الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء النماذج لا صراع الأقطاب

بشير شريف البرغوثي
مؤلف

(Bashir Sharif Bargothe)

2022 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


اللاعب الصيني لا مرمى له و تلك هي معجزة الصين
روسيا تريد "كسر خشم" الدولار والصين تريد الدولار قويا مقابل عملتها
فليخسر اليورو إذن !
تكافح امريكا للحفاظ على قيمة الدولار .. و الصين تقول لها: لا عليك بل سنرفعه لك أيضا !
من ناحية يؤدي انخفاض سعر العملة الصينية الى تعزيز الصادرات الصينية .. لذلك كانت امريكا تلح على الصين كي ترفع سعر صرف عملتها والصين تأبى لأنها دولة مصدرة للسلع و الخدمات و ليست دولة مستوردة
وبالتالي فإن ميزان التبادلات التجارية لها مع الدول الأخرى يظل تحت سيطرتها غالبا
و من ناحية أخرى فإن كما كبيرا من الدولارات مملوك بالشراكة امريكيا و صينيا
لا بد من لاعب أضعف يتحمل عبء الإنتصار الروسي في تعزيز الروبل و العملات الهندية و غيرها
أوروبا هي الطرف "الأولى" بالتحمل و دفع ثمن "وحدة الموقف الغربي" .. وهذا سيرهق كاهل قطاعات اجتماعية واسعة في أوروبا و مخاطر لا تحمد عقباها
الصين تطبق مقولة الأقدمين" انفع صديقك بما لا يضرك" و في نفس الوقت : ناضل كي تجعل خصمك يشقى و يكد من أجل تحقيق أهدافك
هذا ليس نتاج معادلات مالية رقمية فقط .. بل هو نتاج تفاعل مجموعة من القيم الأخلاقية و الحضارية و الثقافية القائمة على نوعية علاقات الإنتاج .. لعل اهمها :قوة التماسك الأسري في المشاريع العائلية الصغيرة التي صارت الآن مشاريع عملاقة و منها أيضا قوة ارتباط ذوي الأصول الصينية ببلادهم .. الصينيون في الخارج مصدر إستاد و قوة تدخل مالي سريع حاضرة دائما لضخ العملات الصعبة
الصين لا تلغي تراثها بل تهضمه و بعدها تتجاوزه .. هي لم تلغ الكونفوشوسية مثلا و لا ألغت الشيوعية .. و لا هدمت سورها العتيق لأنه أصبح لديها قوة ردع صاروخي تغنيها عن جدران العصور الوسطى .. و كل ذلك في إطار نظام محاسبة صارم و ضمن معايير دقيقة لترف المسؤولين .. وإنفاقهم ومع أن الفساد وصل اعتى و اعقد درجاته ( عصابة الأربعة و غيرها) إلا أنه تم تجاوز ذلك عبر نظام مراقبة صارم لا يمكن اعتباره إلا نظاما مركزيا حزبيا مغلقا. ..
يوم كان ماوتسي تونغ يحذر من الإمبريالية الإشتراكية - مشيرا إلى موسكو ودول حلف وارسو .. كان "الرفاق" ينقسمون بين مؤيد و معارض لهذه الفرضية لكن لم يتوقع أحد أن تمارسها الصين ولكن دون عدائية لأحد
الدول التي حذت حذو الصين لم تتطور من حيث القيم المطلقة للإستهلاك لكنها حافظت على نوع من "راحة البال" لمواطنيها .. أكثر الناس بؤسا استهلاكيا في فيتنام هم الأكثر هدوء بال حسب كثير من الدراسات مع أن فيتنام تنمو بطريقتها الخاصة أيضا واقتصادها الزراعي يشكل قصة نجاح حتى بمعايير منظمة الأغذية و الزراعة الدولية المعروفة تقليديا بانتقاصها من قدر السياسات الإشتراكية و الهجينة عموما
القصد من كل ما سبق أن القطبية السياسية ليست هي الأساس في عالم اليوم .. بل النموذج العام ..
والنموذج الصيني نجح في الصين و في كوريا الشمالية و فيتنام و غيرها .. إلا في الدول العربية .. أمريكا لا تسقطبنا بل تسيطر على أدمغة نخبنا كنموذج وحيد
وعلى الرغم من هذا التعلق بالنموذج الأمريكي إلا أنه غير قابل للتطبيق ولا في أي دولة عربية لا شكلا و لا موضوعا لذلك تضطر دولنا إلى "مجاملة" أمريكا ولو على حساب مصالحها السياسية مقابل مجاملة امريكا لهذه الدول ولو بالتنازل عن أهم القيم الأمريكية أي الديموقراطية. علاقة كهذه لا يمكن أن تتسم بالديمومة أو ببناء نماذج قابلة للحياة و التطوربل تظل عرضة لتحولات غير محسوبة أو غير متوقعة دائما
في المقابل: يبدو من المستحيل مثلا أن تكون روسيا نموذجا عمليا لروسيا .. إسرائيل أقرب الى النموذج الروسي من أيام لينين و بلفور و حتى ستالين و القيادة الثلاثية لاحقا .. و الآن ! حيث حوالي ثلث اليهود الإسرائيليين يتكلمون الروسية و تراودهم ملامح المنجل و المطرقة في كيبوتساتهم و مجتمعاتهم المحلية و تعاونياتهم
لكن كوريا الشمالية يمكن ان تكون نموذجا لسوريا و يمكن لفيتنام أن تكون نموذجا لفلسطين .. نماذج تفعيل القوى الكامنة تدريجيا بدل انتظار تغيير القوى القائمة فورا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: هل من بديل سياسي؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دوي انفجارات في إيران رغم أمر ترامب بوقف الهجمات الإسرائيلية




.. غزة: مقتل أكثر من 50 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي معظمهم


.. لماذا قرر ترامب عدم الرد على الضربات الإيرانية واختار وقف إط




.. استشهاد طفل خلال انتظاره المساعدات الإنسانية في غزة