الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة والسياسة ؟

حسن مدبولى

2022 / 7 / 20
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


فى التاريخ المصرى الحديث كان المهندس الزراعى والزعيم السياسى إبراهيم شكرى صاحب سجل وطنى مشرف، فقد تعرض أثناء دراسته في كلية الزراعة جامعة القاهرة وتحديدا فى نوفمبر 1935 للإصابة المباشرة برصاص جنود الإحتلال، وذلك خلال مظاهرة للطلبة ضد الاحتلال الإنجليزي حيث تم إنقاذ حياته بصعوبة ، وفى معركة فلسطين عام 1948كان لإبراهيم شكري دور كبير حيث قام بإعداد وتمويل كتيبة "الشهيد مصطفى الوكيل", والتي قرر الحزب الاشتراكي "مصر الفتاة" الاشتراك بها فى معركة تحرير فلسطين.، ورغم أن إبراهيم شكرى كان ينتمى لعائلة ثرية تمتلك آلاف الأفدنة إلا أنه كان اول من إقترح تحديد الحد الاقصى للملكية الزراعية بخمسين فدانا حيث قدم إقتراحا بمجلس الأمة بمشروع قانون بتحديد الملكية الزراعية بخمسين فدانًا عام 1950 ، وهو نفس القانون الذى طبقته الثورة في 9 سبتمبر 1952.
كما تم سجنه بسبب مقالة له فى جريدة "الاشتراكية" حيث حكم عليه بالسجن سبع أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية حيث أفرج عنه عقب نجاح ثورة يوليو 1952 ،

فى عام 1978 قرر التقدم إلى لجنة الأحزاب لإنشاء حزب العمل؛ حيث أعلن برنامج الحزب فى 9 سبتمبر 1978، وتضمن برنامج الحزب خط الدفاع عن الفقراء والمطحونين من أبناء مصر من خلال برنامج إشتراكى النزعة .

كما كانت جريدة الشعب الناطقة بلسان حزب العمل الاشتراكي تجمعا وطنيا لكل القوى المحجوبة عن العمل الوطني من جانب السادات ثم مبارك وخاضت الجريدة العديد من المعارك الوطنية ومنها التصدي لعمليات التطبيع مع إسرائيل.
ولكن كل ذلك التاريخ المشرف لم يشفع له بأن يتغاضى بعض المنافسين عن مهاجمته وإنتقاد إسلوبه الناعم اللين الذى لم يكن يوجه الإنتقادات الحادة للرؤساء ، فانهالت الاتهامات له ولحزبه الذى تم نعته بالإنتهازية والتخلف،كما تم وصف الرجل بزعيم المعارضة الكارتونية صنيعة النظام، ثم إشتدت الحملة ضده عقب قبوله بالتعيين بمجلس الشعب عام 1984 ، كذلك كثف المناوئون له حملات التشويه والشيطنة ضده وضد حزبه بعدما التحق المفكر والمناضل الكبير الأستاذ عادل حسين بقيادة الحزب وساهم فى تبنيه توجها إسلاميا معتدلا بالإضافة للنهج الإجتماعى المنحاز للبسطاء وكأن المنحاز للبسطاء ينبغى ان يكون عربيدا فاسقا ؟
وكان الهجوم على الرجل وحزبه ورموزه يتم من اليسار واليمين ،فكانت شراسة حزب الوفد ضدهم لا تقل عن سفاهة بعض الناصريين والماركسيين وسخريتهم، حتى أن الأخ أحمد فؤاد نجم كتب اغنية للشيخ إمام بعنوان مجلس الشعب كان فيها تلميحا ولمزا واتهاما للرجل بأنه صنيعة النظام حيث قال :-

"الإخوة والأخوات مجلس الانس الكريم
في بداية الاجتماع اشكر( الاخ ابراهيم )
النهارده جبتكم للمناقشة في الحوار
تسمعوني و اقلكم هكذا يبقى الحوار
بس قبل الاحتدام خلو بالكو صحصحوا
حد اثناء الكلام يتنقل من مطرحه
كل عام و انتم بخير "

المهم هنا أن كل من هاجموا الرجل على قبوله للتعيين والحوار مع السلطة السياسية القائمة أنذاك، لم يوجهوا كلمة لرموزهم من قادة ورموز حزبى الوفد والتجمع وتيارات اليسار الذين قبلوا بالتعيين مرارا بعد ذلك سواء بمجلس النواب او بمجلس الشورى أو بمجالس المرأة وحقوق الإنسان !؟ بل لم يتفوه أحد ضد رموز يسارية أخرى نزلت على قوائم حزب مستقبل وطن الرأسمالي الحاكم فى الانتخابات التشريعية الأخيرة ؟
كما لم يوجه أحد اللوم للشاعر أحمد فؤاد نجم عندما تبنى مع الأبنودي عملية التطبيل لنظام ما بعد يوليو 2013 م، ولا أحد أدان وهاجم قيام رموز يسارية أخرى بتهمة تسول الحوار المذل مع السلطة القائمة ؟و الذى يعتبر شكلا ومضمونا أسوأ مليون مرة من الحوار الذى أشار إليه أحمد فؤاد نجم فى القصيدة الشهيرة !؟
وبينما كان حزب إبراهيم شكرى يعتبر من وجهة نظر بعض (الشراذم السياسية ) حزبا كارتونيا متسلقا بسبب بعض سياساته المهادنة مع النظام أنذاك ، والتى لم يتم التسامح معها ولو من منطلق الواقعية، أوحتى بعد أن تم تجميد الحزب عام 2000 عقب تبنيه نهجا راديكاليا ضد نظام مبارك ؟ إلا أن نفس تلك (الشراذم السياسية ) واحزابها المتناحرة تقوم فى الوقت الراهن بالتحاور مع السلطة السياسية القائمة ! بل و تتقاسم معها بعض الفتات بلا خجل ،ولا تعتبر كل ذلك من قبيل الانتهازية والتسلق او الانبطاح فى حضن النظام ؟ بل على العكس، فهم يؤلهون ذواتهم وتنظيماتهم وخطواتهم وقراراتهم ويعتبرونها خطا أحمر لا يجب تجاوزه ، و غير مقبول من اى شخص القيام بتوجيه اللوم او النقد لهم ، بل ويتبجحون علنا بالدفاع عن احزابهم ورموزهم (المنبطحة التى شاركت فى مهازل تيران وصنافير وتعديل الدستور وتوقيع وثيقة مياه النيل وغيرها من الفضائح ) ، ويرونها قوى سياسية مناضلة ( وليست كارتونية) فهى من وجهة نظرهم تكافح وتناضل( بواقعيةوإلتزام ) ويستعينون لشرعنة وتبرير كل ذلك التردى والسقوط بالكثير من الحجج والعناوين المزيفة المدلسة !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ