الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغريق يتشبث ب (گشاية)

احمد حامد قادر

2022 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في غضون الاشهر الثلاثة الماضية قام رئيس الولايات المتحدة (جون بايدن) بثلاث جولات خاصة و مبرمجة في أنحاء العالم.
الاولى شملت مجموعة من الدول الاوروبية ضمن الاتحاد الاوروبي.
الجولة الثانية شملت اليابان و كوريا الجنوبية و الهند و مجموعة دول جنوب شرق آسيا.
اما الجولة الثالثة و هي أهم من سابقتيها شملت أسرائيل و السعودية و الاجتماع مع مجموعة دول الخليج العربي و جمهورية المصر العربية و الاردن و العراق. أي دول منطقة الشرق الاوسط كما تسمى ... الخ.
يمكن القول بأن هذه الجولات تعكس الوضع السياسي و الاقتصادي و الدولي السيء للولايات المتحدة الامريكية الناتجة عن الاثار المدمرة للحرب المعلنة ضد روسيا.. العسكرية و الاقتصادية و الاجتماعية التي خلفتها تلك الحرب دوليا. مردودها السيئ على الولايات المتحدة بصورة أخص. الاثار التي تكاد تؤدي الى تمزيق الاتحاد الاوروبي من جهة و حلف ـ ناتو ـ من جهة ثانية. هذا بالاضافة الى خلقها اوضاعا سياسية وادارية معادية لشخص (جو بايدن) و حزبه بالذات ضمن الولايات المتحدة و خارجها. التي تنذر بفشل سياسية و زحزحة مكانته.
و بعد هذه التوقعات أود أن أبني الغايات و الاهداف الحقيقية لجولات الرئيس اعلاه و هي:
اولا: توريط أكبر عدد من الدول في هذه الحرب لجعلها حربا عالميا.
ثانيا: تحميل أكبر عدد من دول العالم عناء هذه الحرب و تكاليفها عسكريا و أقتصاديا.
ثالثا: فرض حصار اقتصادي و سياسي الدوليين ضد روسيا بغية خنقها و اسقاط حكومتها. مما ستتيح الفرصة المآتية للسيطرة على تلك البلاد الشاسعة و الغنية بمواردها الواسعة التي تطمح الولايات المتحدة السيطرة عليها منذ سقوط الدولة السوفيتية.
رابعا: أيجاد مصادر للطاقة (النفط و الغاز) للتعويض عما كانت اوروبا تستوردها من روسيا و التي من شأنها توجيه ضربة اقتصادية للصادرات الروسية بغية انهيارها!!
خامسا: تخفيف الضغط المفروض على أمريكا و أصدقائها من جراء العقوبات المتتالية و المتنوعة التي تؤثر اقتصاديا و سياسيا على تلك الدول و أدت فعلا لاسقاط الحكومة البريطانية و ظهور تذمر لدى دول أخرى.
سادسا: و كما قال الرئيس جو بايدن في قمة (جدة) ان الولايات المتحدة تعمل من أجل أخراج (روسيا وايران و الصين) من منطقة شرق الاوسط لتحل محلها أمريكا, حلمها و هدفها القديمين.
هذا و من المهم هنا الاشارة الى قول (جو بايدن) أثناء لقائه مع (الكاظمي) حيث قال " عراق يملك موارد و ثروات غنية يمكن استثمارها بشكل جيد". انه يقصد (النفط و الغاز) بشكل خاص التي لها أهميتها الاقتصادية في هذا الظرف.
علما ان هذه الثروات كانت محط انظار الولايات المتحدة الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية. و من أجلها أو بسببها دعمت القوى التآمرة ضد الثورة الرابع عشر من تموز في شباط 963... و وجدت القتلة قانون تأميم النفط في جيب عبدالكريم قاسم بعد قتله!!
و من أسباب هذه الزيارة أيضا هو أخراج العراق من دائرة النفوذ الايرانية و أدخاله ضمن دائرة نفوذها!!
عليه فالمتتبع لهذه الاحداث يجب ان يجد الجواب الواقعي الصحيح للاسئلة التالية:
- هل ان الولايات المتحدة وجدت (الكشاية) التي ستخرجها ما أزمتها؟ وتنجو من الغرق؟
- هل بامكانها أزالة نفوذ كل من (روسيا و الصين) من منطقة الشرق الاوسط
- هل ان الدول الذي زارها (بايدن) و تحدث مع قادتها ستنصاع لنصائح و ارشادات بايدن؟
- هل ان (مصطفى الكاظمي) و حكومته لهما الصلاحية القانونية لابرام المعاهدات الخاصة بالنفط و الغاز مع الولايات المتحدة, هي حكومة تصريف الاعمال ؟ ام ان في جعبة بايدن مخطط خاص بمصير العراق كما نوه الى ذلك وهل ان ايران ستقف مكتوفة اليدين بشأن ما تدبره الولايات المتحدة ضدها من المؤامرات؟
أعتقد هناك أختلاف كبير بين التصورات و الامنيات من جهة و ما تفرزه الاحداث و سير التأريخ و شيخوخة الامبريالية الامريكية من جهة أخرى. اي ان الرياح لاتجرى كما تشتهي سفينة (جو بايدن)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت