الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مشروعي البرنامج والنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي

لطيف حسن

2006 / 9 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان طرح الحزب برنامجه ونظامه الداخلي ، على المستوى الشعبي الواسع ، هي خطوه على غاية الاهميه وهو في طريقه نحو المؤتمر الثامن الذي سيشكل في تقديري انتقاله نوعيه ، ليس في سياساته اليوميه واستراتيجيته السابقه التقليديه ، ولافي شكل تنظيم علاقاته الداخليه فحسب ، بل في جوهر الحزب ،.

هذه الانتقاله الخطيره تتطلب حتما مناقشة الوثائق وتدقيقها بهذه السعه ، فالحزب ليس ملكا لاعضائه فقط ، الحزب نشأ من بين الناس ، وحمل منذ ولادته امالهم وتطلعاتهم في الحريه والديمقراطيه والسعاده في ظل العدل الاجتماعي ، والحياة الافضل للجميع ، الحزب ملك جميع العراقيين ، ومازال الحزب بالنسبة لهم حتى في هذه الفتره الحرجه والمظلمه التي يمرون بها ، والتراجع المستمر الى الخلف في كل مناحي الحياة ، عباره عن بصيص الامل للجميع ، وبقعة نور في نهاية النفق.

لذا مشروعي البرنامج والنظام الداخلي يجب ان يكتب باسلوب يراعي ذلك، ويخاطب هذا الناس مباشرة ويعبر بصدق عن تطلعاتها واحلامها ،

لن ادخل في تفاصيل المشروعين ، فقره فقره ، او الصياغه التي ارى ان تكون مكثفه اكثر ،انما سأتناول بعض افكار بنودهما التي وجدت من الضروري التوقف عندها .

ان الحزب يطرح في مشروعه للنظام الداخلي ، ضمن مبادىء تنظيم الحزب ونشاطه ، تخليه عن أصطلاح ( المركزيه الديمقراطيه) ، ويعوض عنها بمصطلح ( القياده الواحده للحزب ) وهي في الياتها ( مركزيه ديمقراطيه ) محسنه بزيادة مطلقه لمجال الديمقراطيه على حساب المركزيه التي لم يبق منها سوى الالزام بتنفيذ قرارات المؤتمرات الحزبيه وقيادته المركزيه ، وقرارت الهيئه الحزبيه التي يساهم الجميع بصياغتها ديمقراطيا ، و التي أسأنا في الماضي في فهمها وتطبيقها ، ان هذا الطرح للمصطلح الجديد ،في تقديري لايخل بتمسك الحزب بجوهر اهم مبادئه التنظيميه وتطويره ، وتغيير المصطلح جاء على مااعتقد على خلفية وجود حساسيه مفرطه عند الكثير من رفاق الحزب تجاه كلمة ( المركزيه ) التي كانت تعني في يوم من الايام ( فرض الرأي الاعلى فقط ).

في مشروع برنامج الحزب المطروح ، يتجاهل صراحة في باب ( بناء الدوله والنظام السياسي ) تثبيت فقرة نضاليه مهمه لحاضر ومستقبل النظام السياسي الديمقراطي في العراق ، الا وهي فقره ( ضرورة فصل الدين عن الدوله ) .

ان عدم تثبيت او ذكر هذه الفقره ، اوحتى ذكر النضال والعمل من اجل تبنيها بشكل من الاشكال في المستقبل ، بتصوري هي انحناءه وقبول لماهو واقع الان ، و غض الطرف عن ما يجري امام اعيننا من خطاء مبدئي لايمكن اصلاحه بسهوله في المستقبل في العمليه الجاريه الان في بناء الدوله الديمقراطيه . بعيدا عن دور فاعل لنا او اليسار الديمقراطي في هذا البناء ،

ان الحزب في مشروعي برنامجه ونظامه الداخلي يتقدم خطوه ويتراجع خطوات بأيلاء اهميه كبرى مبالغ فيها بالظروف الموضوعيه الحاليه ، ويقراء قراءه خاطئه لهذه الظروف عندما لايفترض انها مؤقته ومفروضه كالقدر كما يقولون في فترات انتقال المجتمعات من حاله الى حاله اخرى متقدمه ، حيث يحتد الصراع بين بقايا وافكار نظام سابق متضرر ، وبين افكار وقيم متقدمه عليه تكافح ، من اجل ان تزيحها وتثبت وتحل محلها ،

الديمقراطيه لاتأتي من ذاتها الينا ، ووما علينا الا ان ننتظر تحققها ونحن متفرجين ، انها مهمه نضاليه وصراع مع النفس ومع الاخرين في عراقنا الذي خرج توا من اقسى نظام دكتاتوري وفاشي ، وان لانهاب او نجامل القوى الاخرى في تثبيت مهماتنا النضاليه الملحه ( الآنيه والبعيده ) والتي نعتقد انها صحيحه وضروريه في بناء العراق.

ان مشروع البرنامج يتماهى مع برامج الاحزاب الاخرى ويجاملها، ولايطرح نقاط الخلاف الحاده علنا في اهدافه مع الاخر في موضوع مشروع الدوله الديمقراطيه، رغم قناعته بصحتها وضرورتها ، حتى لايدخل في مجابهات معها في الوقت الحاضر، مع انه يخسر في هذه الحاله مصداقيته جماهيريا .

ان من شأن وضع برنامج عمل الحزب بأسلوب التوافق مع الاخر، ان يبقي الحزب على الهامس في صنع الاحداث ، وان يبقى يركض لاهثا وراء ماتنجزه الاحزاب الاخرى ، يقبل بما يتفق معه ، ولاحتى ان يعترض ، غاضا الطرف عن مالايرضيه .

البرنامج جميل جدا ، وواقعي جدا في تسطير المهمات الممكنه التحقيق بدون ( وجع راس) الا ان ما ينقصه هوالحلم الذي نريده لعراقنا ، بدونه لن نحقق شيئا ، ونبقى هامشيين وهذا غير مقبول .

ماركس ، حلم بالشيوعيه ، بغض النظر ان رافق تحقيق حلمه اخطاء ادت الى نكوسها، الا انه صرح به علنا وبشجاعه في البيان الشبوعي ، واصبح البيان الحلم الذي هز العالم ، مشعل اضاء درب نظال الطبقه العامله لاكثر من قرنين ، ومايزال .

لابرنامج واقعي وديناميكي فعال بدون ان يحوي على الحلم ، الذي يدفع للعمل والنضال ، واستغرب من طرح بعض رفاقنا الاعزاء من المخضرمين والذين سبق وان ساهموا في وضع النظام والبرامج السابقه ، والذين نشروا على الانترنيت افكارهم ، انهم يستكثرون على حزب شيوعي بحجة الواقعيه عند وضع بنوده ، مثلا حتى تثبيت هدف الاشتراكيه في اخر المطاف ، وليس الشيوعيه في مشروع البرنامج .

مشروع برنامج الحزب للمؤتمر الثامن بوضعه الحالي ، من شأنه يؤسس لحزب ديمقراطي للمثقفين، لايمثل مصلحة طبقة العمال والكادحين وفقراء الفلاحين فقط ، بل حزب مفتوح لكل الطبقات والشرائح الاجتماعيه المتناقضه ، نازعا عنه بأستحياء صفته الطبقيه. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل