الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تعلمنا من إسقاط دكتاتوري صدام ..؟

هرمز كوهاري

2006 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كنا قد تعلمنا وكل المهتمون أو حتى المتهمون بالسياسة " وأقول المتهمون ، لأن في العراق وكل الدول العربية ، التكلم بالسياسة تشكل " دوخة رأس "
وكنا نؤمن بالحكمة السياسية التي تقول " عدو عدوي صديقي " وقالها أبو السياسة البريطانية " ونستن تشرتشل "بصراحة متناهية " نتعاون حتى مع الشيطان "!!ا وهنا ، كان ثعلب السياسة البريطانية يقصد بالشيطان الشيوعية !! لأنه علم أن هتلر والنازية أكثر خطرا عليه ليس فقط على نظامه الراسمالي فقط بل على كيانه كدولة مستقلة ، قالها عندما كانت الشمس لاتغيب عن مستعمراتها ونفوذها من بنغلادش التي كانت هي وباكستان جزءا من الهند آنذاك ، حتى المحيط الاطلسي ، ومع هذا لم يأخذه الغرور ،وذلك إنقاذا لبلده وتقليلا من تضحيات شعبه ، وطبعا ليس كالبعث " الصامد " الذي لايهمه البشر بقدر مبادئهم والرسالة الخالدة !! بالرغم من أن تشرتشل ، كان يعرف ليس هناك تعاون بدون مقابل ، وطبعا لولا الجيش الاحمر لكان نجاة بريطانيا مشكوك فيه ، حيث إبتلع هنلر معظم أوروبا ! وبالمقابل فرض ستالين شروطه ، وبخط قلمه وزع الدول التي سيتم تحريرها من النازية بحضور تشرتشل وروزفلت بين الثلاثة في مؤتمر طهران .

وهكذا الشعب العراقي قبل مرغما أن يتعاون حتى مع الشيطان لإسقاط صدام ، إلا أن الساسة العراقين لم يكن يتوقعوا أن الشيطان الذي تعاونوا معه لا تقل شروره عن صدام إذا لم يتجاوزه في بعض الامور .!!

ولكن هذه التجربة المريرة التي يمر بها العراق منذ سقوط صدام ودكتاتوريته كادت تغير قناعتنا وتلك المقولة التي أصبحت كالبديهية ، وعلمتنا وعلمت الشعوب التي تريد أن تسقط نير الدكتاتورية عن كاهلها ، أن تفكر بالبديل طويلا أو الذين يتعانون مع كل من يريد إسقاط الدكتاتورية ، كثيرا منهم كانوا قد أردوا التعاون لإسقاط صدام ، لا بغضا في الدكتاتورية ، بل ليقيموا هم دكتاتورية لصالحهم ، ولا يهم أن تكون بإسم الدين أو الطائفة أودكتاتورية التخلف والارهاب ،أو الدكتاتورية التكفيرية ، لم يظهر حتى الآن من تجاوز صدام وعائلته وأزلامه في إستهتارهم بمال وعيال وأحوال الشعب العراقي و الشعوب المجاورة .

إلا أن صدام وعصابته ، كان سلوكهم كسلوك الخنازير الهائجة أو التماسيح التي تهوى الدم ! ،تفترس كل من يقابلها أو يواجهها ، هو وأقرب واحد اليه أو عائلته ، إلا أنه كان يتجنب بعض الخصوصيات ، مثل ما نرى من دكتاتورية الارهابيين التكفيريين ، بإسم الدين ، والدين الحنيف ، الدكتاتوريين المراهقين الذين يقتلون كل من يرغبون في قتله من باعة وشاربي الخمور وحتى النساء السافرات والحلاقين وباعة الثلج وباعة الفلافل !!!

كان و ضبان وبرزان وحسين كامل وعلي الكيماوي والجزراوي وغيرهم من أزلام البعث لا يقلون عن صدام قسوة بل يتنافسون فيما بينهم في القسوة ليحصلوا على عفيا ، وعفرم وأكبر كمية من المال و من نياشين البطولة من سيدهم وإن تجاوزوا سيدهم في تلك الاعمال ، وللتاريخ أقول : فجّر الاسلاميون يوما محلا لبيع المشروبات وقت كان وضبان وزيرا للداخلية جمع وضبان باعة المشروبات وطمأنهم على سلامتهم وسلامة محلاتهم ووضع حراسة مخفية لكل محل ، ولم يتكرر التفجير ثانية .
.
وللتاريخ والحقيقة لم تبلغ عصابات صدام الى هذا المستوى من الانحطاط ليس في القسوة فقط بل بهذه الاعمال المخجلة ، كان قسم من هؤلاء ضد صدام وحكم صدام وإسبشرنا وفرحنا بأن جبهة معارضة الدكتاتور صدام قد إزدادت وتوسعت ،وبالتالي قربت نهايته ، وبنهايته نخرج الى فضاء الحرية والديمقراطية !!

.وليس هذا معناه تبريرا وتزكية لصدام وعصابته بأي حال من الاحوال ، بل أقول أن كل دكتاتورية لها منهجا خاصا بها ، فصدام كان مستعدا أن يعمل كل ما ممكن عمله لبقائه وعائلته في الحكم ولو على حساب كل الشعب ، فكان يتعاون مع الشيوعيين إذا إستفاد من ذلك التعاون أو يبيدهم إذا لزم أمر بقاءه !، فدليل عمله هو البقاء والسيطرة على كل مقدرات الشعب العراقي ، أما هؤلاء فمبدأهم القتل للقتل والارهاب للارهاب لأن الضحاية ولدوا كفارا !! أو قادهم حظهم أن يكونوا في بلد تواجد الامريكان ليس إلاّ!!

هكذا كنا كل الديمقراطيين والاحرار والطيبيين ينتظرون يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة ودقيقة بعد دقيقة للتخلص من الكابوس ، ومن الجهة الثانية وهم أيضا جبهة المعارضة الثانية ، يحدون السيوف البتارة لا للإنتقام من صدام وأزلام صدام بل لكل مظهر حضاري أو ما يعتقدون أنه معادي للشريعة ، والحقيقة ليس حبا بالشريعة بل حبا بالتسلط وإقامة دكتاتورية أخرى لا تقل عن دكتاتوري سلفهم هذا إذا لم نقل تزيد على سابقتها ، تطال الحياة بكل مظاهرها ومتطلباتها في المأكل والملبس وكل ما يجعل الانسان إنسانا !! يرهبون ويقتلون حتى الاطفال في المدارس والمرضى في المستشفيات والمقعدين في دار العجزة والسافرات وحتى باعة الفلافل والثلج ، بداعي أن في عهد الرسول الكريم لم يكن مثل هذه القضايا في زمانه ، في الوقت الذي يحملون بإيديهم هواتف نقّالة !! ربما هي من النوع الذي كان يحمله الرسول الكريم في زمانه !!

علمتنا التجربة أيضا أنه إذا قُطع الرأس فلا تموت الجذور ،بل بالعكس فالجذور تنتعش من جديد وتخرج رؤوسا بدل الرأس الواحد ، وإذا كان المطلوب قطع راسا واحدا سابقا فيتطلب قطع عدة رؤوس ، وإذا كان راسا واحدا ظاهرا أصبحت هناك رؤوسا مخفية تعمل تحت الارض .

علمتنا التجربة كذلك أنه ليس بالضرورة أن بعد كل دكتاتورية ، تأتي الديمقراطية تلقائيا ، كما كانوا في الاساطير يقولون " إفتح يا سمسم "، فيفتح على كنوز تبهر العين والعقل !! أما الباب التي فتحه الامريكان لنا ، كتبرير لجريمتهم حيث غلقوه بعدما فتحه الزعيم عبد الكريم قاسم في 14/ تموز وعندما كانوا بحاجة الى غلقه ، فتحت الباب على جحور لحوش مفترسة ، وحوش الارهاب شعارها الدم والاشلاء المتطايرة بغض النظر إذا كانت تحت إسم المقاومة الشريفة " ! أو دفاعا عن الامة الاسلامية أو حربا على الصليبيين المتصهينيين !! فإتبعوا الارض المحروقة المفروشة بجثث الشهداء .
لايشغلون أ نفسهم أو يضيعون وقتهم بمن يكون الضحية بالقتل أوالنحر أوالاغتيالات أوالاغتصاب ، وأصبحت كالاخطبوط ذات رؤوس متعددة كلما تقطع رأسا يظهر رأس آخر كما ذكرنا أعلاه،، حتى دخلت تلك الرؤوس وإالتصقت بأجسام لا يمكن القضاء عليها إلا بالقضاء على من دخلت فيهم وإحتمت بعبهم !!

كانت دكتاتورية منظمة من زمرة ، والآن أصبحت دكتاتوريات زمر متعددة ، دكتاتوريات فوضوية ! وكما يقولون " الله يستر " وإن لم يستر على عشرات الآلاف حتى الآن !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة