الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- قمم - تؤسس لنظام دولي جديد

صلاح بدرالدين

2022 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في الأشهر الأخيرة تتالت العشرات من مؤتمرات القمة في مخلف دول العالم وخصوصا في أوروبا ، والشرق الاسط ، فهل ستتوصل الى نتائج مرضية للأطراف ؟ وهل ستحقق أهدافها المعلنة ؟ وهل ستؤسس لقواعد جديدة في العلاقات بين الأمم ، والشعوب ، والدول ، والمحاور المتصارعة ؟ وهل ستنزع فتيل الحرب النووية العالمية الثالثة ؟ .
كأن هيئة الأمم المتحدة بجناحيها مجلس الامن ، والجمعية العمومية ، لم تعد صالحة لادارة أزمات العالم ، وإيجاد الحلول ، والتفاهمات بين اطراف الصراع ، وكان آخر خيباتها ( وليس آخرها ) عدم انصياع الطغمة الحاكمة بروسيا لمناشدات أمينها العام بوقف الحرب ضد أوكرانيا ، والانسحاب الفوري لجيشها ، واحترام القانون الدولي ، وسلوك طريق الحوار في فض المنازعات ، حتى انه أهين خلال زيارته لموسكو ، ولاحقته الصواريخ الروسية وهو في العاصمة الاوكرانية كييف ، لذلك فليس امام المجتمع الدولي ومحاوره الرئيسية المتصارعة ، سوى الاستعاضة عن الهيئة الدولية بنيويورك بعقد لقاءات بينية على مستوى أصحاب القرار .
لاشك هناك قمم ترمي الى الخير والسلام ، والوقوف بوجه المعتدين على الشعوب ، وهناك أيضا قمم تعقد لشن الحروب ، وتوسيع رقعة الشر، وهكذا تكر سبحة القمم بين دول حلف الأطلسي – الناتو - ، والاتحاد الأوروبي ، والسبعة الكبار ، والعشرون ، والروسية البيلاروسية ، والروسية الصينية ، والروسية مع عدد من الدول السوفيتية – سابقا – والأمريكية الجنوب شرق الاسيوية ، والتركية الاسرائلية ، والتركية الإماراتية ، والتركية السعودية ، والأمريكية الاسرائلية والفلسطينية ، والأمريكية السعودية ، والأمريكية الخليجية – المصرية – الأردنية – العراقية ، وبعد أيام الروسية – الإيرانية – التركية .
لاشك ان الحرب الروسية على اوكرانيا وماتترتب عليها من مشاريع ، واهداف قريبة ، وبعيدة ، ونتائج هي الدافع للنفير الدولي العام ، وسيولة عقد القمم ، وبالرغم من تعدد الدوافع ، والمقاصد ، والمواضيع بينها نزع فتيل الحرب النووية التي تلوح بها القيادة الروسية ومصالح خاصة بهذه الدولة وتلك في أوروبا ، والشرق الأوسط ، ومسائل الطاقة ، والغذاء ، والهجرة ، والمناخ ، الا ان مسألة إعادة تشكل أسس ومعالم النظام العالمي من جديد ، والاصطفافات ، والتحالفات الدولية ، والإقليمية تبقى من الأسباب المباشرة الطاغية حتى لولم تطرح كبند بالمحادثات .
أمريكا تحاول إعادة رسم ، وتعزيز تحالفاتها الشرق اوسطية
" أخطأنا عندما انسحبنا من القضايا التي تهم الشرق الأوسط " هذا اعتراف بالخطأ ، ومايشبه الاعتذار من حلفائه بالمنطقة ، من جانب رئيس أقوى دولة بالعالم ، فماهي تلك القضايا التي أشار اليها الرئيس الامريكي- بايدن – في مستهل زيارته ؟ أغلب الظن يأتي التخلي عن الثورة السورية وعدم دعمها ومن ثم الانسحاب ،والتهاون مع النظام ، وبالتالي السيطرة الروسية ، والإيرانية أولى تلك القضايا ، وكذلك الانسحاب من العراق وتقديمه
مجانا لإيران ثانيها ، واهمال لبنان ليكون لقمة سائغة لحزب الله وايران ثالثها ، وغض الطرف عن تدخل ايران باليمن ، ورفع اسم الحوثيين عن قائمة الإرهاب رابعها ، والتخلي عن دعم الحراك الديموقراطي لشعوب المنطقة بعد ثورات الربيع خامسها ، وخذلان الحلفاء التقليديين سادسها ، والانسحاب الفوضوي من افغانستان سابعها ، والشعور العام لدى الكرد والفلسطينيين كشعبين محرومين بالعتاب ، والشكوى من المواقف الامريكية غير الودية ، وغير الصادقة بشأن حقوق الشعبين ثامنها وليس آخرها .
بحسب تقييمات المحللين المعنيين فان زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل والسعودية ، والتي حملت ملفات عسكرية ، وامنية ، وتسليحية ، حققت الجزء الأكبر من أهدافها من دون الاعلانن عنها ، وما صدرت من بيانات ختامية ، وتصريحات صحافية ، لاتعكس جميع الاتفاقيات التي تمت غالبيتها في الغرف المغلقة من جانب الفرق المختصة ، وحتى قبل وصول الرئيس ومرافقيه ،التي ظهرت زيارتهم في الاعلام على شكل البروتوكولات المتبعة ، ولاشك ان تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية – يائير لابيد - يلفت النظر بهذا المجال الذي قال : ( إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حققت إنجازات لن يُسمح بالحديث عنها إلا بعد سنين"؟ .
لقد كان البيان الختامي للقمة الامريكية الخليجية شاملا ، وعاما ، وفضفاضا ، لاسباب عديدة من بينها كماذكرنا الحفاظ على السرية ، والتركيز على العلاقات الثنائية ، وكذلك والاهم ان دول التعاون الخليجي ، والدول الثلاث المشاركة ، ليست ( على قلب رجل واحد ) كما يقال ولكل دولة خصوصياتها ، وظروفها الداخلية المتباينة ، وقد ظهر ذلك في كلمات القادة المشاركين بوضوح .
اما روسيا وبسبب عزلتها الدولية ، ومحاولات استباقها للزمن خشية من ان تأخذ العقوبات مداها قريبا ، فانها تسير في منحى ردود الفعل ، والخطوات العدائية السافرة ضد الغرب وكل من يقف ضد غزوها لاوكرانيا ، وتمضي قدما في بناء العلاقات حتى مع الدول المارقة ، واستمالة الجماعات ، والميليشيات المسلحة وبينها المتهمة بالإرهاب خصوصا بالشرق الأوسط فقط من اجل التخريب ، واثارة التوترات ، والفتن ، وقمة طهران المقبلة ، وبوادر تعاونها العسكري ، والاقتصادي مع نظامه الدكتاتوري الظلامي ، واستخدامه كذراع ضاربة لتخويف أنظمة الخليج ، ومنعها من الاستمرار في تحالفاتها الامريكية تصب في هذا الاتجاه
مراهنات " كردية " خاسرة
للامانة التاريخية لم اسمع أو أقرأ لاحد من المسؤولين ، وأصحاب القرار في إقليم كردستان العراق ، حتى إشارة الى إمكانية انضمام وفد كردستاني الى اجتماعات تلك القمم ، لان المسألة تتعلق ببساطة وحصرا بدول مستقلة معدودة بالمنطقة ، وإقليم كردستان العراق رغم أهميته الاستراتيجية يخضع لنظام فيدرالي الذي يخص المركز بابرام المعاهدات الإقليمية ، والدولية ، والعراق ليس مرشحا أساسا لعضوية أي مشروع عسكري او امني كما صرح بذلك رئيس الحكومة العراقية قبل التوجه الى السعودية ، اما من أثار موضوع مشاركة الإقليم ، وسرد الأوهام فقط بعض الأصدقاء من الكرد السوريين ، وقد يكون بدافع التمني ليس الا .
في الجانب الاخر فان جنرال سلطة الامر الواقع بالقامشلي يراهن على قمة طهران الثلاثية ، ويعتبر ان طرفين من ثلاثة من عداد ( الأصدقاء ) ، وسيعملان على وقف الاجتياح التركي المفترض لبعض المناطق الواقعة تحت نفوذ سلطته ، حتى هذا التمني لن يكون مضمونا الا بثمن الذي يعرفه الجنرال ، وقد يكون مدفوعا مسبقا كما تدل الوقائع على الأرض .
في كل الأحوال الظروف الدولية ، والإقليمية ، والمحلية ، في تبدل مستمر ، وحتى أنظمة الاحلاف الداخلية ، تتغير ، ولاشك ان العلاقات الامريكية مع حلفائها التقليديين بالشرق الأوسط لن تكون كما كانت قبل خمسين عاما ، بل ستتخذ مسارات وسبلا تناسب متطلبات المرحلة الراهنة ، والاهم بالامر هو ان جميع من حضروا القمم الأخيرة بحاجة ماسة الى بعضها الاخر ، كل حسب احتياجاته الاقتصادية ، والعسكرية ، والأمنية .
واذا كانت الاحتياجات الامريكية – الغربية الاستراتيجية واضحة في ظل المواجهة مع روسيا ، والصين ، فبالمقابل هناك احتياجات ضرورية لأنظمة المنطقة التي ارادت خلال المداولات ، والخطابات ، تجاوز آثار ونتائج ثورات الربيع ، وغلق كل المنافذ التي يمكن ان تمر منها رياح ثورية لاحقة ، ولذلك ارادت ان يكون ضمان أمن الأنظمة الحاكمة ضمن جدول اعمال القمم .
أمريكا باقية بالمنطقة ، وروسيا موجودة ، وبالنسبة لنا ككرد سوريين وامام تبدلات قواعد العلاقات بين دول المنطقة من جهة ، وامريكا وروسيا من جهة أخرى كما اشرنا اليها أعلاه ، فما الجديد الذي يمكننا تقديمه للحاق بالركب ؟ ليس من اجل تقديم الخدمات المجانية بما فيها ارواح شبابنا ، بل في سبيل إعادة الاعتبار للدور الكردي الوطني ، ونيل الاستحقاقات ، انه كما أرى هو ترتيب البيت الداخلي ، وإعادة بناء حركتنا السياسية ، وإيجاد المحاور الذي يمثل شعبنا لمواجهة كل التحديات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و