الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دجّالون في السَخامِ الطَلِق

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أعرفُ الكثيرَ من الدجّالينَ الذين "يتسيّدُ" بعضهم المشهَدَ في بلدي الآن، والذين ينتظرُ بعضهم الآخرَ أن "يتسيّدوا" المشهدَ لاحِقاً، ومن مختلف"الاختصاصات".
أعرفهم.. وأستطيعُ أن أعُدّهُم لكم واحداً واحداً، وأسَمّيهم بأسمائهم، وأشيرَ الى وجوههم، سُحنةً بعد سُحنة.
هؤلاءِ الدجّالونَ المُدجّجونَ بـتنظيرات "الواقعيّة السياسية"، و"الواقعيّة الإجتماعيّة"، و "الواقعيّة غير الأخلاقيّة"، يتكالبونَ بشراسةٍ (خَفِيّةٍ أو مُعلَنةٍ) على تعظيم حُصّتهم من "رَيعِ" الدجَل.
هؤلاءِ لايعملونَ على مُزاحمةِ وإزاحةِ غير الدجّالينَ فقط، بل يتزاحمونَ ويُزيحونَ غيرهم من الدجّالين (كُلُّ في حقل اختصاصه الرئيس)، من أجل البقاء قريباً من موائد "السلاطين" القُدامى، و "مكاتب" الفراعنةِ "الجُدُد"، ويجتهدون في البقاءِ على مسافةِ كافيةٍ من "فُتاتها" الذي يتطايرُ هُنا وهناك.
وهؤلاءِ أيضاً يتضامنونَ مع بعضهم (كدجّالين) إذا ما أحَسّوا باقترابِ خطَرٍ ما يُمكنُ أن يُقوّضَ امتيازاتَ دَجَلِهم، أو يُعرّضَ "استدامتها" للتهديد.. ذلكَ أنّ "دالّة الهدَف" بالنسبة اليهم هي دائماً واحدة، وواضحة المعالِم، خِلافاً لـ "دوال الهدَف" المُتعدّدة والمُتناقِضة لدى غير الدجّالين.
كُلُّ دَجّالٍ"سابقٍ" مع وقف التنفيذ، هو دجّالٌ "لاحِقٍ" مع سَبقِ الاصرار والتَرَصُّد.
ولا يوجدُ دجّالٌ خاسِر.. فالدجّالونَ دائماً رابِحون.. وهُم عدوانيّون، وصِلفون، و"هُجوميّونَ" و"مُهاجِمونَ" مثل قنبلةٍ يدويّة، أو مثل لُغمٍ صغيرٍ مُضادٍّ للأفراد يشبهُ شرائحَ الهامبرغر.. وهؤلاءِ يُحرزونَ الأهدافَ في مرمى الخصوم، ويفوزون في جميع المبارياتِ، ويحملونَ دائماً "كأسَ البطولة".
والسؤالُ "المصيريُّ" هنا، هو: ماذا يفعلُ غيرُ الدجّالِ في أوضاعٍ مُجلّلَةٍ بالعارِ كهذه ؟
ماذا يفعلُ مَن لا يستطيعُ أن يكونَ دجّالاً ؟
بل ماذا يفعلُ من حاوَلَ أن يكونَ دَجّالاً طيلةَ تسعة عشر عاماً.. و حاوَلَ.. و حاوَلَ.. و فَشَل؟؟
أنا سأجتَهِدُ في ذلكَ وأقول: كُن دَجّالاً في"وطنكَ"الآن.. أو اصمُت إلى الأبد .
كُنْ دَجّالاً.. فلا "كرامةَ" لدجّالٍ إلاّ في"وطنٍ" كهذا.
كُنْ دَجّالاً بحكم "الواقِع"، و دَجّالاً بحُكم"المنطِق".. أو اعتَكِف في بيتِك، وأكتب لنا الكثيرَ عن أدوار "المثقّف"، التي لا يُمارسها حتّى المثقّف ذاته، فكيفَ بـ "عامّة" الناس.
كُنْ دَجّالاً بـ "الضرورة".. لأنّ "الصُدفة" التاريخيّةَ التي سمحَت بصعود هذا الكمِّ "النوعيّ" و" العُضويّ" من الدَجّالينَ "المُحتَرِفين"، لم تَعُد صُدْفتَك، ولم تكُن يوماً كذلك.
كُنْ دَجّالاً بـ "الضرورة".. لأنّكَ إن لَم تكُن كذلك، لن يكونَ بمقدوركَ اقتناصُ"الصُدفةِ" من يدِ دجّالٍ مُبتديء، ولا انتزاعَها من حُضنِ دَجّالٍ مُحتَرِف.
كُنْ دَجّالاً "واقعِيّاً" و "منطقيّاً" و "عُضويّاً"، ولا تكتُب لي في التعليقات أشياءَ من قبيل :
"المجدُ لغير الدجّالين".. و"إيماننا، لم، ولن يتزعزَع بقضيّة العقل".. و"سَيَرى الدجّالونَ أيّ مُنقلبٍ ينقلبون".. و"ستشرِقُ الشمسُ يوماً".. و "هيهات مِنّا الذِلّة".. وهذا الوطن منبيعه ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيون من غير العرب ينتقدون تعريب التعليم في البلاد


.. حذاء ملك الروك إلفيس بريسلي يباع في مزاد علني • فرانس 24




.. كلمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ساعات من مناظرة جمعته 


.. اتهامات وحوار أشبه بالشجار..بايدن وترامب يسدلان الستار على ا




.. إيران.. بدء عملية فرز الأصوات وتوقعات بجولة ثانية