الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفاقم ازمة أحزاب وتيارات النظام وضرورة استقلال قطب الثورة عن مناوراتهم

منظمة البديل الشيوعي في العراق

2022 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تفاقم ازمة أحزاب وتيارات النظام
وضرورة استقلال قطب الثورة عن مناوراتهم

تتفاقم وتشتد، يوما بعد يوم، ازمة أحزاب وتيارات الإسلام السياسي والقوميين، المتسلطين على رقاب الجماهير في العراق، وصراعاتهم حول تقاسم السلطة وثروات المجتمع المنهوبة؛ اذ يتسابقون لدفع نظامهم الميليشياتي الفاسد المتهرئ الى الهلاك.
بعد صعود البدلاء عن النواب الصدريين الى البرلمان، واقدام الاطار التنسيقي والقوى الأخرى المتحالفة معهم، على تشكيل الحكومة، وبالتزامن مع ذلك، انحلال التحالف الثلاثي للحزب الديمقراطي الكردستاني وكتلة السيادة والتيار الصدري، بات توازن القوى بين اجنحة واحزاب النظام وبالأخص بين تيارات الاسلام السياسي الشيعي، يتغير، ونتيجة لذلك شهد الصراع بين هذه القوى تصاعدا شديدا واتخذ ابعادا جديدة.
ان خلط أوراق الثورة والانتفاضة مع هذا الصراع الرجعي الدائر بين التيار الصدري واحزاب الإسلام السياسي الشيعي الاخرين، هو احدى المشاكل التي تواجهها الان ومستقبلا قوى الثورة وجماهير العمال والمفقرين والنساء المضطهدات والشبيبة العاملة التحررية، ونضالاتهم اليومية ومساعيهم التنظيمية. وهذا ما يتطلب اتخاذ موقف صريح وواضح في الدفاع عن الثورة وانتفاضة أكتوبر وسد الأبواب على نشر الأوهام بصدد دور قوى النظام في إيجاد التغيير، وكشف محتوى سياساتهم التي تستهدف إجهاض الثورة باسم الحركة "الاحتجاجية" و"الإصلاح" ومواجهة "الفاسدين".
لقد قال التاريخ كلمته من خلال انتفاضة أكتوبر 2019 اذ تصدت الملايين من الجماهير المنتفضة للنظام ورفعت شعار رحيل النظام واحزابه وقواه وانهاء تدخل الدول الإمبريالية والإقليمية السياسي والعسكري في العراق. فلا يمكن رأب الصدع بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة، بين الجماهير الثورية وأحزاب السلطة، ومهما كانت شدة الخلافات بين هذه الأحزاب والتيارات. هذا، وان من يقرع الطبول لتدخل القوى الدولية في خضم هذه الازمة باسم الانتفاضة هو عدو الانتفاضة والثورة.
ان الانتفاضة لم تستطع ان تحقق أهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولكن ظلت هذه الاهداف آمالا تتطلع الى تحقيقها معظم الجماهير في العراق، وظلت آفاق هذه الحركة الثورية متجذرة في أعماق المجتمع وداخل جماهير الطبقة العاملة والمفقرين والمضطهدين؛ اذ تتم إعادة انتاجها على الدوام بسبب البؤس الاقتصادي ووطأة الازمة الاجتماعية، والتطلع السياسي الواعي لقطاعات واسعة من الجماهير للخلاص من الوضع الحالي، والذي يتزايد مع كل منعطف سياسي وكل تفاقم في ازمة النظام.
ان الجماهير الثورية بحاجة الى ان تستثمر اشتداد الازمة بين قوى النظام لصالح حركتها التحررية وصقل رؤيتها السياسية الثورية وتنظيم قواها بمزيد من الحزم والإصرار، والوقوف بوجه من ينشر الأوهام بصدد دور هذا الجناح او ذلك من اجنحة الإسلام السياسي في تحقيق "الإصلاح" او الدعوة للقوى الدولية لتقوم هي بإسقاط النظام.
ان تفاقم الازمة الحالية في صفوف النظام هو بسبب ضغط الانتفاضة والثورة واحدى نتائجها، فالانتخابات المبكرة ومساعي الصدر لتشكيل "حكومة الأغلبية"، ومساعي الدول الإمبريالية والإقليمية للإبقاء على النظام، هي بمجملها ممارسات وسياسات رجعية مستهدفة احتواء الثورة وسد الطريق عليها ولا تنفصل من حيث الجوهر عن القمع السافر للانتفاضة والقضاء عليها بالعنف وبالعصا والتغييب والاغتيالات والاعتقالات.
ان سياسات وممارسات الإسلام السياسي والتيارات القومية الحاكمة الحالية في العراق، سواء أ كانت في الحكم ام في المعارضة، مبنية على أساس سلب إرادة جماهير العمال والكادحين السياسية وخنق الحريات وقمع المرأة وتهديد المجتمع باحتكارهم للقوة والسلطة على أساس ديني-طائفي وقومي. فشتان بين قوى الثورة والانتفاضة وبين هذه التيارات الدينية والقومية ومناوراتها وتحشيداتها السياسية المهددة للمجتمع. فان المصالح السياسية الحيوية للجماهير هي الخلاص أصلا من سطوة كل هذه السياسات والممارسات لا الانتظار إحداث التغيير منها.
تناضل منظمة البديل الشيوعي في العراق مع ناشطي انتفاضة أكتوبر الثوريين والجيل الصاعد من الشبيبة المتطلعة الى الحرية والرفاهية والمساواة، لتحقيق اهداف انتفاضة أكتوبر الثورية وفصل صفوف الانتفاضة عن جميع تيارات وأحزاب السلطة ودعاة التدخل الدولي والمتلاعبين بمصير الثورة في العراق.

هذا، وتناضل المنظمة، جنبا الى جنب مع جميع الناشطين الاشتراكيين العمال والاشتراكيين الثوريين، من اجل تنظيم النضال السياسي الطبقي المستقل لجماهير العمال والكادحين والشبيبة والمرأة العاملة والمضطهدة وجميع المفقرين والمضطهدين، لإنهاء النظام وتحقيق إرادتهم السياسية.

14 تموز 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير