الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة على -الإستثناء- النظام آل علوي

كوسلا ابشن

2022 / 7 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


"الإستثناء" نتاج الدعاية الإستهلاكية لخلق خصوصية مثالية اللاواقعية لمجتمع قائم على التمييز العنصري و الإضطهاد الديني و المذهبي, ينخره التخلف الإقتصادي و الأجتماعي و تداس فيه كرامة الشعب الكادح. "الإستثناء" إيديولوجية التضليل المكرسة لثقافة الإستحمار و التزييف و الخنوع, و الداعية الى توطيد إستمرارية النظام آل علوي الإستبدادي الأبارتهايدي.
"الإستثناء" أسلوب جديد للتعبير عن إيديولوجية النظام العنصري الإستغلالي الإستبدادي في مرحلة التغيرات الدولية لتكييف النظام الكولونيالي مع هذه التحولات, ولهذا بدأ النظام في نهج سياسة تكتيك الإصلاحات الدستورية الشكلية بتبني بعض مطالب الشعب, بالدسترة الصورية للهوية الأمازيغية و اللغة الأمازيغية, بالإضافة الى بعض الترقيعات في مدونة الأسرة بمسايرة المطالب الحقوقية لحقوق المرأة.
الأسلوب الجديد في التعاطي مع المستجدات المحلية و العالمية, في مقدمتها فشل سياسة الترقيعات في حل الأزمة الهيكلية و فشل خطط السياسات التنموية القائمة على أساس التمييز القومي و التمييز المجالي, مما أدى بالمشاريع التمييزية الى إزدياد اللامساواة و الى إزدياد في تدهور أوضاع الكادحين عامة, أولئك الذين حملهم النظام تبعات أزماته نتيجة جشع الفئة السلطوية و نتيجة سياسته اللاشعبية المرتبطة بالتبعية البنيوية للنظام الإمبريالي, وإستنزاف هذا الآخير لثروات و خيرات البلاد.
نتيجة لمأساوية الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و ما قد يسفر عنهما من تصادم مع النظام الإستغلالي الإستبدادي, التجأ النظام الى آليات التبعية للإستفادة من الحماية العسكرية الإمبريالية, و التهافت على توقيع إتفاقايات التعاون المشترك في المجال العسكري مع دول جديدة, تحسبا للإنتفاضات الشعبية العفوية أو المنظمة, رغم سيكولوجية اللامبالات التي تطغى على الوسط الشعبي نتيجة إنتشار إيديولوجية التضليل و التزييف و بسبب غياب تنظيمات دمقراطية ثورية طلائعية, مما فسح الطريق للزوايا العنصرية الفاشستية و الرجعية الظلامية لنشر الوعي المغلوط المؤدي الى اللامبالات أو الى مساندة النظام الآبارتهايدي عدو الشعب. هيمنة الإيديولوجية الرجعية و التضليلية لم يمنع كليا من بروز الوعي القومي التحرري و الوعي الإجتماعي و السياسي بين جماعات شعبية, قد تتمرد عن النظام الكولونيالي بين حين و آخر و هذا ما يتخوف منه النظام, وهذا ما أكدته التجارب الثورية السابقة و خصوصا إنتفاضات ريف التي فككت خرافة "الإستثناء" آل علوي.
تفاقم أزمات النظام الكولونيالي و تشبثه بنهج سياسة إنتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية للشعب و تهديد القوت اليومي للكادحين مع إشتداد القمع المخزني للحريات العامة و كتم الأصوات الحرة, وإهانة كرامة الشعب. هذه الأوضاع المزرية ستجعل الشعب الكادح يدرك أنه ليس في ملكه ما يعطيه أكثر من بؤسه و حرمانه الإجتماعي و مذلته القومية, و سيدرك أن ليس لديه ما سيخسره إلا أغلاله و خرافة "الإستثناء".
الجماهير الشعبية قادرة على إسقاط "الإستثناء" آل علوي,إذا تخلت عن سيكولوجية الدونية و صدقت أن بؤسها لا يحل إلا بالتغيير الجذري, و أن الرد على استبداد النظام الكولونيالي الإستغلالي, لا يتم إلا بأسلوب النضال الثوري الدائم لتهيئة الظروف الضرورية للحظة الحاسمة لإندلاع الثورة التحررية بقيادة سياسية تمرست في خضم النضال الميداني, و في حلبة الصراع ضد نظام الإضطهاد القومي و الإجتماعي.
الثورة التحررية لا يصنعها الكم العددي و لا يفجرها سياسوي الصالونات و لا منظري الطبقيات, و انما الثورة يصنعها المضطهدون, الثوار الميدانيون, و نجاحها يتوقف على كيفية إدارت الثورة و الإيمان بعدالة الثورة و التضحية من أجل تحقيق أهداف الثورة التحررية.
الثورة التحررية وحدها من ستحرر الشعب من أغلال العبودية و تقدم له خيرات و ثروات تامازغا كلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟