الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميمون . . يس عليك . . ياسين قصة قصيرة 18/7/2022م.

أمين أحمد ثابت

2022 / 7 / 19
الادب والفن


مات السادات من زمــــ........ان – الله يرحمه – وماتت مراته من زمــــ.............ان الله يرحمها – كنت اتسكع على كورنيش القاهرة ، استمتع بانعكاس اضواء القوارب والاندية الليلية على صفحة مياه النيل شبه الراكدة في مجرى ذلك المضيق المطل على بصري – كانت تنكسر على الفضاء المظلم كجواهر متلألئة متعددة الألوان ، والأصوات تصدح بأغاني مرتفعة من كل لون ، تتداخل بفوضى متعانقة ضجيج موتورات قوارب التنزه الليلي في حركتها غير المتوقفة جيئة وذهاب . . تقتل سكينة اللوحة الصامتة لهدأة النيل الغارق تأملا في ذكرياته لآلاف من السنين ، تارة يبتسم بخجل حين تحرك ريح الخريف اردافه المسترخية على الضفاف ، واخرى يتلوى غضبا حين يقطع قاربا بمولده العتيق راحته . . بصوته الهادر المبحوح الضاج للمكان ، وقسوة اذرعه المتصدية في ضربها لصفحات وجهه دون حياء – توقفت مستندا على ذراعي . . شارد البصر إليه ، يشدني الى عمقه المظلم متجاوزا صفحة وجهه العابس ، تارك أذنيي طليقة لتتوه في خضم الأصوات النائحة والمتسللة بخجل . . قادمة من مواضع بعيدة من المكان – شردت و . . شردت حتى وجدتني استعيد نكتة سمعتها من اكثر من عقد من الزمان . . حين اعتدت الجلوس في مقهى ريش من بعد الخامسة والنصف عصرا ، استروح بشرب كأس وآخر من الشاي المخمر . . منتظرا قدوم من اؤنس إليهم في وحدتي القابضة على انفاسي ، الهاربة عن قهر روحها في اليمن

- اسمع حكاية ، لكن احذر . . لا تقلها في أي مكان . . أو لمن هب ودب ، ت . . تروح فيها .
يحكى . . أن مواطن غلبان إسكندراني . . كره حياته من شدة الفاقة – كان قد لحظ خلال وقفته اليومية على الرصيف المقابل لبيع اكواز الذرة المغلية ، لحظ جلوس الست على شرفة الاستراحة الصيفية للعيلة و . . هي تتناول كوب النسكافيه المعتاد وقطعتين من السندويتش النائم على صفحة صحن مزخرف . . بدفئه بعد اخراجه من المايكرويف – لا يعرف ماذا انتابه – كان يخاف . . اكثر من غيره . . أولئك المخبرين العالقين في مخيلته بكفوفهم الغليظة و . . هي تسقط على عنقه بلطمة . . تريك نجوم الليل – كما يقولون – ويشدك من ياقتك بطوله المتعملق – لا ترى نفسك إلا معلقا بيده في الهواء . . جارا لك برفقة مساعد له . . قد اتصل بسيارة البوكس ، ترمى داخلها . . محشورا بين اربعة عسكر مدججين بالبنادق على المقعدين المتقابلين في الخلف ، هذا يدقك بمؤخرة البندقية وذاك يركلك و . . يتناوب الجميع في قلقلتك دفعا خلال تحرك الدورية – تؤخذ . . لا تعلم إلى اين ، تنتظر امينة عودتك وفرخيك الصغار الحفاة عودتك و . . لا خبر عنك – يقولون ودوك وراء الشمس – حامد العريان ، هذا لقبه ، والله ما جبته من بيتنا ، ما درى ما جرى له ، خاصة وانه قد رأى الست . . توقف بصرها من الصباح الباكر . . عليه من بعيد ، اشبه ما يكون اكثر من مرة من كل يوم ، وهو في وقفته الطويلة طلبا للرزق . . حتى لم تعد قدماه قادرتين على حمل جثته – عدة ايام من انتظاره و . . لو زبونا واحدا يأتي للشراء . . ولا أحد – وجد نفسه فجأة في يوم وهي تحدق فيه من بعيد ، يلف عربة بيعه قاطعا الشارع في اتجاه الشرفة ، يصرخ بجنون : يا . . ياست ، ياست . بعد عدة صرخات تطل برأسها من على سياج الشرفة المعدني بارتفاع نصف متر . . ثم تشيح بوجهها و . . لا يصلها سوى غمغما تعاليه تأتي منه - من وقتها . . كان يخرج صباحا حامد لبيع اكواز الذرة ، يترك عربيته مركونة في منطقة اخرى ، دون وعي يجد قدماه تجره إلى تحت الشرفة من صباح كل يوم ساعة تناول الست فطورها على الشرفة المطلة على شاطئ البحر - يكرر نفس الزعيق المهلوس و . . ويهرب كالريح بعد أن يسمعها قوله – اشتكت حالها للريس – طب ردي عليه ، شوفي ما يريد قوله – أطلت برأسها مجيبة على ندائه : نعم - انت . . حرمة – كررها كفاقد للعقل – إيه يعني . . ايوه – طب . . ليش تاركة الباشا . . يركب الشعب – تذكرت ذلك ووجدتني اقهقه ونظرات العابرين جواري مستغربة لحالة جنوني – قصصت الفكاهة في كل المجالس التي كنت اتردد عليها في صنعاء . . من بعد عودتي تلك من القاهرة – بعد اكثر من عقد ونصف اخر من السنين . . وفي ذات المكان ، ذات التوقيت . . الذي اعتدت عليه الوقوف من اكثر من ثلاثين عاما من زياراتي الى مصر . . المتكررة – لا أعلم حبي الجارف لها ، ربما عن ابي حين اصطحبني اليها وعمري سبعة سنوات للعلاج – كان قد استقبله زكريا محي الدين في المطار ، وبعد انتهاء فترة العلاج بعمليات ثلاث للعمود الفقري . . كانت زيارتنا لأبي خالد ، قضينا برهة سريعة في داره ونقلنا بعدها الى المطار بمرافقين بسيارتين سوداويتين معكسة – ما أن تسللت قهقهاتي الى فمي إثر تلك الذاكرة ، التي اخرجتني للحظات من كدري . . بعد رؤيتي العديد من المرتزقة السياسيين الهاربين من اليمن إثر كل لعبة عبث فاشلة اداروها ، يعيشون حياة فساد مترفة ك . . كمعارضين سياسيين – إذا بطرفة ساخرة اخرى وردتني . . متخللة حالتي الذهانية من الانتشاء – رغم الانقباض الحابس لأنفاسي . . مانعا لها أن تخرج ، حتى بآهة ملبدة بفيض من مشاعر القهر . . خلال صور تعبر لاهثة عن مخيلتي ، . . صدام مات ، زنقة لزنقة . . مات و . . مات شاويش فاتكم القطار ، مات الريس الذي لم يغتني الواحد في زمنه . . لن يغتني بعده و . . مات من زمــــ......ان فرعون ، قابيل مات و مــ....اتت الإشاعة في بيتنا و . . مات بن زين العابدين ، حين بدا منكسرا بقوله : فهمتكم الآن و . . لاذ بالفرار – إنفتحت الأخيلة متلاحقة – ما زلت على حالتي التي انتابني من القهقهة ، تداركتها بخجل من نظرات الاستغراب والاندهاش على وجوه الواقفين والسائرين قربا من موضعي ، تحولت لضحك صامت داخلي و بسمة منفرجة عن فمي لم تغادر - كانت حكاية قرد القصبة ميمون تطوف وآمضه في رأسي . . كأني حاضرا فيها – تجتمع حيوانات غابة الطوق – هذا ما سمعته حين تكلم اكثر من واحد بادئا قوله : نحن ابناء عشائر غابة الطوق – خفية دون علم الملك الاسد المبجل وزوجه الصيادة المرعبة ، بسرية عن مخبري النظام ، حتى لا تصل خبرية الى الملك . . أو حتى إشارة واشي أنه رأى حشدا كبيرا من حيوانات المملكة مجتمعا بتواري عن الانظار – يحرم القانون اجتماع اكثر من ثلاثة في حوار خارج وجود مكلف من الدولة للإلتقاء بهم – طبعا كان كل متحدث يراعي خروج صوته بأن لا يتعدى دائرة الحاضرين
– لم يعد ممكنا أن نصمت ونقف متفرجين
، إن حالفنا الحظ . . الى الان . . بأن لم يكن واحدا منا ممن اخذوا اليوم وقدموا وجبة للملك ، طبعا مع اسرته وكرمه لحاشيته وبقايا فتاة الوجبة للمخبرين .

يوميا ، وفق ما يشتهيه الملك ، ضانا . . غزالا ، حمار وحش ، تمساح وسحالي ، دبا . . ذئبا وثعلب ، قردا او غوريلا او زراف – لم يكن يأكل فقط لحم الضبع ونوع القطط ، كان يقتلها إن خرجت عن طوعه ، او قضى بشكوى لاحد على أي منهما . . وكان حكمه الموت - كان يصدر امره بادئ كل ليلة عند جلوسه على صخرة عرشه رابضا وتجلس الى جواره زوجه الملكة بسكون وشبليه يتنططان حولها و . . اسفل الصخرة تتجمع حيوانات الغابة بكل أنواعها – جبرا – الوجبة غدا طيورا و . . وهكذا كل يوم من ذات الوقت يحدد النوع لوجبته في اليوم التالي – يقضي بعدها ساعة معهم إذا ما كان لديه ما يقوله او يوجه به أو يقضي في امور من النزاعات والشكاوي ، ينفرط بعدها الجمع الى اشغالهم وامورهم الخاصة
في وجبة غذاء اليوم الواحد . . سبعة من نفس النوع – إذا كانوا من الحجم الكبير - باستثناء الفيلة . . فرس النهر ووحيد القرن ثلاثة ، أما من صغارهم فيكونوا بنفس العدد مثل غيرها من الحيوانات ، بينما ثلاث عشرة من صغار ها – أما الطيور فلا تقل الوجبة الواحدة بين ثلاثين الى اربعين طائر يتم التضحية بهم

- قريبا . . لن يبقى منا احد
- كأننا خلقنا ليضحى بنا و . . نحن راضون – ما العمل ؟؟؟؟؟

من يجرأ قول كلمة ، بل دون نطق حرف و . . يقرأ من وقفتك ووجهك ب . . بأنك تجرأت للمثول امامه بما هو ضد مشيئته . . التي هي فوق النظام الدستور . . حتى– سهل أن تقتل – تعذب ويسلخ جلدك وانت حي ، ثم يأمر الرعاع المتوحشين من اتباعه . . التسلي بجسدك . . حتى تفارقك الروح ، ترمى جثة مدميه مشوهة المعالم – امام مرئى الجميع لتكون عبرة للآخرين ، من يتجرأ على الملك العظيم . . . . .

- أنا عندي الحل .
، سأخلصكم منه و . . كل من معه .

تحول الجميع نحو الموضع الذي قدم منه الصوت – كان سعدون القرد متعلقا بغصن شجرة رفيع . . لا تصل إليه يد أي نوع من افراد المجتمع ، كان في متوسط عمر مراهقته ، ميمون الذي اسمه ذاع في كل موضع وزاوية وجحر من وطن الغابة - يكاد الجميع يعرفه ، فلم يسلم احد من شقاوته والاعيبه التحرشية ، التي تصل في بعض احيان منها . . أن تخرج الواحد عن طوره ل . . ليصبح هائجا متوحشا ، تكون ردة الفعل قاضية بالموت بطشا او بغرس سم او عصرا او نطحا – كان مراهقا لم يعرف مثله من قبل ، لا تمر لحظة إلا واستثار هذا وتصبح فوضى ليهرب الى مكان اخر ويثير ازعاجا فيه و . . هكذا – كان الجميع واقفا في تبلد بين جرأة هذا الحيوان الضعيف . . دونا عن غيره من الوحوش التي لم تجرؤ . . حتى لرفع رأسها – كانت تدرك أن هذا الاجتماع . . يذهب فيه الداعين من العاطفيين المنفعلين – وراء ظهر الملك ونظام حكمه – يذهبون الى تحريض الاهالي ظاهرا وإيماءا إليهم دون غيرهم . . أن يخرج من بينهم من فيه بعض الحمية والغيرة . . ليتصدر وأمثاله من الشجعان ثورة المجتمع المغلوب على امره من زمن طويل – ليعلن من هذا اللقاء القادة لإسقاط الاسد ونظام حكمه الدموي – لكنهم . . دون استثناء واحد منهم ، مهما كان مرعبا في بأسه وقوته . . كان قد وقع . . حتى مرارا في أفعال ميمون المزعجة والمثيرة احيانا لدرجة الجنون ، لكنهم لم يتمكن أي منهم القبض عليه مرة . . لتأديبه او إعطائه درسا . . يقلع بعده عن سلوكه المؤذي . . تجاه من يكون !!!!!!!

- أشيعوا من اليوم : القرد ميمون ، يعرض بالملك العظيم ، يستهزئ به ، يتحداه ومن معه من رعاع دولته الهشة . . أن يصلون ويقبضون عليه ، . . إنه يطوف في كل انحاء غابة الطوق لإسقاط الملك ونظام حكمه البغيض – يعلن أنه لن يتوقف حتى . . ترحيل النظام وحاكمه الظالم .
- طيب ، وعدين . . إيش ستفعل ؟ !
- يعني لوحدك بس !!!!
- اعملوا ما قلته فقط و . . مالكم علاقة .

من سيقدر أن يتكلم مثل هذا الامر . . امام الملك ، و . . والله يبطش به لحظتها .

إنكم اغبياء ، لم يستطع أي منكم المسك بي ، حتى . . في مرة واحدة طول عمركم .

- ما تكثر . . يكفي ما نحن فيه .
- طيب ، كيف نوصل له الخبر . . الذي قلته .



- يا أغبياء ، مثل ما تعودتم عليه ، النميمة والحشوش و . . جعلها تنتشر بين الناس . . في كل مكان – المخبرين انفسهم المتخفين وسط الناس . . هم من سينقلون الخبر – اغبياء كما قلت لكم .


- من هذا الذي يتجرأ ؟
، لم يبق إلا القرد
. . ظفر من اصبع يدي الواحدة . . اهلكه ومن معه من امثاله .

هاجت كل الحاشية غضبا وحدة من النار المستعرة الخارجة من هيجان الملك خلال تحدثه ، وهاجت الجموع بخنوع غضبا واستهجانا لمثل هذا النكرة – ما تبقى سوى سعدون صغير تافه ، يمكن سحقه بقدم مئات الانواع منا . . بلحظة . . . . .
تقدم النمر – لك سيدي ، احضره في اقل من ساعة . . ميتا ، ام احضره حيا تحت قدمك و . . امام الجميع .
مضت الليلة وحتى اجتماع الليلة التالية – لا أثر للنمر – خجلت فصائل القطط ، فإن كان قد اختفى ولم يعد القائد الأكثر فتكا من فصائلها ، إن جرأ احد اخر من بينها و . . فشل ، فلعنة الملك ستصب عليهم جميعا ، يقتلهم . . بل وينهي نسلهم - تقدم الدب ، ثم الضبع ، ثم الذئب والثعلب من بعده في الليلة التالية – لم يعد احد منهم . . قط !!!!

- ماذا يحدث ، ولا واحد منهم . . عاد ! ! – على الاقل اعرف . . لماذا لم يقدروا على مسكه او قتله .

. . واضح أن كل من اخفق . . خاف العودة والوقوف امام الملك واعلان فشله ، يعرفون جميعهم . . من يفشل بتكليف شخصي منه . . مصيره القتل والتعزير امام الملأ .

- أنا يا مولاي اجلبه – لا يحك ظهرك مثل ظفرك – لكنك اعطني الإذن بقتله لحظة أن اجده – حتى لو استدعى الامر ألاحقه الى أي مكان من العالم . . خارج موطننا – بل سأمزقه إربا و . . ابقى لك ملمح وجهه . . ليرمي تحت قدميك ويكون عبره لأمثاله .

ظهرت الملكة الصيادة لحظة انعقاد الاجتماع الشعبي الواقف في حضرة الملك المعظم ، تخطو بتكاسل منكسر وتنطرح مطأطئة الرأس جواره في خزي . . دون أن تنبس بحرف واحد ، حتى او الحضور المحيط من الاهالي لا تقوى على رفع بصرها باتجاههم – كما تعودوا أن تكون عليه . . دائما ! ! – بجنون من الهياج استنفذه بالوعيد – مرآها على تلك الشاكلة . . من الشعور بالمذلة – امتص رعوده الثائرة ، يريد أن يعرف . . لماذا عادت ب . . بهذه الحالة ، انحنى سائلا بهمس الى اذنها : اخبريني . . حتى بكلمتين ، ماذا جرى معك ، ولماذا عدتي . . بحالتك هذه غير الطبيعية ؟ ؟ ! – ردت مغمغمه بصوت مماثل بذلك الخارج من فم أمرئ يحتضر . . قبل دقائق معدودة من مفارقة روحه لجسده – شيء بشع . اخجل أن اقول – لكني عرفت . . لماذا كل القادة العظام الذين ذهبوا . . لإحضاره . . لماذا لم يعودوا ، ليس لأنهم فشلوا ، ل . . لكن لما حدث معهم – شيء جنوني – تكلمي – لا أقدر . . . .
عاد الملك لهيجانه . . بل الى حالة ارعبت الجميع . . لم يروها عليه من قبل

جميعكم فاشلون . لا يستحق أي منكم ثقتي .
. . سأحضره بنفسي . سآكله قطعة قطعة امامكم و . . هو حي .

لم يكن عصيا على ملك عظيم . . أن لا يعرف أين يجد هذا المارق النكرة – لحظه من بعيد ، التف على المواضع وغلقها . . لقطع سبل الهروب عليه – كان ميمون من الخبث مدركا وجود الملك العظيم بشخصه . . عند او نقطة بعيدة وقف عليها . . مطلة على ارجاء المكان المحيط به – اظهر سذاجته البريئة . . بعدم الاحساس بالخطر المحدق به – من ربوة غير مرتفعة كثيرا . . تحكم اخفاء من يتواجد على حافتها ، يقفز الملك بما عرف به من بطش مرعب . . مخرجا مخالبه من خلال ذراعيه المعقوفتين للإطاحة بالفريسة ، وكان فمه مفتوحا بتكشيرة غضب ناري . . تظهر انيابه اكثر طولا وسمكا وحدة – مما عرفناه من كتب بيولوجيا الثديات . . بما يخص السنوريات الكبير – حاد عن الهجمة . . ميمون ، انطلق الى داخل فجوة انبوب معدني . . بقطر يهيء للمفترسات الكبيرة ادخال رأسها وحشر جزء من جسدها . . لالتقاط الفريسة المنحشرة داخله – خرج ميمون من الفتحة الاخرى ، إلتف عائدا الى خلف جسد الملك الاسد . . المحشور جزؤه العلوي من جسده و . . لم يقو على سحب نفسه الى الخلف لتحرير نفسه من المصيدة

- هاأأأ . . يا ملك الغفلة ،
. . ما ستفعل الان ؟ ! !

زاد رعيد الملك المقهور ووعيده – ما هذا . . يا حقير ، موتك قليل عليك ، ب . . بس اخرج . . سترى – لا ، . . لا ارجوك . . لا تفعل – قضي الأمر وانهى ميمون وطره ، ثم فر هاربا . . . .

ساعات من محاولات التملص . . تمكن بعدها الملك من تحرير جسده العالق داخل القصبة – عاد في جنح الليل متسترا أن لا يراه احد ، ح . . حتى يرقة حشرة قبل خروجها من الشرنقة ، سحب زوجته وطفليه بتلصص في هروب متخفي . . إلى مكان بعيد . . خارج الوطن ، حيث لا يصادفهم . . حتى من سمع باسمه . . كحاكم مطلق على وطن . . كان اسمه غابة الطوق – علق فعل ميمون الفاحش بالملك العظيم . . الذي اوقعه غروره بسذاجة لرحمة مراهق من مواطنيه – انفجرت مجددا بضحك هيستيري . . اكثر غرابة عن حالتي الاولى . . في عيون المتنزهين على الجسر المطل على النيل – تحركت في سيري هذه المرة . . عائدا في الطريق الذي اتيت منه مشيا . . نحو الدقي – ظلت قهقهاتي المسعورة مرابطة لي . . حتى نصف المسافة الواصلة الى محل الكشري الذي اعتدت عليه من زمن بعيد أن اتناول وجبة عشائي فيه . . بعد انهاء جولتي التنزهية من كل يوم – كانت الغمة التي علقت بروحي لعقود ماضية . . قد انقشعت ، تمنيت في نفسي أن لا تعود إلي مجددا – كنت قد فضلت وقتها من خبرة طويلة . . كيف اتجنب في طريقي مصادفة أي مرتزق من ادعياء الوطنية الهاربين – كنت اعلم علم اليقين . . رؤية واحد منهم . . يثير فيا الغثيان لأيام ، ويجثو السواد روحي لسنوات بعدها ، إما بحال مستمر . . او متقطع يعود ليمتص ما تبقى من قوة داخلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده