الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط المعارضة العراقية مع سقوط النظام الفاشي

نبيل تومي
(Nabil Tomi)

2022 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كان الشعب العراقي بأغلبيته يأمل خيرا في المعارضة العراقية التي ما برحت تصدع رؤوس العراقيين والعالم بالكثير من الصخب وهي تقوم بمختلف الأنشطة والتحركات من الأتصال بالمنظمات الدولية وهيئاتها الحقوقية راجية من الرؤساء بأسعافهـا وأنقاذ الشعب العراقي من أيادي الطاغية وحزبه الفاشي ... وأستمرت المعارضة وأحزابهـا بأستغلال كل المناسبات للتعبير عن رفضهم للنظام البعثي الصدامي الساقط وتبيان مساوئه وظلمه لأبناء الشعب العراقي دون تمييز كل ذلك من أجل أنقاذه .
ما كانت تقوم به المعارضة بكل أطيافهـا المدنية العلمانية والقومية المختلفة والدينية المتمثلة بأحزاب الأسلام السياسي والتي والحق يقال أنهـا ( أي هذه الأحزاب مجتمعة ) برعت في جذب الرأي العام الشعبي الدولي وحتى بعض الأنظمة الدولية لمساعدتهـا ، مما أتاح لهـا أن تثبت مصداقيتهـا بين الجالية العراقية على الأقل في الخارج من حيث تعاونهم مع بعضهم وتشكلت العديد من الجبهات التي تناهض النظام في بغداد وأستحصلت على الكثير من المساعدات من هنـا وهناك .
وفي الحقيقة أن ما قدمته من برامج بديلة وأيجابية للتغيير مضاف أليهـا وضعها للخطط المستقبلية لأعادة بناء الحياة السياسية في بلد خربته سياسة الحزب الواحد الشمولية وكانت ( أي المعارضة ) قد قدمت نفسهـا للعالم بأنهـا ستحمي حقوق المواطن وتعيد كرامته وتعيد بناء كل ما دمرته الحروب العبثية للنظام السابق وبناء دولة مؤسساتية تقوم على أسس الديمقراطية الرصينة وتقيم نظام مدني علماني و لقد قدمت المعارضة نفسهـا كالملاك المنقذ للوطن والناس، والذين للأسف أنخدعوا وبلعوا الطعم عن حسن نيّة ، أنتظارا للخير القادم بعد سقوط البعث الصدامي الدامي
وما لبثت المعارضة أن عادت مهرولة ألى الداخل مع دخول الدبابات الأمريكية بغداد وأحتلال البلاد ، وبعد أن تأكدت أن النظام قد ولى من غير رجعة ... لم تصدق نفسهـا بأن أمور البلاد والعباد أصبحت قاب قوسين بيدهـا ... أبتدأ السباق الماراثوني لبناء أساسات وجودهـا بمختلف الأساليب حتى بان المخفي ، وأختلف المشهد وبدأت احلام الشعب تتهاوى واحدة تلو الأخر ى وأوراق التوت أخذت تسقط هي الأخرى لتكشف شيئا فشيئا عورات الأحزاب المعارضة وقادتهم جميعـا
أختلف المشهد وأنقلبت الوعود والبرامج رأسا على عقب وأصبح كل حزب يلهث خلف المواقع الحساسة ويهرول نحو الحاكم الأمريكي بريمر مقدمـا نفسه كعميل موثوق ، ورأينـا نحن الشعب بأن رجال المعارضة بالامس أضحوا اليوم مرتزقة يستجدون المناصب التي تدر عليهم المال والجاه ، وهذا الشئ أنطبق على مختلف فئات الشعب ، وبهذا أزيلت دولة المؤسسات والأنظمة والقوانين لتنشأ دولة السراديق الخلفية السوداء دولة العمالة والخنوع لدول الجوار، دولة اللصوص ومافيات السلطة ، دولة الميليشيات الحزبية المنفلتة لتصبح أول دولة في العالم في جمع كل ما هو أسوأ على الأطلاق
وبالنتيجة يشتد الصراع على المكاسب والمغانم الحزبية والشخصية , وتتفتح معدة قادة أحزاب المعارضة الخاوية إلى حيتان نهِمة لا تشبع أبدا ، كان وما يزال الأحساس لدى غالبية أبناء الشعب بأن الأحزاب التي كانت معارضة للنظام البعثي الساقط جاءت للسلطة للأنتقام وأكمال ما لم ينهيه ذلك النظام ، ولهذا راحت تركز في البحث عن المريدين وتشتري ضمائر الجياع والفقراء وضعيفي النفوس حتى وأن كانوا من أبناء الشوارع أو حتى من مجرمين وقتلة كانوا قد خدموا النظام السابق ، وأستطاعت لملمة كل ما بقي من أوساخ المزابل التي تركها النظام الساقط وراحت تعبث بالبلاد فسادا ، كأنهـا دخلت مدينة أو دولة عدوة فقامت بالقتل والسلب والنهب كمـا فعل تيمورلينك وهولاكو مع أخذ بالحسبان أن اولئك جاؤا فاتحين محتلين . أمـا هؤلاء عادوا لوطنهم بعد حرمان طويل
وتبين بعد حين من الأستقرار وقيام سلطة أنشأتهـا الأرادة الأمريكية برزت الأختلافات وصراع التكالب على المناصب وتقسيم الثروات لم تقدم (ما زال الحال على ذلك ) أي من الأحزاب برنامج أو منهاج عمل لأعادة بناء ما خربته الحروب وما ورثته البلاد من خراب نفسي وأجتماعي ، لقد تناست الشعارات والأهداف والمظالم التي كانت تتشدق بهـا أمام برلمانات ومدن العالم .... فتبين بأن أحزاب ومنظمات المعارضة هي الأخرى سقطت أخلاقيا ومبدئياً وأجتماعيا وتحولت إلى مجرد مرتزقة يميلون لمن يدفع ويتحولون من والى أي طرف يزيد من ثرائهم حتى وأن باعوا مبادئهم وتاريخهم ، فهم ساقطون كما كان النظام البعثي – الصدامي ساقط ... ولم تختلف أحزاب اليوم في العراق بشئ عن النظام السابق ، سوى أن عدد اللصوص والفاسدين تضاعف عشرات المرات لحد أن أصبح من لا يسرق لا يعيش شعار مرحلة العشرين عام الماضية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلط الحابل يالنابل في مقولة المعارضة العراقية
د. لبيب سلطان باحث عراقي كاليفورنيا ( 2022 / 7 / 14 - 04:10 )
سيدي الكاتب المحترم
مقالتك تفتقد الموضوعية على الأقل في نقطتين
الأولى: أنك تتهم المعارضة المدنية والعلمانية بالفساد مع الأسلاموية في الركض وراء السلطة والفساد الا ترى نفسك تردد مايقوله الأسلامويون ان الدميع فاسدين ليغطوا على فسادهم, وأذا أخدنا ثلاثة أسماء من أهم رموز المعلرضة المدنية والعلمانية: أحمد الجلبي, مثال الألوسي, حميد مجيد موسى والوزراء مفيد الجزائري والقاضي وائل عبد اللطيف واخرين فمن منهم كان او شارك في الفساد
ان التعميم والتعمية قد مارسها البعثيون بعد السقوط واليوم يمارسهاالولائيون لبث الياس في شعينا ومقالتكم لها نفس الهدف والمعنى
ورجاء اردت ان أعرف من اين اتيت بمقولة في مقالتكم -وبهذا أزيلت دولة المؤسسات والأنظمة والقوانين لتنشأ دولة السراديق الخلفية السوداء الخ-
سؤالي هل فعلا كانت هنك دولة زمن صدام؟ أنها اللادولة امس في زمنه وهي اليوم كذلك زمن الولائيين والطائفيين وسيطرتهم على السلطة فالعراق لم يمتلك دولة طوال العهد الصدامي بل امتلك سلطة وهي لليوم ساطة مغانم وامتيازات ونفس المعارضة المدنية والعلمانية التي وقفت ضد صدام تقف اليوم ضد الولائيين والفاسدين .. أرجو الموضوعية


2 - الموضوع (ية
طلال بغدادي ( 2022 / 7 / 14 - 15:00 )
هنالك التباس في تعريف الموضوعية؟

عنوان ومحتوى المقال يتناول - موضوع -

اختلاف الاراء او الاعتراض على المحتوى لاتلغي وجود - موضوع (ية)- -

اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا