الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا والاسلام السياسي

متي اسو

2006 / 9 / 21
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


يخطئ من يظن ان الصراع بين امريكا والاسلام السياسي نشأ بعد احداث 11 أيلول ، ان الاسلام السياسي نما وانتشر بعد
حرب 67 حيث وجدها فرصة ذهبية للانقضاض على الشارع الاسلامي والعربي خاصة بعد فشل المشروع القومي وغياب و
انكماش المد اليساري بعد عمليات من الملاحقات والتصفيات الجسدية من قبل حكومات واحزاب رجعية في المنطقة العربية
والاسلامية. رعت السعودية واثرياء الخليج الحركات الاسلامية هذه وقدمت لها وسائل يطول شرحها ولكنها مفهومة من الجميع
فانتشرت بين الشعوب الاسلامية وخاصة الفقراء منهم انتشار النار في الهشيم .ومما زاد في الطين بلة قيام دولة دينية في ايران
واخرى في افغانستان حيث أصبح الصراع والتسابق محموما نحو الانخراط في الاحزاب الاسلامية ،قابل ذلك نموا مطردا في
وسائل الاعلام التي تروج للافكار الاسلامية المتطرفة وتدنيا هائلا في المستوى الثقافي لهذه الشعوب .بذلك اصبح
الباب شبه موصد بوجه الحركات اليسارية كي تستعيد مجدها السابق ،ولا يخفي علينا ما سببه انهيار العالم الاشتراكي من اذى في وضع
الحركات اليسارية هذه .كانت امريكا على علم تام بخطورة هذه الحركات ولكنها فشلت في التنبؤ بحجم هذه الخطورة
كما ان حاجتها اليها في اقصاء الحركات اليسارية وفي محاربة الاتحاد السوفيتي في افغانستان جعلها تغض النظر عن الخطورة المستقبلية
لهذه الحركات ،وهذا ما فعلته ايضا الحكومات في العالم العربي والاسلامي
عندما وقعت المواجهة المحتومة بين امريكا وحلفاء الامس ،وهذا ما يجب ان يتمناه كل يساري شريف،أطّلت علينا شعارات من الوطنية
يطلقها الصداميون ومقاتلي القاعدة مثلا تتحدث عن مقارعة الاحتلال والاستعمار والصهيونية!!!والغريب في الامر والمدهش جدا
ان بعض اليساريين وقعوا في فخ هذه الشعارات واخذوا يرددون ما يردده اناس لو سنحت لهم اية فرصة اخرى لما تركوا يساريا
واحدا على قيد الحياة .اننا نعرفهم جيدا ولقد خبرناهم طوال حياتنا ، ولا يهمني ما يقوله من امثال شافيز في محاربته لامريكا بالوقوف صفا
واحدا مع انظمة مغرقة في الرجعية مثل النظام الايراني
لا مستقبل للحركات اليسارية مع الانظمة والاحزاب الرجعية هذه ،وان اية حكومة علمانية حتى لو كانت متحالفة مع امريكا فهي افضل مليون
مرة من الانظمة الرجعية. من مصلحة امريكا القضاء على الارهاب تعزيزا لأمنها القومي ،كما ان من مصلحتها انجاح تجربتيها في
افغانستان والعراق وان الفوضى الحالية ليست سوى مخلفات الماضي البغيض الذي شوه الشعوب في هذه المنطقة،وسوف
يصعب على الذين تركوا العراق مثلا في اوائل التسعينات استيعاب هذا الكلام ولكن سيتفهمه من لا يزال يعيش في العراق او ذلك الذي
غادره في نهاية التسعينات لانه عاش وشهد الخراب الشديد الذي اصاب الانسان العراقي في انسانيته خلال تلك الفترة التعسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع