في الانتخابات البرلمانية الفرنسية .

كما حدث في ديسمبر الماضي بانتصار غابرييل بوريتش في تشيلي ، احتفل عدد من القوى اليسارية والانتهازية في اليونان وخارجها بالنتائج الأخيرة ، وقدمتها على أنها "انتصار اليسار" الذي يُزعم أنه يمكن أن يحقق تطورات إيجابية للجماهير العمالية.

ومع ذلك ، يقدم التاريخ دروسًا مهمة. إن العقدين الأخيرين مليئين بالأمثلة التي تثبت بوضوح أنه لا توجد حكومة برجوازية ، بغض النظر عما إذا كانت تسمى "اشتراكية" أو "يسارية" أو "تقدمية" ، يمكنها أن تخدم مصالح الشعب وتلبيها في ظل ظروف الاقتصاد الرأسمالي. أولئك الذين يشيدون اليوم بانتصار غوستافو بترو في كولومبيا على أنه "انتصار للشعب" هم نفس الانتهازيين الوقحين الذين كانوا يحتفلون بصعود سيريزا في اليونان وبوديموس في إسبانيا في 2014-2015.

تُظهر التجربة التاريخية ، في كل من أوروبا وأمريكا اللاتينية ، أن ما يسمى بـ "الحكومات اليسارية" تنمي وتنشر الأوهام حول إضفاء الطابع الإنساني على الرأسمالية. ومع ذلك ، فإن الحقيقة المؤلمة هي أن الرأسمالية الإنسانية مثل بابانويل، لا وجود لها. حالة الحزب الاشتراكي الفنزويلي الموحد في فنزويلا هي مثال رمزي على فشل النظرية الانتهازية "اشتراكية القرن الحادي والعشرين". أمثلة لولا روسيف في البرازيل ولوبيز أوبرادور في المكسيك أكد أنه لا يمكن لأي حكومة "يسارية" أو "تقدمية" مهما كانت نواياها أن تقدم حلولاً فعلية وجذرية لمشاكل الناس ما دامت وسائل الإنتاج في أيدي رأس المال. في أفضل الحالات ، تبنت هذه الحكومات بعض السياسات ضد الفقر المدقع ، ولكن حتى هذه الإجراءات تم التراجع عنها لاحقًا طالما أنها كانت غير متوافقة مع الاقتصاد الرأسمالي. بعد كل شيء ، فإن ازدهار الطبقة العاملة بحكم التعريف لا يتوافق مع ربحية الرأسمالية .

لسوء الحظ ، تبنى عدد من الأحزاب والقوى الشيوعية ، في كل من أمريكا اللاتينية وأوروبا ، الاستراتيجية الخاطئة "لمراحل الاشتراكية" التي تقودهم إلى السعي وراء مشاركتهم في الحكومات "اليسارية" و "التقدمية" . حالتا البرازيل وشيلي مميزة للغاية. في فرنسا ، تعتبر حالة الحزب الشيوعي (PCF) ، الذي يشارك في التحالف الاشتراكي الديمقراطي لجان لوك ميلينشون ، مثالًا بارزًا على التحول الأيديولوجي والانحراف الذي لا رجعة فيه عن مبادئ الماركسية اللينينية. لقد تم تقليص دور الحزب الشيوعي الفرنسي لموريس ثوريز وجاك دوكلوس الذي كان يتمتع في الماضي بالقوة والاحترام إلى ملحق سياسي للاشتراكية الديمقراطية اللئيمة ، والتي تعمل بدورها كاحتياطي لرأس المال.

هذه القوى السياسية تتجاهل أو تقلل من شأن القوانين التي تحكم الاقتصاد الرأسمالي ، وكذلك الطابع الرجعي الفعلي للدولة البرجوازية. يجب أن تكون النتيجة المأساوية لحكومة "الوحدة الشعبية" لسلفادور أليندي في تشيلي بمثابة تذكير دائم بأنه من المستحيل للاشتراكية أن تأتي من خلال طرق سلمية وأوهام برلمانية ، ولكن فقط من خلال الإطاحة بالنظام الرأسمالي والقضاء على سلطة الاحتكارات.

هل هناك أي سبب خاص للطبقة العاملة في كولومبيا وفرنسا للاحتفال بالإنجازات الانتخابية لبترو وميلينشون؟ بالنسبة لنا ، الجواب واضح جدا.يجب ألا يكون لدى الكادحين أوهام. لا يكمن المخرج الحقيقي لمصالح الناس في القصص الخيالية القديمة الباهتة عن الحكومات "اليسارية" ، ولكن فقط في اشتداد الصراع الطبقي المنظم ضد نظام الاستغلال ، الرأسمالية.

* نيكوس موتاس هو رئيس تحرير مجلة " الدفاع عن الشيوعية" .

http://www.idcommunism.com/2022/06/gustavo-petro-jean-luc-melenchon-and-the-fairytale-of-left-governments.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإقالة الحكومة في تل أب




.. الشرطة الإسرائيلية تفرق احتجاجات في تل أبيب ضد الحكومة ونتني


.. آلاف المتظاهرين يخرجون في شوارع تل أبيب




.. العلاقات السوفييتية العربية