الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
-الأدب النّسويّ- يتألّق في دراسات نقديّة ذرائعيّة للدّكتورة عبير خالد يحيي مقدّمة بقلم الأستاذة النّاقدة الذّرائعيّة ابتسام الخميري تونس
عبير خالد يحيي
2022 / 7 / 17الادب والفن
إنّنا نقف هيبة و إجلالًا أمام من علّمنا حرفً, ولعمري أنّنا أمام الدّكتورة الفاضلة الّتي أخذت بخطواتنا الأولى للتّعمّق و الإبحار في هذه المدرسة النّقديّة الحديثة لصاحبها الأستاذ الفذّ عبد الرزّاق عوده الغالبي، بيد أنّه لا بدّ من إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه. فـ "الأدب النّسوي بمنظور ذرائعيّ" هو أثر له قيمته في المكتبة العربيّة لاعتبارين:
أوّلا لأنّه من لدن ناقدة متمرّسة تمتلك أسس النّقد الذّرائعي, وثانيّا لأنّه أثر يُعنى بكتابات نسائيّة (نسويّة) ويسلّط الضّوء على هذه الكتابات لكائن عانى و يعاني الكثير في مجتمعاتنا العربيّة بل و الغربيّة أيضًا.
فـ "الأدب النّسويّ" رغم ما شكّله هذا المصطلح من تعارض بين مختلف الآراء و النّظريّات نظرًا لقداسة الموضوع، نجد الدّكتورة عبير خالد يحيي تلجه بكلّ ثقة و عزم، فهي قد سلّطت عليه الضّوء من منظور ذرائعيّ لما لهذه النّظريّة من أسس علميّة و تاريخيّة...
إنّ "الأدب النّسويّ" لاعتبار ما أثاره من جدل عبر التّاريخ ومن اختلافات في تعريفه بين مؤيّد و معارض... نجد الدّكتورة عبير تبحث و تتفحّص في التّاريخ و المراجع والتّعريفات لتخلص إلى القول بأنّ: " الأدب حالة إبداعيّة قوامها إحساس شعوريّ أو لا شعوريّ لا نستطيع السّيطرة عليه و لا يجوز التّدخّل فيه خارجيّا." فهي من قال فيها صاحب هذه النّظريّة الأستاذ عبد الرزّاق عوده الغالبي في كتابه " الذّرائعيّة في التّطبيق": إنّها أفضل ناقدة ذرائعيّة تبنّت الرّؤية و عملت بها بجديّة و نشاط منذ أربع أعوام خلت."
و لأنّ النّظريّة الذّرائعيّة تهتمّ بالنّصّ الرّسالي أي النّصّ الغني بالرّسالة الأدبيّة والإنسانيّة المفيدة للمجتمع, والّتي ترتكز على أيديولجيّات فكريّة عربيّة. تنظم الحياة في المجتمع، و تعبر الطّرق الثّقافيّة والفكريّة للجمع الإنساني, ولا تهتمّ بكلّ غامض لا يحمل رسالة إنسانيّة" على حدّ تعبير الأستاذ عبد الرزّاق عوده الغالبي، فإنّنا نجد النّاقدة قد قدّمت لنا في هذا الأثر بابين: الباب الأوّل و يحتوي مصطلح النّسويّة و الأدب النّسوي، أمّا الباب الثّاني فقد تضمّن "الدّراسات الذّرائعيّة" وفي هذا الباب قدّمت لنا الناّقدة الذّرائعيّة الدّكتورة عبير خالد يحيي دراسات نقديّة لكاتبات نسائيّة عربيّة كلّ منها كتبت أوجاع المرأة و همومها... فكانت دراسة: "حريّة المرأة في أتون السّلطة الذّكوريّة" في رواية سكينة ابنة النّاطور للأديبة السّوريّة الدّكتورة سلمى جميل حدّاد نموذجًا، ثمّ قدّمت لنا دراسة ذرائعيّة مستقطعة: "صرخة أنثى ترتدي الحرمان ثوبًا" في المجموعة القصصيّة (فستان فضيّ لامع) للأديبة المصرية وداد معروف، وانتهت النّاقدة السّوريّة الدّكتورة عبير بقراءة في نصّ الكاتبة السّوريّة خديجة السيّد عنونتها "الإلياذة بالأدب النّسويّ ملحمة تكتبها امرأة".
إذن، الأدب النّسويّ هو ما تكتبه المرأة وهو ما كتب عن المرأة بصدق... فالكاتبة خلصت للقول: "أجد أنّ الأدب النّسويّ هو الأدب الّذي يكون فيه النّصّ الإبداعي مرتبطًا بطرح قضيّة المرأة و الدّفاع عن حقوقها, وخير من يكتبه هو المرأة" هو إقرار صريح يحمل من الشّجاعة ما تنحني له الرّؤوس احترامًا و تقديرًا، و تتابع قولها: " من خلال متابعتي للعديد من النّصوص الّتي تتحدّث عن قضايا المرأة بمقتضى هذا التّعريف وجدت الآتي:
-الشّاعريّة المرهفة عند الكاتبة الأنثى تكون أعلى بكثير ممّا هي عند الكاتب الذّكر، حيث تتميّز بالمغالاة بما تحبّ.
-الكاتبة الأنثى قادرة تمامًا و بدرجة أكبر بكثير من الكاتب الذّكر على استحضار الحالة الشّعوريّة للأنثى ضمن إطار المعاناة النّسويّة.
-وهذه الصّفة الثّالثة الّتي تميّز المرأة عن الرّجل، وتظهر بوضوح هي إيمانها العميق بالماورائيّات والغيبيّات الباراسيكولوجيّة.
هكذا، يأتينا أثر "الأدب النّسويّ بمنظور ذرائعيّ" بقلم الدّكتورة النّاقدة عبير خالد يحيي إضافة نوعيّة للمكتبة العربيّة مشحونًا بنظريّات نفسيّة و فلسفيّة لها من التّحليل العميق والدّراية الشّاملة الملمّة ما يوضّح للقارئ وللنّاقد أصول النّقد الذّرائعيّ، فهنيئًا لنا بهذا الإنجاز.
بقلم: الأستاذة النّاقدة التّونسيّة ابتسام عبد الرّحمان الخميري
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -لبلبة ربنا تاب عليها واتحجبت-???? لما لبلبة مشيت في الشارع
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة