الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل تركع الولايات المتحدة الأمريكية بلسان عربي مبين

سعيد سويسي

2022 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في زمان ليس ببعيد، كانت أمريكا القوة العظمى المهيمنة على العالم بلا منازع وكان الرئيس الأمريكي بصرف النظر عن شخصه رمزاً لمن تخنع أمامه رؤوس العبيد فتدفع له الجزية عن صغار وذل وتقبل عليه تقلده أوسمة ورموز بلادها المهترئة طمعاً في عام آخر من تربع على عرش.

جاء ترمب فبدأت نهاية القوة العظمى في سقوط سريع مروع ومخزٍ، فبالنسبة للأحمق ليست البلاد إلا صفقة وماذا ينتظر العالم سوى صفقة قرن شيطان يخرج من نجد.
تحققت النبوءة، واستخدم ترمب صهره أو استخدمه صهره ليضع علامة على الباب الأمريكي ويستدل عليه الأعرابي، والأعرابي إن عثر بشيء لم يتركه ودونه نفسه، فقد جبل على التكسب وبالنسبة له هو الآخر الأوطان لا تساوي أكثر من مواطن كلأ وماء، لا يتجاوز بذلك طموح الدواب وصفقة.

التقت تطلعات الصفقات على أمر قد قدر، وعرف الأعرابي في الإسرائيلي المدخل السري لباب مهيب ظُنّ أن ليس به ثغرات. وكما هو دأب الأعرابي، عمد إلى المفتاح السحري، الأمريكي فيل عظيم يقوده الإسرائيلي كقرد عابث كيفما أراد، والمفتاح يحتاج التطبيع والتطبيع أمرٌ بديع لا يحتاج إلا تخلصاً من الإسلام سريع لو أن البشر يفهمون للإنسانية معنى.

رضي اليهود، وكما قال رئيس أمريكي شاخ فجأة، ليس من الضروري أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً. استرضى الأمريكي اليهودي فامتطاه اليهودي كدابة بلا سرج، واسترضى الأعرابي اليهودي حتى أسرجه هو الآخر وجعل في لجامه جرساً يرن كلما ركله فيطرب المركوب للرنين ولكن الأعرابي شعر بالفخر لأن الدابة الأمريكية أصبحت تقبل على الأعرابي هي الأخرى بصغار الدواب.

للمرة الأولى في تاريخ بني أعراب يجرؤ حاكم فعلي من وراء حاكم صوري أن يقول لرئيس أمريكي أمسك عليك لسانك فكلك عورات وللناس ألسن. للمرة الأولى يستلذ العربي بما رآه انتصاراً في كسر أنف العنجهية الأمريكية دون أن يرى أن الإسرائيلي الذي كسر أنف الفيل العظيم سرعان ما سيكسر رأس الأعرابي.

"ستؤدي المساءلة في قتل الصحفي وتذويبه إلى ذهاب إسرائيل، هل تريدون أن تختفي إسرائيل؟" قال ترمب، فكشف للأعرابي سر اللعبة وخرج الأعرابي من عباءة الأمريكي ليلتصق كقملة في جديلة اليهودي وظن ابن سلمان المحدث الملهم أنه أصاب الولايات المتحدة في مقتل حين ألهم الحجة. ماذا عن الصحفي، ماذا عن أبو غريب، وهكذا انتهت الحكاية وضاع دم الصحفي والصحفية وكرامة معذبي أبو غريب في مقارعة تيوس يراهن الإسرائيلي فيها على تيس سيحلب له اللبن من عقر مكة والمدينة.

قام العرب! بعد أن استبدل إسلام يتمم مكارم أخلاقها بطرفة مكاره أخلاقها، إن كانت لديكم حرية فلقد أصبحت لدينا غانيات وحانات في مكة والمدينة، لدينا السينما والموسيقى والخمر والليل والبالوت وسرعان ما سندعم المثلية.
إن كنتُ غدرت وطعنت المستجير في ظهره وقد وفد إليّ دخيلاً على قنصلية، فأنتم غدرتم كذلك وكلنا في الهم إنسانية يقودها إبراهيم، ذاك النبي الذي سماه القرآن حنيفاً مسلماً فأصبح مسخاً مشوهاً يمهد لعودة يهود خيبر وبني النضير وقينقاع.

أمن الإسرائيلي العقاب فأساء الأدب وحيث أصبح القدوة بلا منازع فقد تجرأ الأعرابي على الأمريكي في مشهد هزلي بدا فيه رئيس القوة العظمى ذليلاً خانعاً يتذلل بين يدي الأعرابي ليس لأن الأعرابي تناول وجبة من خصيات الثيران الحارة فدبّت فيه الشجاعة فجأة بل لأن إسرائيل شخّت مزيكا على أمريكا وجاءها بأمر روث تشيلدي مباشر أنهم بحاجة لدم جديد، أعرابي يعلق في رقبته جرس يفرح به.

اجتمعت لقمة غلمان جدة القَينُ والقاع، وعلا صوت الجرس كما علت ثغورها ابتسامات انتصار لا يقل حمقاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أعمدة الدخان تتصاعد من موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية ا


.. تعرف على إبراهيم عقيل قائد منظومة العمليات الخاصة في حزب الل




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات على الجبهة قبالة الحدود الجنوبية


.. الجيش الإسرائيلي: عقيل وقادة قوات الرضوان كانوا مختبئين تحت




.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال