الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوكرانيا هي الكارثة الأخيرة للمحافظين الجُدد الأمريكيين

حازم كويي

2022 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


جيفري ديفد ساكس*
ترجمة:حازم كويي

الحرب في أوكرانيا هي تتويج لمشروع أستمر 30 عاماً من قبل حركة المحافظين الجُدد الأمريكيين.
نفس المحافظين الجُدد الذين دافعوا عن حروب الولايات المتحدة في صربيا (1999) وأفغانستان (2001) والعراق (2003) وسوريا (2011) وليبيا (2011).
يُعتبر سجل "المحافظين الجدد" كارثة، ومع ذلك فقد قام بايدن بتوظيف سياسة فريقه معهم. نتيجة لذلك، يقود بايدن أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى كارثة جيوسياسية أخرى. وإذا كان لدى أوروبا أي بصيرة، فسوف تنأى بنفسها عن كوارث السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ظهرت حركة المحافظين الجُدد في السبعينيات بمجموعة من المفكرين، تأثر بعضهم بعالِم السياسة في جامعة شيكاغو ليو شتراوس، والباحث الكلاسيكي في جامعة ييل دونالد كاغان.
كان من بين قادة المحافظين الجُدد نورمان بودوريتز، وإيرفينغ كريستول، وبول وولفويتز، وروبرت كاغان وفريدريك كاغان (ابناء دونالد)، وفيكتوريا نولاند(زوجة روبرت كاغان)، وإليوت كوهين، وإليوت أبرامز، وكيمبرلي ألين كاغان.
الرسالة الرئيسية للمحافظين الجُدد، هي أن الولايات المتحدة تتمتع بالتفوق العسكري في كل منطقة من العالم ويجب أن تواجه القوى الإقليمية الصاعدة التي قد تتحدى في يوم من الأيام التفوق العالمي أو الإقليمي للولايات المتحدة، وعلى الأخص روسيا والصين. ولتحقيق هذه الغاية، يجب نشر الجيش الأمريكي في مئات القواعد العسكرية حول العالم، ويجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لشن الحروب المختارة إذا لزم الأمر. يجب أن تخدم الأمم المتحدة أمريكا، فقط عندما تكون مفيدة لأغراضها.
تم تحديد هذا النهج لأول مرة من قبل بول وولفويتز، في مسودة إرشادات السياسة الدفاعية (DPG) لوزارة الدفاع الأميركية عام 2002. دعت هذه المسودة إلى توسيع الشبكة الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة لتشمل أوروبا الوسطى والشرقية، على الرغم من أن وزير الخارجية الألماني الأسبق هانز ديتريش غينشر، قد وعدَ صراحة عام 1990، بأن إعادة توحيد ألمانيا لن يتبعها توسع شرقي لحلف شمال الأطلسي.
كما دعا وولفويتز إلى الحروب الأمريكية كما يحلو لها، ودافع عن حق أمريكا في التصرف بشكل مستقل، حتى لو كان بمفردها، وفي الأزمات التي تهم الولايات المتحدة. وفقاً للجنرال ويسلي كلارك، أوضح وولفويتز لكلارك في وقت مبكر من مايو 1991، أن الولايات المتحدة ستقود عمليات تغيير النظام في العراق وسوريا وغيرهما من حلفاء الاتحاد السوفيتي السابق.
دافع المحافظون الجُدد عن توسع الناتو ليشمل أوكرانيا حتى قبل أن يتم ذلك عام 2008 في عهد جورج دبليو بوش الابن. لتصبح سياسة الولايات المتحدة الرسمية. وأعتبروا عضوية أوكرانيا في الناتو مفتاحاً لهيمنة الولايات المتحدة الإقليمية والعالمية.
في أبريل 2006، أوضح روبرت كاغان حالة المحافظين الجُدد لتوسيع الناتو " يرى الروس والصينيون،أن (الثورات الملونة في الأتحاد السوفيتي السابق)غير طبيعية،إنما هي إنقلابات مدعومة من الغرب،حيث تنوي تقوية مناطق أستراتيجية من العالم،فهل هم مُخطئون؟ ألا يمكن أن يكون التحرير الناجح لأوكرانيا، الذي تم دفعه ودعمه من قبل الديمقراطيات الغربية، مجرد مقدمة لدمج هذا البلد في الناتو والاتحاد الأوروبي، وبإختصار، توسيع الهيمنة الليبرالية الغربية؟ "
يعترف كاغان بأن توسع الناتو له عواقب وخيمة. ونُقل عن خبير قوله "الكرملين يستعد بجدية لـ المعركة من أجل أوكرانيا ". والمحافظون الجُددأيضاً. بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي، كان على كل من الولايات المتحدة وروسيا السعي وراء أوكرانيا المحايدة كعازل حكيم وصمام أمان. وبدلاً من ذلك، سعى المحافظون الجدد إلى "الهيمنة" الأمريكية، بينما خاض الروس النضال من أجل الدفاع جزئياً من أجل طموحاتهم الإمبريالية. هذا يذكرنا بحرب القرم (1853-1856)، عندما حاولت بريطانيا وفرنسا إضعاف روسيا في البحر الأسود بعد أن ضغطت روسيا على الإمبراطورية العثمانية.
كتب كاغان المقال كشخص عادي بينما كانت زوجته فيكتوريا نولاند تحت قيادة جورج دبليو بوش الابن. شغلت منصب سفير الولايات المتحدة لدى الناتو. كانت نولاند وكيل المحافظين الجُدد بامتياز. بالإضافة إلى عملها كسفيرة لبوش في الناتو، وكانت نائبة وزير خارجية باراك أوباما للشؤون الأوروبية والأوراسية من 2013 إلى 2017، حيث ساعدت في الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، وهي الآن وكيلة بايدن في الشؤون الخارجية،المتعلقة بسياسة الولايات المتحدة الولايات المتحدة تجاه الحرب في أوكرانيا.
تستند وجهات نظر المحافظين الجُدد إلى إفتراض خاطئ بأن الولايات المتحدة، بسبب تفوقها العسكري والمالي والتكنولوجي والاقتصادي، قادرة على إملاء الظروف في أي منطقة من العالم. هناك غطرسة وإزدراء ملحوظان للأدلة لهذا الموقف. منذ خمسينيات القرن الماضي، بقيت الولايات المتحدة في مكانها أو هُزمت تقريباًفي كل صراع إقليمي شاركت فيه. ومع ذلك، في "المعركة من أجل أوكرانيا"، كان المحافظون الجُدد على إستعداد لإثارة مواجهة عسكرية مع روسيا من خلال توسيع الناتو بسبب الاعتراضات الروسية الشديدة، مُعتقدين أن روسيا تتراجع بسبب العقوبات المالية الأمريكية وأن أسلحة حكومة الولايات المتحدة الخاصة بحلف شمال الأطلسي ستهزم. .
معهد دراسة الحرب ((ISW، وهو مركز أبحاث للمحافظين الجُدد بقيادة كيمبرلي ألين كاغان (وبدعم من متعهدي الدفاع مثل جنرال ديناميكس ورايثيون)، يواصلون الوعد بإنتصار أوكراني. وقدمت ISW تعليقاً نموذجياً للتقدم الذي أحرزته روسيا"بغض النظر عن الجانب الذي تقوم فيه مدينة [سيفيرودونيتسك]، فمن المرجح أن يكون الهجوم الروسي على المستويين التشغيلي والاستراتيجي قد بلغ ذروته، مما يمنح أوكرانيا الفرصة لشن هجماتها المضادة لصد القوات الروسية ". ومع ذلك، فإن الحقائق على الأرض تُشير إلى خلاف ذلك. كان للعقوبات الاقتصادية الغربية تأثير سلبي ضئيل على روسيا، في حين أن تأثيرها المُرتد على بقية العالم كان كبيراً. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة الولايات المتحدة على إمداد أوكرانيا بالذخيرة والأسلحة مُقيدة بشدة بسبب قيود القدرة التصنيعية للولايات المتحدة وتعطل سلاسل التوريد.
بطبيعة الحال، فإن القدرة الصناعية لروسيا تتجاوز قدرة أوكرانيا عدة مرات. كان الناتج المحلي الإجمالي لروسيا قبل الحرب حوالي عشرة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا، وخسرت أوكرانيا الكثير من قدرتها الصناعية نتيجة للحرب.
النتيجة الأكثر ترجيحاً للقتال الحالي هي أن روسيا ستستولي على جزء كبير من أوكرانيا، وربما تجعل أوكرانيا غير ساحلية أو شبه غير ساحلية. سوف يتزايد الإحباط من الخسائر العسكرية والتداعيات التضخمية للحرب والعقوبات في أوروبا والولايات المتحدة. قد تكون التداعيات مُدمرة إذا وصل الديماغوجيون اليمينيون إلى السلطة (أو عادوا في حالة ترامب) في الولايات المتحدة، بالوعد لإستعادة مجد أمريكا العسكري الباهت من خلال التصعيد الخطير.
بدلاً من المخاطرة بهذه الكارثة، فإن الحل الحقيقي هو إنهاء أوهام المحافظين الجُدد للثلاثين عاماً الماضية وإعادة أوكرانيا وروسيا إلى طاولة المفاوضات، مع تعهد الناتو بإنهاء إلتزامه في التوسع شرقاً ليشمل أوكرانيا وجورجيا، وفي مقابل ذلك. إبرام سلام قابل للحياة يحترم ويحمي سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا.

*جيفري ديفيد ساكس خبير اقتصادي أمريكي وعمل مستشاراً خاصاً للأهداف الإنمائية منذ عام 2002. وهو مدير شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة ومدير معهد الأرض بجامعة كولومبيا.
عن صحيفة "برلينر تسايتونغ"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بوتن
بارباروسا آكيم ( 2022 / 7 / 19 - 17:43 )
الحقيقة هي أَنَّ هناك تجاهل واضح و صريح إن الذي شن العدوان هو فلاديمير بوتين و ليس اوكرانيا

بوتن كَذَّبَ العالم كله و إدعى إنه لا يوجد أي عمل عسكري ضد اوكرانيا رغم كل التقارير الغربية الواضحة التي إدعت إن هذه الحشود العسكرية لا يمكن أن تكون قادمة للنزهة

و كان هتلر الجديد _ بوتن _ ينفي و يقول بأن هذه اكاذيب غربية و مؤامرات امريكية تستهدف سمعة روسيا

ثم زعم هتلر الجديد بأنه يريد عملية خاصة للقضاء على النازية في اوكرانيا و إن التحركات العسكرية لن ترقى لمستوى حرب رغم إن قواته كانت تتحرك بخط واضح تجاه العاصمة كييف ، ثم بعد أن فشل في إحتلال اوكرانيا قزم اهدافه الى إقتطاع جمهوريات هنا و هناك لا يعترف بها الا هو وعصابات تشابهه

و لكن أن يجد بوتن من يبيض صفحته بالأكاذيب فتلك حقا مصيبة


2 - لماذا انت حاقد على بوتين يا بارباروسا؟
سمير عبدالإله ( 2022 / 7 / 19 - 22:47 )
لو كان زيلينسكي و الجماعة (الذين نصبوه رئيسا لاوكرانيا و يوعزون اليه بالتعليمات ) حقا تهمهم مصلحة الشعب الاوكراني و لا يريدون تدمير اوكرانيا لما استفزوا روسيا و لأعلنوا عدم وجود نية لضم اوكرانيا الى حلف الناتو و لما دبروا انقلابا على رئيس منتخب ديموقراطيا و تنصيب شخص عميل لهم رئيسا لأوكرانيا جعل اوكرانيا وكرا للوحوش الكاسرة التي تتربص بروسيا ، اذا كان بوتين هو حقا طاغية و دموي كما يزعمون ! فلماذا يتعمدون استفزازه ؟ لماذا يجعلون من الشعب الاوكراني ضحية ؟ من هو الطاغية الدموي المجنون ؟ هل هو الذي يدافع عن بلاده و هو يرى الاعداء يقتربون تدريجيا من وطنه روسيا و يعدون العدة للاطاحة بحكومتها ام الرئيس المتغطرس الذي يرسل قواته لاحتلال و تدمير بلدان تبعد آلاف الكيلومترات عن امريكا و قصف و تدمير و تقسيم يوغسلافيا و بعد ذلك احتلال العراق و تدميره و ارسال قوات الى سوريا و ليبيا ، المعروف انهم كانوا يريدون اسقاط سوريا و لكن بوتين منعهم هذا هو سبب حقدهم عليه ، و لكن انا استغرب من حقدك انت على بوتين ؟ اللي اعرفه انت تعادي داعش فهل انت حاقد على بوتين لانه منع سقوط سوريا بيد داعش ؟


3 - من هو هتلر الجديد ، المحافظين الجدد ام بوتين ؟
سمير عبدالإله ( 2022 / 7 / 19 - 23:21 )
وهل لانه هجم على كييف فهذا يجعل منه هتلر ؟ ؟ جون كنيدي هدد بالحرب النووية عندما نصب الاتحاد السوڤ-;-يتي صواريخ على ارض كوبا ؟ ازمة الصواريخ او خليج الخنازير انحلت عندما استجاب خروشوف و نقل الصواريخ خارج كوبا ، فلماذا احبابك الودعاء الامريكان الذين يفيضون رقة وحنان لم يقبلوا ان يعلنوا عدم نيتهم لضم اوكرانيا الى الناتو ؟ لماذا اعطوا انفسهم الحق بأن يحتلوا العراق و يقصفوه بكل انواع الاسلحة بحجة ان العراق (الذي يبعد الاف الكيلومترات عن امريكا و لا يملك صواريخ عابرة للقارات ) كان يشكل. تهديدا للامن القومي الامريكي و هي كذبة لا يصدقها الا الغبي او المنافق الكذاب بينما لا يحق لروسيا غزو اوكرانيا التي هي على الحدود مع روسيا و قبلت ان تتحول الى قاعدة للمؤامرات ضد روسيا ؟ دع ضميرك يحكم، ،لماذا لا تعتبر امربكا هي هتلر الجديد ، امريكا هي التي تتحرك بمنطق هتلر و هي التي بدأت بإستخدام مبدأ القوة و انتهاك المعاهدات الدولية فلماذا لا يحق لروسيا ان تدافع عن نفسها. ان تستعمل القوة ايضا مثلما تفعل امريكا بغير وجه حق ؟ هتلر لم يضرب قنبلة ذرية على مدينة بينما احبابك فعلوها !


4 - تعليق ٢-;- و ٣-;-
بارباروسا آكيم ( 2022 / 7 / 20 - 09:18 )
أخي صاحب الأسماء و الألقاب
في البداية حاول أن توحد معرفاتك المتعددة
ثانياً :
أنا حاقد على بوتين لأنه أنا أحصل على مرتب شهري ثابت من زيلنسكي و لذلك فأنا لا أحب أن أخسر ولي نعمتي
و حينما يدفع لي بوتن راتب ثابت أكثر من الأول سأمجد بوتن و العن اخوه زيلنسكي

أما بالنسبة للجانب الجدي في الموضوع
فبوتن عينه على اوكرانيا ليس اليوم .. فهذه شبه جزيرة القرم التي ضمها اليها سنة ٢-;-٠-;-١-;-٦-;-
يعني قبل الأحداث ب ٦-;- سنوات وحينما بدأ بعمليته العسكرية _ الحالية _ لم يتوجه الى الناطقين بالروسية شرق اوكرانيا بل كان يحاول إقتحام المدن الساحلية و إقتحام كييف

نأتي الآن لتشبيهك الوضع بأزمة الصواريخ الكوبية ، فالوضع مختلف تماما .. لأنه في أزمة الصواريخ الكوبية كان هناك صواريخ على لا يفصلها عن حدود امريكا سوى بضع عشرات من الكيلومترات

لكن بوتن ادعى بأن هناك مختبرات في اوكرانيا تنتج أسلحة بيولوجية محظورة ثم فجأة تبخر هذا الإدعاء الى درجة انه لم يعد هناك مسؤول روسي يشير اليه

ترى هل نجح بوتن بتدمير هذه الأسلحة ام لا تزال هذه المختبرات تعمل ؟

اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس