الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان كان السينمائي يطالب بالإفراج الفوري عن مخرجي الأفلام محمد رسولوف ومصطفى الأحمد وجعفر بناهي.

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2022 / 7 / 14
الادب والفن


اصدر مهرجان كان السينمائي بيانا يوم 11 تموز / يوليو يطالب بالإفراج الفوري عن المخرجين الإيرانيين محمد رسولوف ومصطفى الأحمد، اللذين تم اعتقالهم من قبل السلطات الإيرانية، يوم الجمعة 8 تموز / يوليو 2022 ، وسجنهما في مكان مجهول بسبب احتجاجهما على العنف ضد المدنيين في إيران، بتهمة العمل ضد الأمن القومي. ووجهت لهما تهمة الارتباط بجماعات مناهضة للحكومة وارتكاب مخالفات أمنية. وكان الاثنان ضمن مجموعة من الممثلين والمخرجين الذين وقّعوا على نداء دعوا فيه قوات الأمن إلى الانحياز للناس خلال احتجاجات في الشوارع أعقبت انهياراً لمبنى أدى لسقوط قتلى في ايار الماضي .

وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرض لها المخرج الايراني المستقل رسولوف (50 سنة ) الحائز على جوائز مهمة من المهرجانات السينمائية العالمية الى الاعتقال بحجج مختلفة ففي عام 2009 ، تم اعتقاله مع المخرج جعفر بناهي الذي شاركه في إخراج فيلم قضت محكمة إيرانية بسجن المخرج الإيراني محمد رسولوف، بالسجن لمدة خمس سنوات ومنعه من العمل في السينما لمدة 20 سنة، ثم خفف الحكم بالسجن إلى سنة واحدة فقط مع إطلاق سراحه بكفالة وتأجيل تنفيذ العقوبة ، وظل الحكم مسلطا عليه حتى يومنا هذا. وعلى زميله المخرج بناهي ب ست سنوات.

قدم رسولوف فيلم المخطوطات تحترق Les manuscrits ne brûlent pas في مهرجان كان السينمائي لعام 2013 وفاز بجائز الاتحاد العالمي لنقاد السينما FIPRESCI والفيلم يسلط الضوء على جرائم القتل المتسلسلة للكتاب والصحفيين الإيرانيين من قبل دائرة الإعلام في جمهورية إيران الإسلامية ، ولا سيما الهجوم الفاشل على الحافلة التي كانت تقل مجموعة من الكتاب الإيرانيين إلى أرمينيا.

وحّرم محمد رسولوف بالفعل من حريته في التنقل والعمل منذ عام 2017 ، بعد تقديم فيلمه "رجل نزيه Un homme intègre، الذي فاز بجائزة قسم نظرة خاصة Un Certain Regard في الدورة السبعين لمهرجان كان السينمائي. يتناول الفيلم قصة رضا وحدس مع ابنهما اللذين يعيشون في منزل في الريف. هدس هي مديرة مدرسة ثانوية للبنات ولدى رضا مزرعة أسماك.يواجهون شركة خاصة ترغب في احتكار منزلهم وأرضهم. يركزالفيلم على الفساد والظلم في البلاد . وقد حصل محمد رسولوف على جائزة أفضل مخرج، وأفضل ممثل لرضا أخلاغيراد في مهرجان أنطاليا السينمائي الدولي Antalya Film Festival. ولكنه لم يتمكن من الحضور بسبب سحب جواز سفره من قبل السلطات الإيرانية.

وكان قد تم اختيار فيلمه لا وجود للشيطان" Le diable n existe pas في المسابقة الرسمية في الدورة السبعين لمهرجان برلين في فبراير 2020 ، حيث فاز بجائزة الدب الذهبي. ويتناول فيلمه ، في أربعة قصص منفصلة ولكنها مرتبطة بنفس الموضوع ، عمل الجلاد في تنفيذ عقوبة عقوبة الإعدام ، وهو موضوع محظور في إيران ، شاهده الجلادين وعائلات الضحايا. وايضا منع من الحضور لاستلام جائزته فقد استلمت الحائزة عنه ابنته باران.

كما القت السلطات الإيرانية القبض على المخرج جعفر بناهي (62 عاما )، الحائز على العديد من الجوائز العالمية يوم الاثنين 11 تموز ، اثناء توجهه الى مكتب المدعي العام في طهران للدفاع عن زميله المخرج رسولوف، ونقلته الى السجن.
المخرج جعفر بناهي هو أحد المخرجين الإيرانيين الأكثر نفوذاً في حركة الموجة الإيرانية الجديدة. عمل كمساعد مخرج مع المخرج الشهير عباس كياروستامي في فيلم "عبر أشجار الزيتون". وقدم العديد من الأعمال في مهرجان كان ، وقد حصل فيلمه الطويل الأول البالون الأبيض (Le Ballon blanc) على جائزة الكاميرا الذهبية Camera d´-or-في مهرجان كان السينمائي عام 1995. كما فاز فيلمه المرآة (Le Miroir) 1997 على جائزة الفهد الذهبي في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي.

تم حظر فيلميه: الدائرة (The Circle) الذي حصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 2000، وفيلم الدم والذهب (Blood and Gold)، الذي فاز بجائزة لجنة تحكيم قسم نظرة خاصة في عام 2003 في مهرجان كان، منع عرضهما في جمهورية إيران الإسلامية بسبب مواضيعها . الأول يتحدث عن وضع المراة في ظل القوانيين التي سنتها جمهورية إيران الإسلامية وعدم المساواة وانعدام الحرية في المجتمع الإيرانية، وخاصة عندما تلد المراة بنتا فهي تتعرض للطلاق، كما يمنع إظهار الدعارة في الافلام واستغلال الجنسي للمرأة من قبل رجال الدين على وجه الخصوص. أما الفيلم الثاني
يحكي قصة حسين أحد المحاربين القدامى في الحرب مع العراق الذين واجهوا ظلمًا اجتماعيًا بعد انتهاء الحرب .. وبنسبة لحسين هناك خلل عميق في النظام الاجتماعي يراه في كل مكان يذهب إليه، لا احد يرحب به او يستقبله كإنسان، لانه فقير وربما غريب عن اجواء الأغنياء والمتسلطين . ولكن في يوم من الأيام ، سيكتشف حسين الحياة التي تختبيء وراء المال ، لكن هذا لن يقودنا إلى حيث كان يفضل أن يكون... و مثل العديد من أفلام بناهي الأخرى ، فإن "الدم والذهب" له بنية دائرية (حلقية) ، يبدأ وينتهي بمشهد السطو على محل المجوهرات. فإن الرجال بالنسبة للمخرج أسرى هذه الدائرة، وهكذا يسلط الفيلم الضوء على العبثية والتوقعات التي تهاجم البطل.

كما حظر النظام عرض فيلم اوفسايد (Offside) ، الحائز على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عام 2006 - والذي يشجب منع النساء من حضور مبارايات كرة القدم وتمرد الشابات وحضور المباريات سرًا ، والالتفاف على الحظر المفروض عليهن ، من دخول الملاعب أثناء المباريات بين فرق الرجال، منذ الثورة الإسلامية عام 1979 ، ومع ذلك ، تمكن المخرج من نسخه على أقراص DVD ووزع سرًا في جميع أنحاء البلاد.
وفي حزيران / يونيو 2009 ، شارك المخرج في العديد من المظاهرات، احتجاجاً على فوز محمود أحمدي نجاد المثير للجدل في الانتخابات الرئاسية. في نهاية شهر تموز / يوليو ، تم اعتقاله لبضعة أيام بسبب حضوره احتفالًا تم تنظيمه لإحياء ذكرى المتظاهرة الشابة التي قتلت "ندى آغا سلطان".
وفي تحدي واضح لسلطة الملالي قام بارتداء وشاحًا أخضر وهو لون المعارضة التي تستخدمه عندما كان رئيساً للجنة التحكيم في مهرجان مونتريال في شُباط / فبراير 2010. ولذلك منعته السلطة
الإسلامية من الذهاب إلى برلينالة عام 2010 عندما اختاره المهرجان كضيف الشرف.

اعتُقل بناهي في 1 آذار / مارس 2010 مع زوجته وأبنته و 15 شخصًا آخر (أطلق سراح أبنته بعد 48 ساعة) ، واحتجز في سجن إيفين الرهيب من قبل السلطات الإيرانية خلال انعقاد مهرجان كان السينمائي 2010 بينما تمت دعوته ليكون عضواً في هيئة التحكيم، وقد بدأ المخرج إضراباً عن الطعام احتجاجاً على سوء المعاملة التي تعرض لها في السجن ، ثم افرج عنه بكفالة في 25 أيار / مايو 2010، ومنع من العمل ولكنه استطاع اخراج فيلم هذا ليس فيلماً Ceci n est un film بالاشتراك مع الفنان الإيراني "مجتبى ميرتاهمسب" يصف بناهي فيه وضعه، الذي تم تصويره بكاميرا رقمية وأحيانًا بالتلفون المحمول أيفون، واستطاع تهريبه إلى مهرجان كان السينمائي عام 2011 وعُرض خارج المنافسة.
اخرج جعفر بناهي والمخرج "كامبوزيا بارتوفي" فيلم پرده (Pardeh)، وثائقي روائي اختير في برلينالة عام 2013 ، وحصل على جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو. يتحدث الفيلم عن منزل منعزل على البحر والستائر مسدودة ، يعزل كاتب السيناريو نفسه عن العالم مع كلبه فقط. حطم الهدوء الذي يعيشه فجأة ذات ليلة وصول شابة هاربة من السلطات الإيرانية، لجأت إلى المنزل، ورفضت المغادرة .

ولكي يتخلص من المراقبة والمنع من العمل استطاع المخرج بتكتم تصوير فيلم تاكسي Tax من خلال عدد قليل من الكاميرات الصغيرة المثبتة داخل سيارة أجرة بناهي والذي قام بتمثيل دور سائق تكسي في طهران والتي تصور السائق والركاب وتقديم حياتهم اليومية، والمناطق المحيطة المباشرة للسيارة من زوايا مختلفة. الركاب هم شخصيات إيرانية اجتماعية وسياسية بالإضافة إلى امرأتين تحملان سمكتين في حوض مائي ، تذكرنا بلعبة فيلم البالون الأبيض في فيلمه الأول Le Ballon blanc. وحصل الفيلم على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والستين ، ومنع بناهي من السفر لاستلام جائزته.

وحصل فيلمه الاخير ثلاثة وجوه Trois Visages في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي في دورته 71 ، على جائزة السيناريو مناصفة مع الإيطالية أليجه رورفجر. عن فيلمها سعيد مثل لازارو Heureux comme Lazzaro. ولما كان بناهي غير قادر على مغادرة إيران لحضور المهرجان حتى عام 2030 ، فقد قام بتمثيله من قبل عائلته. كما فاز الفيلم ايضا بجائزة البرتقالة الذهبية في مهرجان أنطاليا السينمائي الدولي عام 2018. في ثلاثة وجوه ، تلعب الفنانة بهناز جعفري ، المشهورة في إيران بتمثيل مسلسلات أنتجها التلفزيون الحكومي ، تتلقى مقطع فيديو مروعًا على هاتفها ، ولكنها لا تعرف مصداقيته ، شابة غريبة يمنعها والدها من القيام بالتمثيل في المسرح ، تشنق نفسها بعد استدعاء النجمة طلبًا للمساعدة. وتتخذ موقفا لا يخلو من المخاطرة بمكانتها، منزعجة ، تتوقف الممثلة عن تصويرها في العمل الحالي، وتقنع صديقها القديم ، المخرج جعفر بناهي ، بالذهاب للتحقيق في موقع المأساة المفترضة ، قرية نائية في الجبال الشمالية الغربية ، بالقرب من الحدود التركية.

وأضاف بيان مهرجان كان السينمائي "انه يندد بشدة هذه الاعتقالات وكذلك موجة القمع التي تشهدها إيران بشكل واضح ضد فنانيها ، ويدعو إلى الإفراج الفوري عن محمد رسولوف ومصطفى الأحمد وجعفر بناهي.
يرغب مهرجان كان أيضًا في إعادة تأكيد دعمه لجميع أولئك الذين يعانون من العنف والانتقام في جميع أنحاء العالم. يظل المهرجان وسيظل دائمًا ملاذًا للفنانين من جميع أنحاء العالم وسيضع نفسه بلا كلل في خدمتهم من أجل رفع أصواتهم بشكل عالٍ، وواضح للدفاع عن حرية الإبداع والتعبير".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا