الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بايدن..اوباما كلاكيت ثاني مرة

احمد البهائي

2022 / 7 / 16
السياسة والعلاقات الدولية


بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، زيارته للمملكة العربية السعودية ، في وقت يشهد توتراً في العلاقات بين البلدين ليس ذلك فحسب بل المنطقة بأكملها ،حيث التقى بايدن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان كما التقى عددا من ملوك وأمراء دول منظمة التعاون الخليجية وبعض قادة الدول العربية مصر والاردن والعراق.
فنحن مازلنا لم نجيد قراءة فكر البروباغندا الامريكية الجديدة ، والتي احد اساليبها سياسة الدبلوماسك التي برعت فيها الادارة الامريكية في فرض اوراقها بقيادة الديموقراطيين التي ارسى قواعدها الرئيس الديموقراطي الاسبق اوباما ، فامريكا تريد ان تفرض اسرائيل علينا فرضا ،من خلال ما يسمى الاتفاقية الابراهمية لتحقيق الحلم الكبير وهو الشراكه الكاملة مع اسرائيل ،تحت حجة وقف المد والنفوذ الايراني في المنطقة ونحن بأخطائنا نساعد على ذلك ، وخير دليل المسرحية الهزلية الامريكية الاسرائيلية الايرانية في خليج عدن والمنطقة ، والتصريحات الامريكية مؤخرا حول إختبار إيران المزيد من الصواريخ الباليستية وعدم الجلوس على طاولة المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الايراني مع الغرب ، وما صاحبها من بروباغندا في حقيقة احداث واقعة مشهودة بالعين من خلال ادوات اعلان واعلام حديثة تروج لها امريكا واسرائيل وايران في المنطقة.
ومن هنا نقول يجب ان نتفهم مغزى زيارة جو بايدن للمنطقة والتي بدأها باسرائيل، وحضور اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي في جدة بحضور كلا من مصر والاردن والعراق ، لبحث مسائل تعزيز التعاون في المجال الأمني عن طريق تسوية النزاعات التي تسببت بالعديد من الصعوبات وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط ، هذا ليس من اجل دول الخليج او وقف العبث المتعمد والمقصود في المنطقة بل من اجل ارساء وتثبيت اتفاقية التطبيع مع اسرائيل وتكملت بنودها ، وابقاء خيوط اللعبة بيد الاسرائيليين والايرانيين وهذا حسب الاتفاقيات السرية التي منها ان تكون ايران شريك استراتيجي في المنطقة واحد اضلاع المثلث الكبير في الشرق الاوسط الجديد(امريكا -اسرائيل-ايران) لاخضاع المنطقة واستنزاف ثرواتها ، فالمنطقة منذ سنوات وهي في نزاعات وعدم استقرار امني، فمنذ الثمانينات لم نسمع سوى عبارة واحدة " لم نسمح لايران....لن نسمح لايران "،والان عبارة " لن ولم نترك فراغا لايران وروسيا " ، فامريكا تتظاهر دائما بانها في شراكة دائمة مع دول الخليج ، وتلك الشراكة باشكالها المتعددة لها من العمق منذ القدم ، ولكن ما يشاهد على ارض الواقع عكس ذلك تماما ، وهذا ما يجعل دول الخليج في شك وريبة ، فبايدن بسياسته الدبلوماسكية ، التي عنوانها بناء مرحلة جديدة بين امريكا والخليج ودول المنطقة من خلال خريطة (زيادة انتاج الطاقة والتهديدات الايرانية المتواصلة والملف الايراني النووي والتطبيع مع اسرائيل ) ،ليبدأ البناء بترميم الفجوات التي ظهرت نتيجة البعد الامريكي عن المنطقة وذلك من خلال تنشيط حراك سياسي كبير كامل الاركان ،وبالتالي يريد من دول الخليج الرضوخ لمتطلباته ، لتحقيق الهدف الاستراتيجي الكبير ، فالوقت قد حان والظروف تسمح بذلك وافضل من اي وقت اخر ، فهو يعلم مدى تخوف دول الخليج من سلوكيات ايران العدائية ومحاولتها المستمرة لزعزعة استقرار امن المنطقة ، وهنا يأتي طلب دول الخليج من بايدن المساعدة في بناء قدراتها الدفاعية ، وهذا ما يريده بالفعل ، هذه ما ألمح اليه في احدى تصريحاته قبل الوصول الى المنطقة ، عندما قال "عندما يتعلق الأمر بعدوان خارجي، أعتقد أننا سنقف إلى جانب أصدقائنا العرب، وأريد أن أدرس الكيفية التي تمكننا إضفاء طابع رسمي على الأمر أكثر قليلاً مما هو قائم حالياً " ، ليضع دول الخليج في خيار واحد ليس له بديل ، حتي يتحقق الطلب الخليجي ، الا وهو الدخول في منظومة دفاعية تأخذ شكل شراكة دفاعية مشتركة او استراتيجية مع الدول الحليفة مع امريكا في المنطقة والمقصود هنا بالحليفة هي اسرائيل ، وبناءً على ذلك، يقطع الطريق امام مساعي الدول الخليجية الملحة في الحصول على ضمانات أمنية على غرار المادة الخامسة من معاهدة واشنطن لعام 1949 التي تقوم عليها منظمة "حلف شمال الأطلسي" ، وهنا يكتمل الهدف الاستراتيجي شراكة خليجية عربية كاملة مع اسرائيل التي اطلق عليها " ناتو شرق اوسطي "، فالمنظومة حاضرة وقائمة على الارض ويمكن ان تتمدد طالما رأسها في اسرائيل ، وهي ترحب بالشريك والممول الجديد ، تلك المنظومة التي بدأت بأسم حيتس أو آرو ، هو نظام دفاعي مظاد للصواريخ الباليستية " ABM " ، وهو أول صاروخ طور من قبل إسرائيل والولايات المتحدة صمم خصيصا لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية ، لتدخل المنظومة في مرحلتها الاخيرة بنظام مقلاع داوود الدفاعي الجديد لاعتراض الصواريخ طويلة المدى وقصيرة المدى ، لنقول ان بايدن ما هو إلا نموذج مكرر للرئيس الاسبق اوباما ، فكل اقواله وافعاله تؤكد ذلك تماما ، لتذكرنا لما أشار اليه الرئيس الامريكي الاسبق اوباما في احدى تصريحاته لتكون خير دليل على ذلك ، وخاصة عندما استخدم " ، freeloader، أو freerider عبارة "
، والتي تعني أن يستفيد الإنسان دون أن يدفع الثمن، وواصف سياسات قادة دول الخليج وعلى رأسهم المملكة السعودية بأنها تبحث عن " الانتفاع المجاني " من الولايات المتحدة ،وهذا بالفعل ما قام به بايدن ولكن من خلال اجندة دبلوماسكية جديدة حيث من المؤكد أن لأمريكا لها فيها مطالب ومنها زيادة النفط،والشراكة مع اسرائيل، كذلك الدول العربية لها مطالب منها ألا تكون النتيجة النهائية للاتفاق النووي الجديد بين إيران والغرب على حساب منطقة الخليج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة