الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة بايدن الأهداف والنتائج

محمود جديد

2022 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية




زار الرئيس الأمريكي فلسطين المحتلة في 13 / 7 / 2022، وفي 15 / 7 توجّه من مطار اللدّ ( ابن غوريون ) مباشرة إلى الرياض للقاء المسؤولين السعوديين ، واجتمع مع قادة مجلس التعاون الخليجي + الرئيس السيسي ، والملك عبدالله الثاني ، ومصطفى الكاظمي رئيس حكومة العراق .
معطيات تمهيدية مفيدة :
———————————
- الانسحاب الأمريكي المذلّ من أفغانستان ، وانعكاساتها السلبية على مكانة ومصداقية أمريكا في المنطقة .
- العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ، وما نجم عنها من آثار سياسية وعسكرية، واقتصادية هائلة، والتي انكوت شعوب واقتصاديات دول العالم بآثارها ، ومنها الشعب الأمريكي ، غلاءً وتضخّماً غير مسبوق منذ عدة عقود سابقة .
- الأجواء المعكّرة بين الإدارة الأمريكية والمملكة السعودية ، وخاصة مع محمد بن سلمان بسبب جريمة اغتيال جمال خاشجقجي ، وما صدر عن بايدن من تصرحات سلبية علنية ضدّ السعودية ووليّ عهدها حول ذلك .
- سحب الصواريخ الباتريوت من السعودية
- ونتيجة للمعطيات السابقة ، استطاعت روسيا والصين أن تحسّن علاقتها مع دول الخليج ، وقد تبلور موقف خليجي أفضل بكثير ماكان يتوقّعه الكثيرون تجاه التدخل الروسي في أوكرانيا .
- وأخيراً أزمة الطاقة العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا واستمرار الصراع فوق أراضيها ، وعدم الاستجابة الخليجية إلى كلّ المطالب الأمريكية، على الرغم من زيارات العديد من أرفع المسؤولين الأمريكيين إلى السعودية، وكان هدف محمد بن سلمان استدراج بايدن إلى السعودية للحصول على براءة ذمّة من دم الخاشقجي ، بالطريقة نفسها التي تمّ استدراج أردوغان قبله ..
الأهداف المباشرة لجولة بايدن :
————————————-
أوّلا : الحاجة الماسّة للطاقة الخليجية ، عن طريق زيادة ضخّها لتخفيض سعرها ، وتوظيفها في السوق لتأمين مزيد من الضغط الاقتصادي على روسيا لإضعافها، وتجفيف مواردها المموّلة لعمليتها العسكرية في أوكرانيا ، وإجبارها على الانسحاب منها ، وحرمانها من قطف أيّة ثمار سياسية أو عسكرية ، وتأزيم الوضع الداخلي في روسيا، ونحن لعلى قناعة لولا هذا الهدف لما شملت الجولة السعودية .
ثانياً : مواجهة الأزمة الاقتصادية داخل أمريكا وتخفيض سعر الطاقة ، وانعكاساتها على نتائج الانتخابات النصفية في تشرين الثاني / نوفمبر القادم والتي تشمل مجلس النواب ، وجزئياً مجلس الشيوخ، وكل المعطيات تشير إلى احتمال خسارة الحزب الديمقراطي الأكثرية في مجلس الشيوخ ، وتراجع ملموس لأغلبيته في مجلس النواب .. وهنا تأتي أهمية الدعم اليهودي المادي والإعلامي في أمريكا لبايدن الصهيوني الذي سبق أن اعترف جهاراً نهاراً بهذا التصهين وجدّد افتخاره بذلك في جولته الأخيرة ، وقد صرّح بأنّه سيسعى جاهداً لاندماج (إسرائيل ) مع دول المنطقة ...، ولخلق شكل من أشكال الدفاع الجوي المشترك بينها ودول الخليج والأردن ضدّ الفزّاعة الإيرانية، ومن هنا ، نجد تفسيراً لتعثّر التوافق على الملف النووي الإيراني أثناء الجولة الأخيرة في قطر بعد موجة التفاؤل الكبيرة التي سادت بعد الزيارة الأخيرة لطهران من قِبل جوزيب بوريل المسؤول عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فلو تمّ التوقيع لخسر بايدن ورقة فزاعة البعبع الإيراني ، وعقّد مسألة توظيفه في توطيد الدور الإسرائيلي في المنطقة ، ومن المرجّح أن يتم التوقيع على الملف النووي في الأشهر القليلة القادمة .
ثالثاً : محاولة استعادة المكانة الأمريكية في المنطقة ، بعد اهتزازها ، وقطع الطريق على أيّة دولة أخرى في العالم لأن تنافسها عليه، أو تعبّئ أيّ فراغ فيه، وخاصة روسيا والصين، وهذا ماصرّح به مستشار الأمن القومي الأمريكي سابقاً ، وأكّده بايدن أيضاً خلال حضوره في جدة ، وأضاف عليهما إيران .

لقاء بايدن المسؤولين الصهاينة في القدس المحتلة، وزيارة بيت لحم:
—————————————————————-
تلخّصت نتائج الزيارة بإعلان القدس للشراكة الاستراتيجية ، وهذا الموضوع يحتاج إلى تفصيل وتحليل في مقال مستقل .

موقف الدول العربية المشاركة في قمّة جدّة :
——————————————————
كثر الحديث عن قيام ناتو الشرق الأوسط قبل انعقاد القمّة، وقد ساعد على ذلك ماصدر عن الملك الأردني عقب عودته من زيارة واشنطن، والمعروف عن تصريحاته في مثل هذه الحالات أنّها تشكّل صدىً للرغبات الأمريكية ، أو بالون اختبار لمعرفة ردود الأفعال تجاهها ، غير أنّ الاهتمام بلقاء بايدن مع محمد بن سلمان من حيث الشكل ، ومضمون الأحاديث بينهما غطّى على الكثير من الاهتمامات الأخرى،فمن حيث الشكل كان الاستقبال دون المستوى المطلوب، حيث جرى من قبل أمير مكّة خالد الفيصل ، وسفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر ، وبديل المصافحة بين بايدن وابن سلمان كان بملامسة قبضات يديهما ، وبالتأكيد ليس ذلك عفويّاً وإنّما بالاتفاق المسبق حتى لا تحدث مواقف محرجة لأيّ منهما، وحتى ينسجم بايدن مع تصريحاته السابقة بأنّه لن يصافح محمد بن سلمان نتيجة انعكاسات اغتيال الخاشجقجي.
وعلى كلّ حال ، لن نتعرّض إلى تفصيلات كلمات المسؤولين العرب الحاضرين الذين من المفروض أن يكونوا قد أجروا مشاورات تمهيدية فيما بينهم قبل الحضور لتنسيق المواقف ، وهذا ما لمسناه من رفضهم للدخول في أحلاف عسكرية ضد إيران أو غيرها ، وإشارة معظمهم إلى تنفيذ الكيان الصهيوني لمقررات مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 قبل أيّة دمج إسرائيلي . وفي حقيقة الأمر أن التطبيع مزدهر مع ( إسرائيل ) بالعلن والخفاء ، والسعودية مشاركة فيه منذ بداية فصوله ، فلا يمكن لعاقل أن يقتنع بأنّ البحرين المحمية بقوات درع الخليج السعودي تُقدم على مثل هذه الخطوة الخيانية من تطبيع واعتراف وفتح سفارات بدون معرفة وضوء أخضر سعودي ، وإذا صحّ الخبر الذي نشره مراسل القناة العبرية 13 من مكة المكرمة بالصوت والصورة ، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث " عرضت  القناة "13" الإسرائيلية الخاصة، مساء الأحد، تقريرا لمراسلها من مدينة مكة، حيث ظهر المراسل غيل تماري وهو يتجول في شوارع المدينة قبل أن يدخل إلى الحرم المكي، الذي يمنع على غير المسلمين التواجد داخله " . ، كما أنّ التنسيق في مجال الدفاع الجوي متفاهم عليه سابقاً مع بعض الدول الخليجية . وعموماً ، فإنّ فتح خطوط الطيران المباشر والزيارات بين الكيان الصهيوني والسعودية قبل يوم واحد من وصول بايدن إلى جدّة بيوم واحد، شكّل جائزة ترضية لبايدن الذي كانت طائرته الأولى التي دشّنت هذا الخط ، وهو مكسب سياسي كبير للحكومة الإسرائيلية لأنّه يوفّر عليها المال والزمن بعبور طائراتها الأجواء السعودية إلى الهند وغيرها..
أمّا حول زيادة إنتاج الطاقة الخليجية ، وخاصة السعودية ، فلم يتلقَّ بايدن أيّ وعد يشفي غليله ، ويحفظ ماء وجهه أمام شعبه والعالم ، وكانت الحجة السعودية بأنّ متطلبات السوق العالمية ، ومقررات دول الأوبك هي التي تحدّد ذلك ، كما أنّ الإنتاج السعودي في سقف عالٍ ..
والموضوع الثاني الذي أثار الاهتمام هو مادار من أحاديث بين بايدن ومحمد بن سلمان حول اغتيال الخاشجقجي ، وتبادل روايات متناقضة بين الجانب الأمريكي والسعودي حول ذلك، ولكن كمحصّلة فإن الرابح من زيارة بايدن إلى السعودية هو ولي العهد السعودي والتي كانت بمثابة تبييض سياسيّ لابن سلمان ، وقلب صفحة الاغتيال وراء ظهره ، ( وتبرئة النفس ) من هول ماجرى ، وكان أردوغان أوّل المبيّضين السياسيين لمحمد بن سلمان، وبذلك سيتحرّر الأخير من ملف الخاشقجي على الصعيد الداخلي حيث ستتوفّر الظروف الملائمة لتربّعه على عرش المملكة بديلاً عن أبيه المريض والهرم ، كما سيكون طليقاً على الصعيد الدولي في زياراته ولقاءاته مع رؤساء دول العالم بدون إحراج لأحد ، مع اكتساب خبرة في الحكم ، وجرأة في القول لا للبيت الأبيض ..
أمّا الخاسر بامتياز فهو بايدن الذي تعرّض لنقد كبير لإدارة ظهره لأقواله وتصريحاته السابقة التي وردت ضدّ محمد بن سلمان والسعودية ، ولكافة وعوده الانتخابية .. والرابح الأكبر هو الحزب الجمهوري الأمريكي ، وترامب في حال ترشّحه .
في : 19 / 7 / 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا