الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 9
مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث
(Moayad Alabed)
2022 / 7 / 18
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
The nuclear armament race and the humanitarian catastrophe 9
لم يكن من السهل الحديث عن التسابق المجنون للأسلحة النوويّة والتي باتت منذ اكثر من خمسة او ستة عقود في متناول العديد من الدول. ومنها ابتداء الولايات المتحدة الأمريكية ثمّ بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وكوريا الشمالية وغيرها من الدول التي تشمل كذلك تلك التي تمتلك التجارب والمشاريع الخطيرة والتي لا تريد ان تعلن عنها لإعتبارات أمنيّة بحتة بالإضافة الى إعتبارات تتعلق بعوامل كبيرة وحسّاسة. وليس غرضي أن أدلي بدلوي إلّا لغاية التحذير من هذا الوضع المزري، فبدأت بعرض واسع الى حد ما للتأثيرات والتركيبات والعوامل المتعلقة بالسلاح النوويّ ثم التعريج الى مواضيع مهمة أخرى. ونستمر في هذه السلسلة للغاية إيّاها وهي التثقيف العام لعامة الناس والتنبيه لما يحدث ومحاولة التحذير من الاخطار التي تحيط بنا. مع وجود هذا الهوس الذي يقود العديد من قيادات السياسة لتلك الدول التي تستأنس قياداتها بترهيب وترويع الناس من خلال هذه السياسات الهوجاء. وقد تطرّقت الى التأثيرات التي تتركها الأسلحة النوويّة أو التجارب عليها أو حتى المفاعلات النوويّة التي تصمم لهذه الأغراض والتي أصبحت مطلباً لبعض أهل السياسة وهم يجهلون ما معنى هذا الهوس وما الذي يؤدي به للأرض عموماً.
كتبت في الحلقة السابقة بعضاً من تأثيرات بيولوجية على الإنسان والحيوان من الإشعاعات الثانوية الناتجة عن انعكاس الأشعّة الأولية من على المواد. والان نقول في هذه الحلقة:
الاختبارات أو التجارب النوويّة
تعتبر التجارب النوويّة ضرورية لاختبار مادة التفاعل النوويّ وقدرتها على التدمير ، على الرغم من أن العديد من الدول لا تستطيع القيام بذلك لأسباب عديدة ، بما في ذلك الجانب الأمني وكذلك حساسية سلوكها تجاه الإقصاء السياسي أيضًا. كانت تجربتا هيروشيما وناغازاكي عام 1945 من أخطر التجارب النوويّة على مستوى الدراسة التي تمت أرّختها على أساس المقارنات اللازمة بين عهدين قبل الإختبار وبعد الاختبار، على الرغم من أنها كانت أسوأ التجارب النوويّة التي تم فيها إجراء مثل هذه التجارب، لإختبار القدرة والطاقة التي تتركها المادّة النوويّة المستخدمة. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، استمرت التجارب النوويّة في عدد من الأماكن في العالم رغم توقيع عدد من الاتفاقيات، منها مثلاً معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوويّة ومعاهدة الحظر التي فرضتها دول النادي النوويّ. لقد فرضت الظروف القاسية على الدول النوويّة الأخرى الى وضع هذه الاتفاقيات لتحجيم دور الاسلحة النووية وعدم انتشارها على نطاق واسع بل وتحجيم الكثير من النشاطات النووية حتى تلك التي تهدف الى برنامج سلمي مسجّل كلّ نشاطه في الوكالة الدولية للطاقة النووية. وبالطبع دون المساس ببرامج دول النادي النووي نفسها.
استأنفت فرنسا تجاربها النوويّة أكثر من مرة في عام 1995 في جنوب المحيط الهادئ. وبيان الولايات المتحدة الأمريكية تكرار تجاربها النوويّة ردا على ذلك، وكادت الأمور تأخذ منعطفا خطيرا، لكن دول النادي النوويّ سالف الذكر عملت على تهدئة الأوضاع بسبب الظروف المعقدة التي يمر بها العالم، والتي لا تتحمل هذا الوضع. بالإضافة إلى تأثير التجارب النوويّة على الصحة والبيئة (كما كانوا يدّعون!) بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية التي تستنزف الكثير من الميزانية الماليّة اذا اخذنا التفاصيل الكاملة من الابحاث الى التخطيط والتصميم والتنفيذ والاختبارات والامان وغير ذلك. حيث تبلغ تكلفة تجربة نوويّة واحدة (من النوع العادي إذا أخذنا في الاعتبار قدرتها المتواضعة والمادة المتفجرة دون الخوض في تعقيدات البيئة التي لا تقدر مفاجآتها بسعر محدد) بأكثر من 100 مليون دولار أمريكي. ووقعت دول كثيرة على اتفاقية الحظر المشار إليها اعتباراً من تاريخ 25/1/1994 رغم إحجام عدد قليل من الدول عن التوقيع بينها (كيان إسرائيل) والهند لإجراء تجارب مشتركة وغير معلن عنها في عدة أماكن. حيث أجرت الهند تجربتها الأولى عام 1974 تحت سطح الأرض، بالإضافة إلى التجارب الخمس الأخيرة في نهاية التسعينيات، والتي ساهم فيها (كيان إسرائيل) بأكثر من تجربة واحدة على الأقل.
الولايات المتحدة الأمريكية والتجارب النوويّة
بدأت اول محطة للطاقة النوويّة التجارية في العمل في الولايات المتحدة عام 1958. ويوجد الان اكثر من 100 محطة من هذا النوع. منها يولد خمس اجمالي الكهرباء المولدة في الولايات المتحدة الأمريكية. زيؤكدون على عدم اطلاق اي انبعاثات كربونية او اي تلوث للهواء. ولا يمكن قول الشيء عن محطات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي والفحم.والتي ماتزال تستخدم في 60 بالمئة من الكهرباء في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن يمكن ان يؤدي ذلك الى تغيير جيل جديد من المفاعلات النوويّة قيد التطوير#
خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أجرت الولايات المتحدة ما يقرب من 100 اختبار للأسلحة النوويّة في موقع اختبار نيفادا وقد كانت كل التجارب تحت الارض. وفي أوائل السبعينيات أجريت التجارب النوويّة في نفس الموقع فوق الارض مما أدّى الى تسرّب كميات من النويدات المشعّة مثل اليود ـ 131 الذي يتراكم في الغدّة الدرقية ويسبب السرطان في هذه الغدّة وخاصّة عند الاطفال. وقد إستخدمت بعض التجارب على بعض الأسلحة التي تحوي من ضمن ما تحوي اليود ـ 131 في العراق حين القصف الهمجي على البلد وكانت الغاية كما هو معروف لدى اهل الانصاف هو نشر اكبر كمية من الاصابات لجيلين على الاقل وتدمير ممنهج للبلد. وقد تسرّب الكثير من الاشعة خارج السيطرة مازال الناس يعانون منها.
يتعرض لهذا الإشعاع آلاف الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة وبالقرب من مصدر هذه الإشعة وقد تعرضوا بالفعل للعديد من الاصابات، خاصة بعد شهرين من الاختبارات، بدأت المعاناة الكبيرة في هذا الاتجاه لأولئك الذين يعيشون في تلك المناطق. لوحظ أن الجرعة التي تم إعطاؤها للمقيمين أثناء الاختبار والتي تسببت في مشاكل الغدة الدرقية تعتمد على العمر في وقت كل اختبار، وعلى الموقع الجغرافي، بالإضافة إلى عوامل أخرى. لوحظ وجود كميات من الأشعة في الحليب الذي تم تناوله من قبل العديد من الأشخاص بعد فترة الاختبار النوويّ. وأقول في هذا المجال:حان الوقت للعديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية الكشف عن الكثير من المعلومات حول هذه المواضيع الحسّاسة بالإضافة الى وجود العديد من المختبرات في العديد من الاماكن لاختبار بعض النظائر المشعة لاسباب كثيرة!
إسرائيل والتجارب النوويّة
من عام 1960 حتى عام 1964، استفاد (كيان إسرائيل) من المعلومات التي قدمتها له فرنسا عندما أجرت تجارب نوويّة في ذلك الوقت. وقد أجرت عدة اختبارات في الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا. وقدمت فرنسا لهذا الكيان نتائج هذه الاختبارات بالتفصيل. وقد قيل أن هذا الكيان قد شارك بالفعل في عدد منها، خاصة تلك التي أجريت في صحراء الجزائر خلال السنوات المذكورة، أي حتى عام 1964 (وقد ظهرت فضيحة استخدام بعض الناس بأعمار مختلفة من الشعب الجزائري في هذه التجارب حينما تمّ ربطهم على أعمدة ثابتة في اماكن موزّعة وفق قياسات محددة(!) لمعرفة تأثير الاشعة على الدائرة الاولى حول الهدف والدائرة الثانية والثالثة وهكذا وفق المسافات المحددة). أفادت عدة تقارير من الولايات المتحدة الأمريكية أن (كيان إسرائيل) أجرى اختبارًا تحت الأرض في النقب بتفجير منخفض لا يمكن رصده بواسطة أجهزة المراقبة الإشعاعية. يقول بعض الخبراء أيضًا أنه أجرى تجربة تحت الأرض في النقب على عمق 800 متر في عام 1966. ومن المعروف أن التجربة (أو التجربتين) صممت لاختبار سلاح نوويّ تم إعداده لحرب قريبة (يونيو 1967) حيث كان الكثير من العسكريين على استعداد فعلاً لاستخدام مثل هذا السلاح إذا حدث شيء لم يحسب حسابه!! لقد أكد عالم أمريكي تجربة عام 1966، وهو عالم عمل على سفينة أبحاث بحرية، رصدت زيادة نسبة النشاط الإشعاعي في البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت، حيث ارتفعت بشكل ملحوظ. وقد تم تسجيل نسب مختلفة في خليج العقبة في ذلك الوقت.
في عام 1979، وبالتحديد في 22 سبتمبر، تم تسجيل القمر الصناعي الأمريكي (فيلا) الذي كان يحلق فوق المحيط الهندي وجنوب المحيط الأطلسي وهجًا ضوئياً وأفيد أن هذا الوميض أو الوهج كان نتيجة تجربة نوويّة أجريت مع جنوب إفريقيا (حيث كانت هناك علاقة في هذا المجال ما بين النظام العنصريّ في جنوب إفريقيا وكيان إسرائيل). بالإضافة إلى ما قيل وسمع من العالِم نفسه. نفذت الهند بالتعاون مع (كيان إسرائيل) الاختبارات الخمسة المذكورة أعلاه. ساهم الكيان بخبرائه ونقلت العديد من المعدات والمواد للمشاركة في بعض هذه التجارب، ومن بينها انفجار يعادل 12 قنبلة نوويّة من تلك القنبلة التي سقطت على هيروشيما عام 1945. إذا ألقينا نظرة بسيطة على سنوات القصف (1961-) 1966)، 1970، 1998 نلاحظ الاختلاف الطفيف بينهما. ينص تقرير عام 2000 للجنة العلمية للأمم المتحدة المعنية بآثار الإشعاع الذري المقدم إلى الجمعية العامة على ما يلي: تناثرت كميات كبيرة من النويدات المشعة في الغلاف الجوي منذ عام 1945 الى عام 2000 كميات رفعت مستويات الكربون المشع بحيث كانت المساهمة الرئيسة من صنع الانسان في تعرض سكان العالم للاشعاع من خلال التجارب النوويّة التي رفعت نسبة الكربون المشع المذكور في الغلاف الجوي. وأسفرت كل تجربة نوويّة على اطلاق غير مقيّد في البيئة لكميات هائلة من المواد المشعة ومنها الكربون المذكور، وقد ترسّبت في كل مكان على سطح الارض ومن مختلف النظائر المشعّة##.
نشير الى ان ليس كل البلوتونيوم يستخدم فقط للسلاح النوويّ كي يتمّ إختباره، بل هناك إستخدام مهم لنظائر البلوتونيوم في مجالات أخرى لا حاجة لإجراء أي إختبار من نوع التفجيرات وما إلى ذلك. فهناك البلوتونيوم ـ 238 الذي يستخدم لتشغيل البطاريات في بعض اجهزة القلب وتنظيم ضرباته ويكون مصدرا مهما كمصدر حرارة طويل الامد لتشغيل بعض الاجهزة المهمّة في أجهزة الفضاء كما هو مستخدم في وكالة الفضاء ناسا في عدد من أجهزتها المهمّة. لكن المشكلة مع نظير البلوتونيوم ـ 239 الذي يحتوي على أعلى كمية من المواد الانشطارية، وهو على وجه الخصوص أحد أنواع الوقود الأولية المستخدمة في الأسلحة النوويّة. وقد ذكرنا الى ان البلوتونيوم ـ 239 ينتج من تفاعل يحدث بفعل بعض الانحلالات التي تحدث، حيث يصطدم النيوترون بالنواة ويمتص فيتسبب النيوترون الممتص بتشوّه النواة وخلال فترة قصيرة تبلغ حوالي عشرة للقوة سالب 14 من الثانية اي واحد مقسوم على مئة ترليون من الثانية. حينها تنشطر النواة وتطلق نيوترونين الى ثلاثة نيوترونات كمعدّل وفي زمن يعادل واحداً على ترليون من الثانية، تفقد فيه شظايا الانشطار طاقتها الحركية وتستقر فتصدر اشعة غاما فيطلق على ما ينتج من عملية الانشطار بنواتج الانشطار. تفقد نواتج الانشطار طاقتها الزائدة عن طريق الانحلال الاشعاعي وتنبعث منها جسيمات على مدى زمنيّ يتراوح ما بين عدّة ثوان الى عدّة سنوات. اي ان النشاط يستمر الى هذه الفترة الزمنية ممتداً الى نفس الفترة الزمنية في كل مرة كعلاقة لوغارتمية، وهذا يعني ان التاثيرات السلبية التي تتركها كل هذه الاشعاعات والجسيمات الناتجة طوال هذه الفترة. وفي القنبلة النوويّة يتمّ دفع عدد من النيوترونات بطاقة كافية كي تتصادم مع بعض النوى الانشطارية والتي تنتج حينها عددا من النيوترونات الاضافية فيتم التقاطها من قبل نوى لا تنشطر ومنها ما يتسرّب الى نوى أخرى ومنها ما يتسرّب الى المحيط الخارجي فيكون عدد هائل من النيوترونات موزّعاً ما بين هذه الاتجاهات. وكلها تلعب دورا خطيرا فيما تعمله كلّ حسب طاقته وحظّه في الصيد الثمين! والقسم الذي يلعب الدور الاخطر هو هذا الذي يقصف النوى الانشطارية الثقيلة والتي لها القابلية على الانشطار ليس فقط بالنيوترونات السريعة عالية الطاقة ولكن ايضا بالنيوترونات البطيئة. وهنا نشير الى مصطلح يستخدم في التفاعل وهو الكتلة الحرجة والتي تمثّل عدد الانشطارات في جيل واحد مساويا لعدد النيوترونات في الجيل السابق فيكون النظام حرجاً. واذا كان النظام اكبر من واحد يكون فوق الحرج، أمّا اذا كان اقل من واحد يكون النظام دون الحرج. في حالة المفاعل النوويّ يتم التحكم في عدد النوى القابلة للانشطار المتاحة في كل جيل بعناية لمنع حدوث تفاعل متسلسل "هارب". ومع ذلك في حالة القنبلة الذرية، يتم السعي لتحقيق نمو سريع جدًا في عدد عمليات الانشطار.
في حالة الأسلحة النوويّة تستخدم نظائر اليورانيوم ـ 235 او البلوتونيوم ـ 239 او مزيج من هذين النظيرين ولكن بتركيزات عالية. وحينما يتمّ تنفيذ السلاح النوويّ يوجب الوضع لإتمام العمليّة للتأكّد من قوّة هذا السلاح المذكور يجب اجراء اختبارات له ولتبعاته من الاجهزة المتفجّرة لمعرفة قوّتها وما تتركه من اثر حين قذفها بإتّجاه الهدف وقوّة تدميره. وفي الوقت الحالي تم استخدام نظير اليورانيوم ـ 233 كذلك في تصنيع واختبار بعض الاجهزة المتفجّرة وبتركيز عال. وقد اشرنا الى ان البلوتونيوم يوجد بتركيزات دقيقة لذلك يصنّع في مفاعلات نوويّة من اليورانيوم ـ 238. وفي معظم الأسلحة النوويّة يستخدم الوقود بنسبة 93,5 في المئة من اليورانيوم المخصّب 235. بينما تحتوي عادة تلك الأسلحة النوويّة على 93 في المئة او اكثر من البلوتونيوم ـ 239 واقل من 7 بالمئة من البلوتونيوم ـ 240 وكميات صغيرة جدا من النظائر الأخرى. ويعتبر نظير البلوتونيوم ـ 240 منتجاً ثانوياً وله خاصيّة غير مرغوب فيها مما يؤدي الى القيام ببعض الاجراءات للحدّ من بعض الخواص غير المرغوب فيها وهناك ما لايمكن. هنا تعتبر الخاصية المزعجة لهذا النظير هي كتلته الحرجة الاكبر. وبالنسبة لبعض تصميمات الأسلحة، يكون هناك معدل عالٍ من الانشطار التلقائي يمكن أن يتسبب في بدء تفاعل متسلسل مبكرًا، فيكون الانتاج منها أقلّ من المطلوب وبالتالي في المفاعلات المستخدمة لإنتاج البلوتونيوم ـ 239 المستخدم في صنع الأسلحة، يتم تقييد الفترة الزمنية التي يترك فيها اليورانيوم ـ 238 في المفاعل من أجل الحد من تراكم النظير المذكور وهو البلوتونيوم -240 إلى حوالي 6 في المائة. وحينما يراد انتاج الانفجار النوويّ المناسب يجب تجميع او تركيب الكتل دون المستوى الحرج من هذه المواد الانشطارية بسرعة في تكوين فوق الحرج. هناك بعض الأسلحة النوويّة التي لا يمكن استخدام البلوتونيوم فيها كمادة انشطارية لان سرعة تجميع السلاح بطيئة بحيث لا تمنع حالة الاحتمال الكبير في كون التفاعل المتسلسل يبدأ مسبقاً من خلال انبعاث نيوتروني تلقائي فينتج عنه مادة متفجرة بقوة بضع عشرات من الاطنان كما في سلاح يطلق عليه بندقية الانشطار الخالص. ومن خلال ذلك يمكن القول ان التحويرات مستمرة في التصميم وفي الوقود المناسب بالإضافة الى عوامل أخرى لاحداث التفجير العالي وواسع الانتشار وبفترة زمنية اقصر يتم تدمير الهدف.
أين المشكلة في السباق؟
يعتبر سباق التسلح النوويّ منذ الحرب الباردة سمة او صفة من صفات التنافس في السيطرة على مقدرات الكثير من الامور التي تتعلق بدول ومساحات الجغرافية الأرضية كلها. ولا يعتبر هذا السباق الجنوني الا نتيجة عدّة حروب خيضت من قبل تلك الدول او مشاركتها بشكل ما. وهذا السباق يعتبر كذلك سباق تسلح من أجل التفوق في الحرب النوويّة القادمة (!) إن حصلت ليكون موقف الحسم سريعا لمستخدمها ويكون اكثر تدميرا للهدف عموماً. وقد كان السباق المذكور حصراً ما بين الولايات المتحدة الأمريكيّة والاتحاد السوفيتي السابق وحلفائهما خلال الحرب الباردة. وضمن هذا السباق كانت بإضافة المخزون النوويّ بكل اشكاله. وقد قامت عدّة دول أخرى في انتاج نفس الأسلحة النوويّة بسبب عدم وجود الثقة ما بين منهج هذه الدول والدولتين العظميين (!) وما بين الدولتين العظميين ذاتهما،على الرغم من أن أيا من الدول المذكورة الأخرى لم تشارك في إنتاج رؤوس حربية بنفس حجم القوتين العظميين تقريبًا.
لقد شمل المخزون النوويّ العديد من القذائف والصواريخ بكل انواعها قصيرة المدى ومتوسطة المدى علاوة على تلك القذائف والصواريخ البالستية او عابرة القارات التي تقذف لمسافات عبر المحيطات تصل الى المحيط الجوي لاسباب عديدة. ويصل الصاروخ او القذيفة الى هدفه بعد زمن معيّن تتسابق فيه الدول الى اختصاره الى اقصر ما يمكن كي يكون تدميره اسرع من العدو.
لقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الاولى في العالم التي احتكرت المعلومات المتعلقة بتطوير النشاطات النوويّة المتعلقة بالسلاح النوويّ. وقد بدأ السباق في الضغط على الاتحاد السوفييتي السابق من قبل أمريكا.
تطوير الرؤوس الحربية
يتم باستمرار تطوير الرؤوس النوويّة المحمولة على السفن او الغواصات او الصواريخ من نوع ارض ـ ارض او غير ذلك، من تلك الأسلحة التي يؤخذ كذلك الاعتبار لوزن الحاملات لتلك الأسلحة والامان لحين وصولها الى المكان المناسب لتدخل الحرب. وتجرى احيانا التجارب على هذه الأسلحة دون علم الدول الأخرى ان كانت موقعة على وثيقة عدم انتشار الأسلحة النوويّة او غيرها. مثل تلك التجارب التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية على عدد من السفن التي استولت عليها من الحرب العالمية الثانية من سفن المانية ويابانية ليتم تفجيرها بالبلوتونيوم واجريت بعض التجارب تحت البحر مما تسبب باهتزازات كبيرة جدا استلمتها عدد من الاجهزة الكشفية والتي احدثت تغيرات كبيرة في موجات المحيط الهادي حينها.
ولنا عودة أخرى
د.مؤيد الحسيني العابد
Moayad Alabed
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# https://www.youtube.com/watch?v=kMCf7XquYKw
## https://www.ctbto.org/nuclear-testing/the-effects-of-nuclear-testing/general-overview-of-theeffects-of-nuclear-testing/
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لقطة تُظهر بايدن يغفو خلال قمة في أنغولا
.. صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية
.. مراسل الجزيرة يرصد الموقف التركي من التطورات الجارية في سوري
.. انفجار صندوق كهربائي بسيدة مرت أمامه في منطقة كوماس البيروفي
.. هل تحكم حلب هيئة انتقالية؟.. الجولاني يكشف خطته في سوريا