الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتماع بايدن بقادة مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق وتناقض الأفعال والأقوال

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تناقضت التحليلات المتعلقة بنتائج زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فبينما اعتبرها البعض فاشلة، رأى آخرون أنها كانت ناجحة وحققت معظم أهدافها التي تخدم المصالح الأمريكية وسياسات إسرائيل وتغلغلها في العالم العربي، وقبولها ودمجها فيه من جانب حكام التطبيع، واعتبارها واحدة من مكوناته السياسية والاجتماعية.

فقد اجتمع بايدن بقادة دول مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق، وألقى عليهم محاضرة عن استعداد أمريكا للدفاع عن أنظمتهم وحمايتهم من إيران، وطالبهم بمزيد من التعاون والتنسيق السياسي والعسكري مع تل أبيب، وافتتح خط الطيران الإسرائيلي الذي سيمر بحرية في السماء السعودية، والمضحك في الأمر أن السعودية أعلنت أنها قررت " فتح مجالها الجوي لجميع الناقلات الجوية " للتضليل والتغطية على القرار، فمن هي الدول التي كانت تمنع طائراتها من التحليق في المجال الجوي السعودي غير دولة الاحتلال؟

وحصل بايدن على وعود بزيادة انتاج النفط، وتعهّد بتسهيل بيع المزيد من الأسلحة الحديثة للسعودية ودول مجلس التعاون، ووقع وثيقة " إعلان القدس " التي تثبت أنه بالنسبة للولايات المتحدة لا صوت يعلو على صوت بقاء وأمن إسرائيل وتفوقها عسكريا على الدول العربية مجتمعة، وقال للفلسطينيين بوضوح لا تحلموا بتحقيق حل الدولتين وإقامة دولتكم المستقلة في المستقبل المنظور، واكتفى بتقديم 300 مليون دولار لمستشفيات القدس ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأنروا "، ولم يفعل شيئا لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية ومكتب السلطة الوطنية في واشنطن.

صحيح أنه فشل في إقامة حلف عربي أمريكي إسرائيلي لمواجهة إيران؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل إقامة هذا الحلف ستقدم أو تأخر في ظل تواجد القواعد العسكرية الأمريكية في جميع دول مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق، وفي ظل التغلغل العسكري والمخابراتي الإسرائيلي المتزايد في المنطقة؟ الجواب ببساطة لا لأن أمريكا واسرائيل تستطيعان استخدام هذه القواعد للاعتداء على إيران إذا قررتا ذلك دون اعتبار لرأي قادة تلك الدول!

والسبب الآخر المهم لرفض قادة التطبيع العرب الاشتراك العلني في هذا الحلف هو خوفهم من شعوبهم المضطهدة التي تعاني من الذل والفقر والحرمان؛ ففي الوقت الذي يتسابقون فيه لنيل رضا واشنطن وتل أبيب فإن مواقف الشعوب العربية تختلف تماما عن مواقفهم، فهي تعلم علم اليقين ان حكامها خونة مستسلمين للإرادة الأمريكية الصهيونية، وتعلمت من تجاربها وخبراتها أن إسرائيل وأمريكا هما عدوها الموحد الأول! وأحدث دليل على ذلك هو تظاهر أبناء الشعب المغربي مساء الإثنين الماضي أما البرلمان احتجاجا على زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي " أفيف كوخافي " لبلادهم التي طبعت رسميا وأقامت علاقات متشعبة مع الدولة الصهيونية.

تصريحات القادة العرب الذين شاركوا في اجتماع جدة مع الرئيس الأمريكي بايدن عن رفضهم إقامة حلف أمريكي إسرائيلي عربي كاذبة ومضللة وتتناقض مع واقع الحال؛ الحلف قائم سواء أعلنوا عنه أم بقي سرا، والقواعد العسكرية الأمريكية موجودة في جميع هذه الدول، والتعاون السياسي والعسكري بينها وبين إسرائيل واضح ويتطور باستمرار، مما يعني انه لا لزوم للإعلان عن هكذا حلف، ويبدو أن المجتمعين استذكروا تاريخ تعاونهم وتآمرهم السري الطويل مع الصهاينة، وقرروا إبقاء الوضع كما هو، أي تعاون مع أمريكا وإسرائيل ضد الأمة العربية وإيران " على السكيت!؟ " وبدون فضائح جديدة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة