الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطان أردوغان

جمال الهنداوي

2022 / 7 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


لا نستطيع أن نعد أن أنقرة قد وصلت الى الحد الاعلى للصفاقة بطلبها من العراقيين، وهم يلملون أشلاء ضحاياهم، إلى تجنب الإدلاء بتصريحات متأثرة بـ"دعاية منظمة إرهابية"، فلم يمر الكثير من الوقت عندما عبر الرئيس التركي عن استياءه من رئيس الوزراء العراقي الاسبق حيدر العبادي الذي طالبه بسحب قواته من معسكر بعشيقة.. فوقتها خاطب اردوغان العبادي بقوله " أنت لست بمستواي" مضيفا "صراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدك أولا".
فالرجل – ومن خلفه حكم العدالة والتنمية - يتحدث من موقع أنه مطلق اليد في التصرف في جميع الاراضي التي خضعت يوما للسلطنة العثمانية، وله بكونه الوريث الشرعي لتلك الدولة النافقة ان يتدخل عندما يشاء ومتى ما يشاء وينهب ما يشاء ويقصف الاطفال والسياح العزل اينما يشاء.. فرغم توحل قدمي تركيا في بحر أزمات اقتصادية وسياسية لا تنتهي، يبقى المحرك الاساس لكل السياسة التركية هو هوس أردوغان - شخصيا – بالجلوس على عرش ال طغرل واحياء الامبراطورية التي طالها العفن لنفس الاسباب التي تتهلوس في ذهن الرئيس التركي..
وهذه المعطيات يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار عند مقاربة أي محاولة لتفسير الموقف التركي المتشنج تجاه مطالبات العراق بنقل الامر برمته الى مجلس الأمن وردود الفعل المنفعلة بايقاف منح التأشيرات للعراقيين في موقف كان الجانب العراقي هو الأولى باتخاذه، فتركيا الاردوغانية لا ترى بتدخلاتها في شؤون دول الجوار أو اعتداءاتها المتكررة الا زيارات تفتيشية وتنظيمية لولايات عثمانية مؤجلة بصورة مؤقتة، تأخذ شرعيتها من نقاء مفترض للعنصر التركي على باقي الشعوب المتعايشة في المنطقة. وسقوط عدد من المدنيين في مثل هذه المغامرات لن يكون سوى خسائر جانبية لا تستدعي من العراقيين كل هذا الوجع والصراخ..
وهذا الواقع قد يزيده ايلاما جهود بعض المثقفين المحمومة في محاولة أضفاء بعض التبرير او التحوير على الموقف التركي حد الافراط بالاستعانة برأي بعض الجنرالات مثل ميس كمر وآلاء حسين في تحديد مناطق انطلاق الصواريخ و النوايا المبيته خلف اطلاقها، رغم ان مثل هذا الجهد لن يكون في افضل الاحوال الا مجرد هواء فاسدا في شبك ممزق.
على العراقيين ان لا يراهنوا كثيرا على اسلاموية تركيا باعتبارها هوية عامة للسياسة التركية، ولا على جيرتها.. كما ان على بعضهم الآخر ان لا يشعروا كثيرا بالخذلان لما يبدو انه انحراف عن المبادئ العلمانية للدولة.. بل يجب السير قدما في الجهد الشعبي المبارك بمقاطعة المنتجات التركية والضغط على الحكومة في نقل ملف الاعتداءات التركية الى مجلس الامن الدولي والعمل على تقنين الوضع الشاذ في شمال العراق والتأكيد على الحضور القوي للدولة وبسط سلطتها في جميع مناطق البلاد.. والالتفاف حول موقف موحد من دول الجوار يعلي من مبدأ أولية المصالح العراقية في أي مقاربة سياسية او امنية قد تطرأ على الواقع العراقي الصعب.. وعندها..وعندها فقط..نستطيع أن نقول لأردوغان ومن على شاكلته..ألزم حدودك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا