الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة بايدن المكوكية اقرار لنظام الفصل العنصري في المنطقة

عبدالقادربشيربيرداود

2022 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


أستهل بايدن رحلته المكوكية الشرق اوسطية بأسرائيل ؛ برغم تأكيدات العديد من منظمات حقوق الانسان ؛ مثل (منظمة هيومن رايتس ووش ) على ان اسرائيل تنتهج سياسة الفصل العنصري في المنطقة ؛ بدليل ان الاسرائيليين يعيشون في منطقة متجاورة ؛ ويتمتعون بكامل الحقوق ؛ بينما يعيش الفلسطينيون في وحدات منفصلة وليس لديهم ادنى الحقوق ؛ وفق نظام قانوني وسياسي مزدوج تمييزي للغاية ؛ يمنح حوالي سبعمائة الاف مستوطن اسرائيلي يهودي حق العيش في ثلاثمائة مستوطنة اسرائيلية غير شرعية في القدس الشرقية والضفة الغربية ؛ وادارتك اليوم ترفض الرأي القائل بان -الكيان المسخ - اسرائيل حاضنة لأقدم نظام فصل عنصري في منطقة الشرق الاوسط قاطبة...
ياترى لماذا انحرفت بوصلة الحقيقة عن مسارها ؟ الست ياسيادة الرئيس من الذين كنتم ترفضون نظام الفصل العنصري في افريقيا عندما كنتم نائبا للرئيس اوباما ؟ واليوم وانتم تبرحون الصدق والصواب لتعلنوا وبكل صلافة رعايتكم للتطبيع المشبوه بين دولة الفصل العنصري اسرائيل وبين بعض الدول العربية المنهزمة ؛ بتسويق مفاده ان اسرائيل لاتشكل تهديدا اقليميا للعرب ؛ بل أن اسرائيل هي عكس ذلك تماما ؛ هي دولة ديمقراطية وحليفة وصديقة لواشنطن راعية الديمقراطيات في العالم ؛ صدقت معالي الرئيس بايدن؛ تتجلى ديمقراطية اسرائيل في ارتكابها يوميا ابشع انواع الجرائم ضد الانسانية في فلسطين الجريحة ؛ وقيامها بالاستيلاء ويوميا على الاراضي والممتلكات الفلسطينية ؛ والتهجير القسري والقيود الصارمة على الحركة وحرمان الفلسطينيين من الجنسية والمواطنة ؛ برغم كل هذه التجاوزات اللاشرعية تتفاخر في احد تصريحاتك بان ادارتكم قدمت ما مقداره اربعة مليارات دولار من المساعدات العسكرية لاسرائيل فاصبحتم وبأعتراف كل المنصفين ؛ رعاة الارهاب ؛ وحاضة لانظمة الفصل العنصري في منطقتنا...
صحيح معالي الرئيس ان ملامح مشروعك الخياني الذي اتيت لاجله ليس واضحة المعالم الان بالنسبة للمنهزمين من خونة الامة ؛ ولكن وبحسب قراءتي لمشروعك ستكون المبادرة المنتظرة هي المزيد من التطبيع والتنسيق ؛ لا بل والتعاون الامني مابين تلك الدول العربية المنهزمة وسلطة الاحتلال اسرائيل وللاسف ان الهدف من وراء تلك الاكاذيب والادعاءات الباطلة ؛ هو مواجهة الجارة ايران لانها تظل سؤالا كبيرا واساسيا في المنطقة ؛ لابل هو السؤال الذي تكاد معظم الاسئلة الاخرى تتعلق به ؛ من العراق الى سوريا الى لبنان وصولا الى اليمن وفلسطين ؛ والسعي بذلك المشروع الخياني والوصول به الى اشواط اكثر تأثيرا وخطورة على امننا الاقليمي ؛ وهو مايجري الان على قدم وساق وميدانيا من تنسيق امني عسكري مابين اسرائيل وتلك الدول العربية السائرة في فلك التطبيع الخياني ...
لتكتمل معالم هذه اللعبة السياسية الخبيثه اعلن بايدن وبكل وقاحة عن اقامة حلف دفاعي اقليمي نواته كل الدول العربية المطبعة مع اسرائيل وان اسرائيل والسعودية تنظران الى ايران على انها خطر امني واستراتيجي في المنطقة ؛ وحقق هذ الحلم الاسرائيلي الجارة السعودية وقبل ساعات قليلة من زيارة بايدن عن فتح المجال الجوي أمام الطيران الاسرائيلي ؛ وهي سابقة أمنية خطيرة على أمن وسلامة منطقتنا على المدى البعيد ...
تتشابك الاسئلة بالمصالح التي حملتها جعبة بايدن فيما يخص المنطقة مؤكدا خلال لقاءاته ان امريكا لن تغادر المنطقة وتترك فراغا تملؤه الصين وروسيا وايران مضيفا : ولن نسمح لايران بأمتلاك سلاح نووي مهما بلغ الامر ؛ وأن الاجزاء الاخرى من الرحلة كانت مجرد حشو للسبب الحقيقي لقدوم بايدن الى الشرق الاوسط التي ذكرها ؛ ولاننسى الرسالة الضمنية للدور السعودي في المنطقة ومفادها اذا كنت تريد القيام بأي شيء في الشرق الاوسط فلا يمكنك تجاهل السعودية ؛ وهذا تراجع سيادي كبيرمن قبل بايدن الذي هدد السعودية بان يجعلها دولة منبوذة ...
من هذا المنطلق نهيب بكل الشرفاء وا لغيورين من أبناء امتنا على ارضهم وعرضهم ان يقفوا معا على كلمة سواء مفادها ان لانترك مبادئنا وقيمنا واخلاقيتنا المتأصلة من عقيدتنا عند الباب لارضاء اعدائنا الذين يريدون بنا الشر من كل مكان ... وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال