الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سريلانكا 🇱🇰 من دولة نامية إلى مفلسة …

مروان صباح

2022 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


/ بغض النظر عن التحالفات التى تندرج ضمن الولاءات التاريخية بين الدول الصغيرة والكبرى ، يبقى المحرك الأصلي لهذه العلاقات ، هو الانزلاق في لحظة الانهيار ، لأن من هو اليوم على الأرض 🌍 كان قبل قليل يعتقد🤔 أنه في السماء ، وكل ذلك بالطبع ، ليس لأن الحاكم قلق على مواطنين البلد بقدر أنه يبحث عن إستمرار امتيازاته من السلطة ، فهذه الأخيرة تعتبر حنفيات متعددة للنهب والفساد والتى تؤمن له في أي لحظة الهروب إلى الأمام في ساعة ⏰ الحساب العصيب والشاق ، وإذا كان يُعرف ، كما يِعرف كل من هو يتمتع ببصر وبصيرة ، هنا 👈 يسأل المراقب عن التطورات التى تتعاقب على المستوى الدولي ، هل ستُفرخ حرب أوكرانيا 🇺🇦 ببعدها الدولي معارك هنا 👈 وهناك👆 ، الجواب بالتأكيد 🙄 ، بالفعل ، ستشهد القوى الكبرى والتى باتت تشتبك في مجالات متعددة اختراقات مختلفة ، فلم يعد الاشتباك مقتصر على التنافس الاقتصادي أو الدبلوماسي ، بل هو حامي الوطيس على ما يطلق عليه بالجيو سياسي ، طبعاً ، العالم مازال لم يفيق من إجتياح الوباء 🦠 وما خلف من تداعيات إقتصادية واجتماعية وسياحية ، وأيضاً أنتج معركة من نوع فريد ، عرفت بالتبادل الاتهامات حتى وصل الاشتباك الصيني 🇨🇳 الأمريكي 🇺🇸 إلى وسط شمال المحيط الهندي ( سريلانكا 🇱🇰) ، فموقعها يعتبر بالاستراتيجي ، لأنه نقطة التقاء للطرق البحرية الرئيسية ، وهذا واحد☝من الطرق الهامة للصين 🇨🇳 من أجل 🙌 تعبيد طريقها العتيق المتجدد ، وهو كما معروف عنه ، يربط بين غرب أسيا وجنوب شرقها ، كان قد ظهر أهميته أثناء طريق الحرير القديم وصولاً للحرب العالمية الثانية ، وقد تكون مشكلة الشعب السريلانكي تحديداً مع رئيسهم الفار راجاباكسا وعائلته ، لكن الأزمات متعددة ، وهي جميعها التى أطاحت بهذه الطبقة الفاسدة ، وفي مقدمتها القطاع السياحة ، والذي تعرض لشللاً كاملاً مما أدى إلى تدمير العمالة في هذا المجال ، وايضاً فقدت خزينة الدولة نصف دخلها مِّن العملة الأجنبية والتى كانت تساهم بشكل أساسي في سداد الديون ، مازالت قائمة وتتطلب إلى طاقم من الخبراء المشهود لهم سابقاً بالعمليات الانقاذية حتى يتمكنوا من انتشال البلد من ديونه الخارجية والفقر الداخلي وخصوصاً ، تمرد الفلاحين ، الذين واجهوا أزمة الحكومة في استيرادها من الخارج للأسمدة الصناعية والمبيدات وتوقيف الدعم ، وهي الفئة الأكثر انتشاراً في عموم سريلانكا 🇱🇰.

اللافت أيضاً وهو الاظرف طبعاً ، لا يغيب عن ذهن المرء ، أن غوتابايا راجاباسكا هو واحد من الاستبداديين الذين أسرفوا وقتهم في تشيد التماثيل الخاصة به وللعائلة ، فالبلد بطولها وعرضها تمتلئ بهذه التماثيل حتى وصلت سريلانكا 🇱🇰 عاجزة تماماً 👌عن شراء المواد الأساسية ، فلم تعد الحكومة تجرؤ على فتح اعتمادات مالية للخارج بعد ما خسرت احتياطاتها المالية ، وبالتالي ، تضاعفت المسألة بعد ما كان الفقر قد إجتاح شرائح واسعة في البلد ، فعلاً 😟 وصل الفقر إلى ما فوق👆 ال70% وتحديداً عندما انخفضت العلمة المحلية ، أصبحت الحكومة غير قادرة على تأمين احتياجات الناس من الوقود ⛽ وغيره والذي أفقدهم حركة التنقل في مدنهم وبينها .

ههنا تحديداً ، أعتقد الفار أن بدائعه قد تنفع كما نفعت في أماكن آخرى ، لكن هيهات ، كانت سريلانكا 🇱🇰 قد تأثرت بشكل كبير بالتحول الذي قاده الحزب المؤتمر الوطني الهندي 🇮🇳 ذو الطابع اليساري الوسطي في سياساته الاجتماعية قبل أن يتحول بخطى ثابتة من توجه إقتصادي اشتراكي إلى توجه نيوليبرالي ، بالفعل ، انتقلت سريلانكا 🇱🇰 في السبعينات من خلال ما يسمى هناك 👈 الثورة الخضراء والتى كانت تشير☝ عن التحول الزراعي العميق في عموم البلاد ، حققت فعلاً😟 حياة أفضل للسريلانكيون ، لكن اندفاع الرئيس الفار راجاباكسا إلى مشروع تحويل الزراعة للزراعة العضوية خوفاً من المعايير التى وضعها الإتحاد الأوروبي 🇪🇺 ضمن خططه الهادفة بالانسحاب التدريجي من خلطة الأسمدة الصناعي أو الأسمدة الكيماوية في تسمية آخرى ، أربك ذلك المزارعون وأنخفض الإنتاج ، الذي أفقد البلد الاكتفاء الذاتي وايضاً أرتفعت الأسعار أضعاف ما كانت عليه ، وخسروا المزارعين بهذا القرار المستعجل والغير مدروس أبعاده زراعة الشاي ، تقدر فقط خسائر الشاي المصدر للعالم بنصف مليار دولار 💵 ، وهذا كله أنعكس سلباً على حركة الموانئ والعاملين فيها ، لأنها لم تعد الإدارات التى تديرها قادرة على تسديد رواتبهم ، بالأخص الميناء الذي نفذته الصين 🇨🇳 ضمن طريقها الحزام وعلى حساب الخزينة السريلانكية ، كل ذلك ، دون أن تتعلم الرئاسة والحكومات أنها في بلد له تاريخ طويل في الحروب الأهلية ، ما أن تنتهي من حرب حتى تشتعل أخرى ، وهنا 👈 المرء لا يفتح باب المساجلة بقدر أنه فقط يسأل ، فإذا كانت سريلانكا 🇱🇰 تعرضت إلى انتكاسات إقتصادية حادة أدت إلى ثورة شعبية عارمة ، فإن الحقيقة الدامغة ، تقول ، بأن هناك👆دول في أفريقيا مثل إثيوبيا 🇪🇹 يموت فيها في كل نصف دقيقة شخصاً جوعاً بسبب الجفاف والحصار المفروض على الحبوب الأوكرانية 🇺🇦 ، والذي أدى بدوره إلى إرتفاع كبير بالأسعار .

صرنا اليوم كالعادة نبحث عن تقارير صادقة ، أو بالأحرى تعتبر هكذا حسب التصنيف الدولي ، لأنها تحمل توقيع ✍ جهات يُنتظر منها الحد الأدنى من المصداقية ، وما يغيب عن الأكثرية الشاهقة ، بأن أغلبية الدول العالم وتحديداً الدول العالم الثالث ، والتى كانت تصنف في القرن الماضي بأنها دول نامية ، بالأخص عندما أعتمدت على النهضة الزراعية والصناعات التى ترتبط بها ، لم تعد تصنيفها اليوم هذه الدول كما كانت ، وهو بالأمر المجهول تماماً 👌، بالفعل ، تعتبرها الدول الكبرى حسب معايرها وتحديداً البنك الدولي ، على أنها دول مفلسة ، هنا 👈 الإفلاس ليس فقط محصور في احتياطاتها ، بل في قدرتها على تلبيت الشروط البسيطة للبنك الدولي ، مثل الشفافية والمحاسبة ومحاربة الفساد ، إذنً ، قواعد التفاوض أصبحت تمس السيادة ، وبالتالي ، هذا المساس يدفع مثل سريلانكا 🇱🇰 وغيرها اللجوء إلى الصين 🇨🇳 ورسيا 🇷🇺 لإمدادهم بالمواد والسلع المختلفة بأسعار أقل من تلك التى ترتهن للبورصات العالمية ، مثل الوقود والحبوب وغيرهما ، لكن الثمن سيكون سيادتها . والسلام 👋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟