الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر القوميين الوحوش

عبدالمنعم الاعسم

2006 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


زبيغنيو بريجينسكي، مستشار الامن القومي الامريكي في ثمانينيات القرن الماضي تنبأ باندلاع صراعات في دول الشرق الاوسط على الثروات والهيمنة والحدود، واكد ان هذا الصراع سيتخذ طابعا خطرا في حال انهيار دولة مثل مصر او العراق، لان الدول المجاورة لهما ستعمل المستحيل من اجل فرض هيمنتها على الدولة الضعيفة.

طبعا ان تصورات بريجينسكي تحققت على يد صدام حسين في جزئيها، فهو اولا شن حربين اقليميتين غير مسبوقتين ضد دولتين مجاورتين واحدة بهدف الهيمنة واخرى بهدف النفط، وهو ثانيا تسبب في اضعاف العراق وتدميره لحد جعله عرضة للتدخل الاقليمي، عدا التدخل الخارجي.

ومنذ ثلاث سنوات يتجسد على الارض قرار اقليمي بابقاء العراق ضعيفا وغير قادر على اختيار سبيل المستقبل، وتتكشف، اكثر فاكثر، اجندة الدول المجاورة للعراق(الضعيف) لجهة ان يكون (بُعداً استراتيجياً) لها، وضيعة خلفية لمصالحها، ونظاماً على مقاسات نظامها، بل ان الجميع يريدون من عراق المستقبل ان يخوض بالنيابة عنهم معارك تصفيات الحساب: ضد بعضها البعض او ضد اسرائيل اوضد امريكا او ضد الكرد او ضد شعوبها، فيما تريده النخب الحاكمة سنداً للاستقواء على خصومها ومنافسيها على الحكم، ومحطة تزوّدها بالوقود حين تستنفد طاقتها علي المواصلة.

ومن اللافت، ان هذه الأطراف تتحدث عن مصلحة الشعب العراقي بحماسة مفرطة تثير الشكوك في مضامينها، حتى لتبدو هذه الـ(مصلحة الشعب العراقي) كلمة سر لمصلحة أخرى ذات رائحة تزكم الأنوف، فيما يلاحظ المتابعون كيف تتعسف هذه الدول في سياسات خنق العراق من جهة وتسهيل تسلل الارهابيين الى اراضيه من جهة اخرى.

وإذ يتحدث مسؤولو هذه الدول بلغات متعددة وفي محافل محلية ودولية سرية وعلنية عن حقهم (التاريخي) في ان يؤخذ رأيهم بصدد مستقبل العراق فان المشكلة الاكثر خطورة تتمثل في ان بعض الساسة العراقيين يحاولون تبرير هذه الاملاءات بمختلف الحجج وكأن العالم عوّم عضوية العراق في الأمم المتحدة وأخضعه لأحكام سوق المزاد وترك لمن هبّ ودبّ من الاطراف الاقليمية ان يقتطع خاصرة من خواصره وقطعة من قلبه حسب الحاجة ووفقاً لروح الكرم وتطييب الخواطر وتحقيق النوايا الحسنة، وهي اسماء لشيء واحد هو الرشوة مقابل السكوت.

وتتخذ بعض صور التدخل في الشأن العراقي شكل دراسات او حلقات بحث حول مستقبل مكانة العراق الستراتيجية ومصير المكونات الصغيرة، كما حدث منذ اسبوعين في باريس لصالح طرف اقليمي، إذ خلص “الستراتيجيون” الى التحذير من الفيدرالية الكردية، بالاختباء وراء القوانة المشخوطة بان هذه تمتع الشعب الكردي في كردستان العراق بحق ادارة شؤونه بنفسه يعني استفزاز الدول المجاورة على الرغم من ان خمسة عشر عاما من عمر هذه الفيدرالية لم تسجل حادثا واحدا ينطوى على استفزاز مسجل لتلك الدول.. اما السبب الحقيقي لهذا التدخل فانه في ثنايا نبوءة برجنيسكي.



ـــــــــــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ــــــــــــــــــــــــــــ



“ تجربـتي في الامم المتحدة علمتني ان لا آخذ التصريحات مأخذ جد بل اهتم بما تحت طاولات النقاش”.

بطرس غالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟