الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حشيش بجميع الأصناف و الرتب في الأمن المغربي

هشام الصميعي

2006 / 9 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


اعتاد المغاربة نهاية كل صيف الاستمتاع بمتابعة مسرحيات بوليسية شيقة يتم اخراجها من الصالونات الضيقة مع انطلاق حملة تطهيرية موسمية تؤدي الى سقوط شبكة لترويج المخدرات سواء في المناطق الشمالية من المملكة أو بعاصمتها كما اعتادوا أيضا أن تسقط مع هده الحملات التي تكون في الغالب بطريقة انتقائية لغاية لا يعلمها الا أصحاب الحال رؤوس كبيرة ومن مختلف الأحجام والأسلاك من رجال أمن وقضاة و رجال درك و جمارك اضافة طبعا الى رجال سلطة ومخبرين من المتعاونين مع شبكات ترويج السموم هدا بفعل تفشي الفساد الاداري واستفحال لعبة الارتشاء القدرة حتى أنه يمكن القول ومن باب الدعابة متلا وراء كل مروج حشيش ناجح رجل أمن عظيم ويمكن الجزم أيضا بما توفرمن معطيات أن تجارة المخدرات أصبحت ركنا تابتا بل صرحا بارزا في بنية السلطة و اقتصاد الريع بالمغرب يصعب زحزحتها ولو اقتضى في دلك الأمر الاستعانة بخبرة المحقق الأسطورة شارلك هولمز .

و الغريب المريب في الأمر أن هده الحملات الأمنية لا تشكل الا مناسبة عابرة لدر الرماد في عيون البسطاء من القوم بمناسبة صدور تقرير دولي أوتحقيق اعلامي من هنا او هناك يعري حجم الاتجار في المخدرات و تنتهي العملية وكما هو مرصود لها بسجن أباطرة وتفكيك شبكة و توقيف و ادانة رجال أمن و قضاة و جمارك من المتعاونين ليخلفها اباطرة جدد و شبكات عنكبوتية و متعاونون جدد من مختلف الرتب و الاسلاك وهكدا تبتدا الدورة الجديدة من حياة الشبكة الموالية الى ان ياتي صيف اخر فتبتدا الحملة من جديد .

وهده العمليات لا تستهدف استاصال شبكات الاتجار في المخدرات التي اصبحت لها خبرة عالمية مدهلة في مجال الترويج و التصدير واختراق اجهزة الامن و القضاء ولا تهدف ايضا القضاء على آفة المخدرات ولاهم يحزنون من المغرب والتي قاد ريعها المالي العديد من المتاجرين فيها الى قبة البرلمان و الى تزكية العديد من أباطرتها الأفداد في الانتخابات المحلية و التشريعية من طرف أحزاب سياسية معروفة بالمغرب في انتظار تأسيس حزب الحشيش الخالص و مليشيات مسلحة على غرار ماهو موجود لدى أشقائنا في كولومبيا .

هده العمليات الأمنية الانتقائية أحلق شنبي - و حلقته بالفعل- ان كانت ستجدي نفعا في اقتلاع الاتجار بالدهب الأخضر أو العشبة كما يحلوا للمغاربة تسميتها والتي جعلت من أباطرة المخدرات ومعاونيهم من أجهزت الادارة الامنية و القضائية كدلك رجال أعمال مرموقين و ملاكين عقاريين كبار يمسكون بزمام السلطة المحلية في العديد من مدن الشمال المغربي. في الوقت الدي لازالت فيه السلطات المغربية تمتنع عن التوقيع على الاتفاقية الدولية حول مكافحة تبييض الأموال وتتردد في دلك وكأن الأمر فيه خيار و فقوس فيما يخص محاربة الرشوة بطرق فعالة بالضرب بيد من حديد على أيدي المرتشين و المفسدين و المتلاعبين بمصالح البلاد و العباد أو تطبيق قانون من أين لك هدا و ان كان هدا الا مال حرام ما أنزل الله به من سلطان .

بقدرما تستهدف هده الحملات الأمنية بطبيعتها العابرة وقفزاتها العمياء لغرض في نفسها فقط ضبط مجال الاتجار في المخدرات وحدود علاقاته المتشابكة القسوى خاصة بعد ما كشفت التحقيقات الأخيرة مع معتقلي خلية المهدي عن العلاقة بين المخدرات و تمويل الارهاب. فهي لا تعدو بالتالي أن تكون مجرد تيرموميتر لقياس درجة التحكم و الضبط لمافيا المخدرات وزبنائها الكرام على اختلاف أسلاكهم من طرف المصالح الأمنية و غالبا ما تكون كدلك مناسبة لتصفية الحسابات بين أجنحة السلطة الأمنية المتصارعة على المناصب .

وفي هدا الصدد جائت العملية الأخيرة للأمن المغربي في نهاية هدا الصيف وفي نفس المناسبة كما العادة و التي أدت الى توقيف عصابة للترويج و الاتجار الدولي في المخدرات بزعامت المدعو الشريف بين الودان الدي استطاع أن يجمع تروة خيالية بعد سنوات عديدة من عمليات تهريب المخدرات الى اسبانيا عبر موانئ مدن الشمال المغربية المطواعة لأباطرة المخدرات و أن يبني عمارات شاهقة على طول مساحة تقدر ب 3000 هكتار بطنجة . والدي جرف معه أزيد من 24 متهما من بينهم زي العادة العديد من رجال الأمن و جمارك ودرك بمختلف الرتب و رجال مخابرات كانوا يسهلون على الشبكة مأمورية ترويج وتهريب المخدرات بالمنطقة و من بين المعتقلين كدلك حوت ضخم و يتعلق الأمر بالمدير العام لأمن القصور الملكية عبد العزيز ايزو بلحمه و عظمه و الدي تم اعتقاله فورا حيت تبين أنه تربطه علاقات و طيدة بالعصابة. و المتير للسخرية حقا في كل هدا أن رجال الأمن عتروا و بالصدفة في منزل امبراطور الحشيش المعتقل رسالة خطية مديلة بتوقيع من المديرالعام للأمن الوطني السابق بن هاشم بطوله وعرضه يشكر فيها زعيم العصابةعلى مجهوداته الجبارة في بناء و ترميم و تجهيز العديد من مراكز و مقرات الأمن بالمنطقة . ولم يعرف بعد ما ادا كان هدا المدير العام للحشيش الوطني عفوا للامن الوطني ما ادا كان جارعا فيه صاروخ حشيش وقت كتابته لهده الرسالة المؤترة للغاية و المفعمة بالعرفان بالجميل لامبراطور الحشيش ام لا .

السؤال المفيد الدي يتردد في دهني كما أدهان العديد من المغاربة و أريد أن أختتم به هده المقالة لخلق شئ من التشويق الدي يليق بالحبكة البوليسية. ترى من سيخلف شبكة الامبراطور بين الويدان في ترويج المخدرات من جديد؟ يبدوا أن الأسماء المرشحة لدلك كتيرة و الاختيار سيكون للاقوى حتما حسب ما جرت به العادة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع