الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسة اليوم: -الجمهورية الجديدة- التي أحلم بها

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2022 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


همسة اليوم: "الجمهورية الجديدة" التي أحلم بها!
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبد الله (أستاذ جامعي وكاتب مصري)

كثيرا ما أتساءل: ما الذي ينقصنا حتى نكون في مصاف الدول المتقدمة؟! وما الذي يجب تحقيقه حتى يكون لنا تواجد فعلي على الخريطة العالمية: حضاريا وثقافيا وتعليميا واقتصاديا؟! وما الذي أدى بنا - كشعوب عربية - إلى أن نكون شعوب "استهلاكية" فقط يمثل وجودها عبئا على العالم من حولنا؟! وكيف تدهورت أوضاعنا خلال عدة عقود قليلة فأصبحنا في ذيل القائمة مع أننا بلد الـــــ7000 سنة حضارة، التي علمت العالم وحملت مشاعل النور والثقافة فأنارت ظلمات الجهل وقهرت البداوة والتخلف لدى كثير من الأمم على مر العصور؟!

في رأيي، "الجمهورية الجديدة" هي المجتمع المثالي الذي نستحقه كمصريين - تسود فيه القيم والأخلاق والسلوكيات الطيبة..هي المجتمع الذي يرفض فيه المواطن أن يلقي بالقمامة في الشارع (بوازع شخصي أخلاقي) حفاظا على نظافة بلده..ويرفض كذلك أن يرشي أو يرتشي بوازع ديني أخلاقي بحت ويحب أن تتحقق العدالة حتى لو كان ذلك على حسابه أو كان ضد هواه ومصلحته! هي المجتمع الذي تختفي فيه المحسوبيات والوسائط فيقف في الصف (الطابور) الجميع حسب أسبقية الحضور - دون محاباه لأحد لأن قريبه المستشار الفلاني أو معرفة الضابط العلاني أو ......هي المجتمع الذي يطبق فيه القانون على الجميع - دون استثناء!!

"الجمهورية الجديدة" التي أحلم بها طرقها جيدة ممهدة وشوارعها متساوية (مش متكسرة) تختفي فيها الحفر والمطبات والبلاعات...إلخ ..وتوجد فيها أرصفة مشاه متسعة بما يكفي وصالحة للمشي عليها..وتتوافر فيها الخدمات الأساسية والرفاهيات بشكل عادل فلا فرق بين محافظة أو مدينة وأخرى في ذلك..وتوجد بشوارها مراحيض عمومية تقينا شر رؤية من يقضي حاجته ويبول على الحوائط والأسوار..وليس فيها أكوام قمامة بشكل عشوائي تجلب الحشرات والأمراض..

"الجمهورية الجديدة" التي أحلم بها يسودها الرقي والتحضر: فلا متسولين في كل مكان يستعطفونك (بإلحاح) كي تساعدهم - ومعظمهم مقتدر غير محتاج والتسول بالنسبة له مهنة لا أكثر!! ولا بلطجية يفرضون رأيهم بالصوت العالي والقوة الجسمانية..ولا يتسول "عامل النظافة" فيقف - مثله مثل الشحاذين - لاستعطاف الناس وطلب المساعدة، وكأن مهنته حقيرة لا يمكن أن تدر عليه دخلا محترما يمكنه من المعيشة بشكل آدمي!!

"الجمهورية الجديدة" التي أحلم بها يكون المثل الأعلى فيها رجل العلم ورجل الدين والعلماء والمهندسين والخبراء الذين يبنون الوطن ويفيدون المواطن لا الفنانين والراقصات والممثلين والمطربين!! هي الجمهورية التي تحترم العلم وتكرم المجتهد وتأخذ بيد المتكاسل الضعيف حتى يقوى..هي التي تعلي من قدر التعليم ورجال العلم فلا يحلمون بأن يتقاضون ربع نصف عشر ما يتقاضاه لاعب كرة القدم!!

في "الجمهورية الجديدة" لا يتقاضى القاضي أو معاون النيابة أو من يعمل في البترول والكهرباء - أو حتى حارس البنك - راتبا أكثر من الأستاذ الجامعي والمعلم عموما..فيها لا يهمل المعلم (ورجال العلم والتعليم)، وكأن هناك خطة ممنهجة للتضييق عليه وإذلاله وإفقاره بدلا من تكريمه وتوفير راتب محترم يجعله يحيا حياة آدمية بدلا من قيامه بالتدريس الخاص لساعات طويلة (إعطاء دروس خصوصية) ترهقه - حتى وإن كانت تحسن من دخله - وتجعله لا يعطي الإهتمام الكافي لعمله الأساسي بالمدرسة، وبالتالي، تتدهور قيمة المدرسة كمؤسسة تربوية/تعليمية ويعزف عنها الطلاب!!

في "الجمهورية الجديدة"تدخل المستشفى الحكومي العام فكأنه فندق 5 نجوم (وهذا ما رأيته بعيني في الخارج)، فتجد النظافة والتعقيم والنظام والهدوء..ويتعامل الطبيب مع المرضى بكل ضمير واهتمام دون أن يركز فقط في عيادته الخاصة، وكأن صحة الناس أضحت بيزنيس وتجارة (وإللي معاه ويقدر يدفع، يتعالج في أحسن مكان..أما الفقير المعدم، يموت أو يغور في داهية..مش مهم)..

في "الجمهورية الجديدة" لا يظلم الفلاح - أو المواطن البسيط عموما - ولا يتم أستنزافه وإذلاله وأخذ كل ما في جيوبه..ولا تزيد الأسعار بشكل لا يتوافق مع الدخول البسيطة المحدودة..وفي الآخر يقولك: ده السعر "العالمي"!! طيب ماشي ما قولناش حاجة..خلي السعر عالمي وقارنه بالأسعار في الدول المختلفة بالعملات المختلفة، بس إديني راتب يساوي راتب المواطن في تلك الدول أو إديني نفس الراتب إللي هناك (بالدولار مثلا) بعد تحويله إلى العملة المحلية (الجنيه المصري)..بمعنى إن لو أقل وظيفة بتدر 1000 دولار في الشهر، إديني ما يقابل ده بالجنيه (20000 ج.م تقريبا) وبعدين كلمني عن الأسعار العالمية!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها