الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قد لا يعالج السرطان بالدعاء دائما

علاء الزيدي

2003 / 5 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 

معلومة شائعة ، هذه التي تقول إن الاستئصال هو " العلاج " الوحيد للأورام غير الحميدة . أما العلاج الكيميائي والدوائي فليس إلا مطا للوقت . و حتى الاستئصال ، لن يكون ناجعا إذا تم تأجيله كثيرا . فالأورام السرطانية تستشري بالإهمال عادة حتى تضحى غولا من المستحيل القضاء عليه . و إذن ، فالوقت عامل هام في هذا المورد . فإذا تم التشخيص ، صارت المبادرة إلى الاستئصال مثل القصاص ، لكم فيها حياة .
إذا انتقلت من الطب الذي لا أفقه فيه شيئا إلى السياسة ، تبادرت إلى ذهني حالة حزب البعث العراقي السابق المحظور ، وتذكرت ، أن الشعب العراقي انتظر قوات التحالف التي تسيطر على البلاد طويلا ، أنتظر فعلها بعد قولها . هي شخصت السرطان المستشري ، بل إن الحاكم المدني الجديد بول بريمر حظره بوضوح ودقة ، لكن قوات الاحتلال مازالت تتعامل مع البعثيين ، حصرا ، شأنها في ذلك شأن جاسم العزاوي في قناة " أبو ظبي " الفضائية ،  على أنهم القادرون الوحيدون على إعادة هيبة الحكومة إلى سابق عهدها ، بما يمتلكونه من تجارب وخبرة . هل كنا نلعب إذن !
العراقيون أمام وضع صعب الآن ، ويبدو أن عليهم أن يفكروا بجدية أكبر ، ويقرروا ، ويبادروا . عمليات التخريب التي يسميها بعض العاطفيين مقاومة تطول محطات توليد الكهرباء ، وتنال من أعراض الناس بهدف إثارة الاستياء العام إزاء الفوضى ، ما يدفع إلى مواجهات متسرعة يروح ضحيتها أبرياء . يقول أقاربي في داخل العراق ، إنه ربما لم يعتد على الأعراض أو يختطف الفتيات محكومون سابقون أطلق صدام  سراحهم عوضا عن المعتقلين السياسيين الذين ملأ بهم المقابر الجماعية . يضيفون بأن التجربة أثبتت أن كل هم هؤلاء المحكومين هو السرقة والسلب والنهب ، فضلا عن أن المعروف عن لصوص العراق و حراميته ، وهم ريفيون غالبا ، عدم خلوهم من شيم وقيم ولو بسطحية أو ضحالة ، لا تسمح لهم بممارسة انفلات أخلاقي تنفر منه نفوسهم كمتخلقين بأخلاق القرية ، حسب تعبير أنور السادات  أما الجرائم اللاأخلاقية الحالية في العراق فتبدو منظمة ، انتقامية و ثأرية ، لا ينهض بها إلا عقل تنظيمي ذو تجربة معمقة في الاعتداء على الحرمات الشخصية والاجتماعية ، و من سوى حزب البعث المعروف بميوله الفاشية " يستحق " مثل هذا " الوسام " !
القضية ، دخلت الآن حدود المحظور . ومن المستحيل على شريف كالعراقي ، أن يرى أخته يعتدى عليها أو تختطف ، ثم يربت على كتف المعتدي .
هل سيتاح للعراقيين أن يمارسوا حقهم في مكافحة السرطان ، الذي لا يعالج بالدعاء دائما ؟
سؤال لا أعلم على من ينبغي أن يطرح ، بعد أن تقطعت بالعراقيين السبل الإعلامية . فلا راديو به خير ولا تلفزيون ولا تلفون ..

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتلال يمتد لعام.. تسرب أبرز ملامح الخطة الإسرائيلية لإدارة


.. «يخطط للعودة».. مقتدى الصدر يربك المشهد السياسي العراقي




.. رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.. إسرائيل توسع نطاق هجماتها ف


.. لماذا تصر تل أبيب على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة رغ




.. عاجل | القسام: ننفذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق جباليا