الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب ( رسائل من القدس وإليها)

عزالدين أبو ميزر

2022 / 7 / 13
الادب والفن


الدكتور عزالدين أبو ميزر:
قراءة في كتاب ( رسائل من القدس وإليها) للكاتبين جميل السلحوت وصباح بشير من القدس.
(وتبقى القدس محور كل شيء، وحول المحور الدنيا تدور)
وكيف ولا وهي قدس الله وقبلة العقول وهوى الافئدة والقلوب. وكعادتي في كل قراءاتي أُجمل ولا أُفصّل، وأعمّم ولا أخصّص إلا فيما يقتضي مني التفصيل، ويجبرني على التخصيص في أمر لي فيه باع طويل ومعرفة أكاد أجزم فيها، وفيما عدا ذلك تكون قراءتي كأي متلقي، أكتب عن انطباعاتي بشكل عام، وعن تأثري بما قرأت مبتعدا عن نقد المتخصصين سلبا أو إيجابا.
لقد صدق من قال : إن الأرواح جنود مجندة من تعارف منها ائتلف ومن تناكر منها اختلف.
وهذه الرسائل المتبادلة بين الكاتبين ما هي إلا فن من فنون الكتابة الجميلة، والذي كان قديما واندثر، ثم عاد في العصر الحديث بشكل غير قوي بين بعض الكتاب ردا على اختلاف في مواقف أو حول رأي في اللغة كما جرى بين بعض كتاب مصر وسوريا ولبنان.
وفي هذه السنين الأخيرة والتي نعيشها نشط هذا الفن بين أكثر من كاتب وكاتبة. وما نحن بصددها اليوم هي الرسائل قبل الأخيره وقد سبقتها الرسائل بين الكاتب الكبير محمود شقير والأديبة حزامة حبايب، وبينه وبين الكاتبة شيراز عناب، وتلتها رسائل بين الكاتب والشاعر عمر صبري كتمتو والدكتورة روز شعبان، ولم نطلع عليها بعد،. وقد يصبح الحبل على الجرار وتستمر هذه الطفرة من هذا الفن وتزدهر مرة أخرى، وتصبح فنّا ذا شأن أو يعود ويختفي كما سبق له ذلك، ولكنه سيبقى على أي حال من الأحوال محطة على طريق مسيرتنا الأدبية الفلسطينية.
وفي هذه الرسائل تنوع كثير في الموضوعات وطريقة الرد، فأحدهما لا يعرف ما يجول بخاطر الآخر، لذا اختلفت الردود أحيانا واتفقت أخرى، وتباينت بينهما في ردود أخرى كل بحسب ما لديه من ثقة وعلم وخبرة واطلاع. لكن القدس المحور تظل لا يختلفان عليها، ومهما بعدا تبقى القدس تجمعهما.
ولا يمكنني الحديث عن كل رسالة بمفردها فلكل رسالة زمنها وظروفها ومؤثراتها ومزاج كاتبها.
وحيث أن الكاتب الشيخ جميل السلحوت من الكتاب الغزيري الانتاج والمتنوع في كتاباته، والكثير الاطلاع وذي ذاكرة يحسد عليها، فكان من السهل عليه الرد والإشارة إلى كتبه وتنقلاته ومعرفته، وسيرته الذاتية. فهو بحر من المعلومات لا حدود له، ولديه المقدرة على الحديث في كل موضوع عام تقريبا وبموضوعية وعن معرفة، فهو كثير القراءة ويعرف الكثير.
ولا يفتأ يتحدث عن القدس والاحتلال ومعاناة شعبنا تحت الاحتلال.
وعودة إلى كاتبنا الجميل والذي قرأنا اكثر كتاباته السياسية والأدبية وأدب الرحلات، وأدب الأطفال واليافعين والروايات الاجتماعية والوطنية، وما اشتملت عليه من فلسفة ووطنية ودين وأخلاق وعلم وحديث عن الجهل وثقافته ، ومحاولات المعالجة الموفقة وغير الموفقة والتي جميعها تبقى رأيا لا يصل إلى درجة اليقين، ويحتمل الخطأ والصواب، إلا ما كان نصا منزّلا، ولا يحتمل التأويل، وإن كان يحتمل التوسع فيه حسب التقدم الزمني وازدياد المعرفة العلمية، وما يوسع مجال المدارك ويجعل العقل يفتح آفاقا كانت مغلقة، ويظل دائما وأبدا هنالك فوق كل ذي علم عليم.
وكتاباته المتفرقة في السيرة الذاتية في أكثرها، وكتابه الخاص" أشواك البراري" الذي ذكر فيه سيرته الذاتية بشكل مفصل وجلي. وقد ناقشنا في ندوتنا (ندوة اليوم السابع)؛ أكثر ما كتبه.
لذا ، نحن نعلم الكثير الكثير عن شيخ ندوتنا جميل السلحوت والذي يتمتع بأسلوبه السهل الممتنع والمباشر، ولا يجنح للرمزية والغموض في كتاباته، ويوصل المعلومة التي يريد بكل شفافية ووضوح، ولا يلجا للتورية والكناية، ولا يعتمد المحسنات البلاغية والاستعارات اللفظية أسلوبا في كتاباته وإن تنوعت شكلا وموضوعا، حتي في هذه الرسائل وإن أخذت برأيي نوعا من الحذر المحبب، وحاول فيها إبداء بعض التأنق في الكلام كونه يخاطب امرأة ومن باب التأدب والإكرام من رجل وأديب أن يكون كذلك، فحسن المظهر واللطف والأدب والرجولة في الكلام من شيم الكرام، وكاتبنا جميل وكريم ويحب ذاته على كل ما فيها وما لها وما عليها، وهو صادق في كتاباته، وما اعتمد التلوّن وإن اعتمد الحيطة والحذر، ولذلك بقي على ما نعرفه عليه ولو نحا نحوا آخر لظهر أمام أعيننا تلوّنه وانزياحه؛ ولظهر ذلك في رسائله للكاتبة وقد انقطعت الرسائل بينهما سنين طويلة.
لا أستطيع الاسترسال في الكتابة عن صاحبة الرسائل وكتابتها فانا لا أعرفها ولم أقرأ لها غير هذه الرسائل، والتي كتبتها بلغة أدبيية راقية وأبرزت فيها قدرة ظاهرة مع عدم التكلف أو اللجوء إلى ليّ أعناق الكلمات لتظهر أنها متمكنة رغم اعتمادها على كثير من المحسنات اللفظية والخيال المجنح أحيانا بغير تقصّد.
لكن كل ذلك لا يعطيني الحق بأن أحكم عليها وعلى كتابتها بمجرد قراءتي لهذه الرسائل، فهي في ردودها أشارت إلى ما كتبه كاتبنا وهو كذلك أشار، فلم يكن كل كلامه خالصا ولا كل كلامها، وكلاهما تأثر بالآخر بقصد أو بغير قصد، فبينهما ما يجمع وما يفرّق.
لذلك استرسلت في الحديث عن شيخنا لالتصاقي الكبير به ومعرفتي ولم أسترسل مع كاتبتنا لشح المعلومة لا لشيء آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل