الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي .. الصدر .. والتخلف

اسماعيل شاكر الرفاعي

2022 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


المالكي .. الصدر .. والتخلف

منذ عام 1979 اصبح العراق : المدلل رقم واحد لدى وسائل الاعلام العربية والعالمية ، بما بدأَت سلطاته تصخه من عنف يطال جماعات ؛ وليس أفراداً ، تهمتها التآمر : من غير ان تقدم السلطات ادلة على هذا التآمر ، وكانت الجماعات تموت وتدفن بشكل جماعي من غير ان نسمع دفاعها ...

وكانت شلالات الدم التي نزفها العراق على مدى ثمان سنوات في حرب عبثية طويلة مع ايران وفي ما تلاها من حروب ، هي التي كان يستحضرها الاعلام العربي والعالمي : ولا يستحضر تفاهة اسباب هذه الحروب الصدامية التي كان يمكن معالجة اسبابها سلمياً ...

منذ ذلك التاريخ بدأَ العراق يفقد الصفة الأَرأَس من بين صفات الأوطان : صفة الابداع والابتكار واختراع التكنولوجيا المناسبة لحل التحديات التي تواجهه ، وتحوّلت مدنه الى حارات تتحكم بها انواع مختلفة من شقاوات الاحزاب وتنظيماتهم المسلحة ؛ بدأت تحل تدريجياً محل اجهزة الدولة الأمنية ومحل القضاء والمحاكم : وهي المؤسسات التي يمكن الحكم من خلال تعاملها مع المواطنين : ما اذا كانت الدولة مدنية ، أم هي ملك الزعيم القائد الملهم الذي تعددت أوصافه بتعدد سلطات الحكم الجمهورية الانقلابية . وفي هذه الفترة بدأَ العراق يتحول الى مكان طارد لبنيه ، ويفقد كل يوم بل كل ساعة جاذبيته كمكان آمن يمكن ان يوفر لأبنائه : العيش الكريم .

ما يجري من صراع بين التيار الصدري وبين جماعة الاطار التنسيقي هو امتداد للعملية الطويلة التي التي تلت انقلاب شباط 1963 ، والتي بدأت فيها مؤسسات الدولة بالتحلل كلما برز الى جانبها فصيل مسلح ( جماعة المقاومة الشعبية في عهد عبد الكريم قاسم وما ارتبط باسمها من مجازر دموية في الموصل وكركوك ، تنظيم الحرس القومي البعثي بعد 1963 ، وعودته باسم الجيش الشعبي بعد عام 1968 ، وما قام به من مجازر وإعدامات وسط المدن باوامر مباشرة من صدام حسين ، ثم الحشد الشعبي الذي برز الى الوجود بعد عام 2003 مع سقوط البعث وصدام حسين : والذي يقضم تدريجياً سيادة الدولة لصالح النفوذ الإيراني ) ...

رغم ان الدولة تملك جيشاً جراراً ومؤسسات أمنية ضاربة : الّا انها جميعاً تفتقد لعقيدة وطنية راسخة ، تستبدل الدفاع والموت من اجل الطائفة بالموت والدفاع من اجل الوطن : او تستبدل الوعي القاصر بالموت من اجل الحزب ومن اجل الزعيم القائد : بالموت من اجل الوطن ...

مبارزة التيار الصدري مع حزب الدعوة وصراعهما المستمر منذ 2008 : دلالة قوية على ان الشيعة حالهم حال السنة الذين اخترقتهم بسهولة التنظيمات الإرهابية : لم يبلغ وعيهم السياسي بعد مستوى النضج المجتمعي الذي يحترم خيارات شعبه الانتخابية ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة ...

هل يستحق المالكي ومقتدى الصدر رميهما بقشور البيض والطماطة ؟
ذلك لان تنظيميهما : كان حاضنة لتفريخ الفاسدين والحرامية ، الذين اظلم العراق في عهدهم وتصَّحرَ ، وعلت سماءه عواصف التراب ، بعد ان سرق هؤلاء المجرمون المليارات : تحت حماية كل من نوري المالكي ومقتدى الصدر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام