الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راسبوتين المقامر

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

2022 / 7 / 23
كتابات ساخرة


لا أريد هنا ان اتحدث عن رئيس قوه عظمه مثل روسيا التي تمتلك أكبر مساحه جغرافيه وتعانى نقصا في الكثافه السكانيه ، وبالتأكيد لا تحتاج الى المزيد من المساحات حتى تحتل دوله مجاوره لها مثل أوكرانيا ,
ولا أريد أن أتحدث عن روسيابوتين الباحث عن المجد الشخصى من وجهه نظر السياسيه والتاريخ ، كرئيس استطاع انقاذ روسيا البيضاء من خطر الأنهيار بعد تفكك دويلات الاتحاد السوفيتى (وفى هذا شك كبير)
أو كما تصوره وسائل الأعلام دبا روسيا يسبح في المياه الجليديه أثناء أحتفالاته بأعياد الميلاد بعد أن تخطى التسعين.

لا أريد ان اتحدث عن رجل فرض نفسه على الساحه الروسيه والدوليه لأكثر من عشرين سنه بهذا التسطيح وتلك السذاجه التي تقدمه بها وسائل اعلام أقل ما توصف به أنها مدفوعه الأجر مشككوكه الأهداف والنوايا .
لكنى أريد أن اتحدث عن روسيابوتين ، هذا المصطلح الذى عدلته في مقالاتى السابفه الى راسبوتين لأن روسيا دوستوفسكى وتولستوى وتشيكوف وغيرهم الكثير من الأدباء والعلماء أكبر من أن تختزل في شخصيه رئيس مخابراتى مهما كانت فتره مكوثه على سده الحكم..
بل أريد ان أتحدث عن هذا الراسبوتين كأنسان وشخص له مناقب ومثالب ، نقاط قوه ونقاط ضعف وهجوم.

أنه خريج مدرسه مخابرات ال كى جى بى منذ نعومه أظافره لذلك فحياته الشخصيه في كثير من أجزائها غامضه ، غير معروفه ، وربما مصطنعه الى حد بعيد..
فما هو معروف لدينا هو ما يصرح به هوشخصيا مثل أنه يهوى شرب الفودكا مع أمه في أمسيات الآحاد والسباحه في مياه الجليد ولعب التايكندو وغيرها من الأشياء الضروريه لكسب التعاطف والأعجاب مثلها مثل أضفاء هاله من القداسه والفحوله على شخصيه راسبوتين التي سعى أليها..
وصفته في المقاله السابقه بأنه مقامر تاريخى نتيجه غزوه لأوكرانيا ، لكن لما ذلك؟؟ الأمر ببساطه انه يراهن على سكوت الغرب وأمريكا الفعلى على نجاح عمليه الغزو..
لأنه وببساطه أحسن الوحشين او أفضل الأشرار بالنسبه لهم.. وأن ما يحدث الآن من رفض أو عقوبات دوليه يعلنها المعسكر الغربى ماهي ألا عمليه كموفلاش وذرا للرماد في عيون حلفاء الغرب وحفظا لماء الوجه وربما أضفت نكهه أكثر لذه وعمقا على أنتصاره العسكرى في أوكرانيا.

هذا هو رهان راسبوتين الآن على طاوله الساحه الدوليه ، فأما الحظ والمكسب الشخصى الوفير المصحوب بمجد المنتصرين وأكاليل الشهره, وهذا ما يتمناه راسبوتين بالطبع ,
وأما الخساره وعوده الجنرالات والماركسيه المعتقله الى سده حكم روسيا بل وربما ثوره حمراء أخرى تطيح بكل ما أقامه الغرب في الفتره الماضيه من ركائز رأسماليه في قلب الساحه الحمراء بموسكو.. وبالتأكيد هذا ما ترتعب منه أوربا ولاتريده أمريكا...
أنها عمليه قمار ولا شك تبدو ظاهرايا مضمونه النتائج لكنها جوهريا محفوفه بالمخاطر والأحتمالات ممكنه الخطوره لعده أسباب:
1-ان عمليه رهان راسبوتين تلك تتم للمره الثالثه تاريخيا على أراضى الرايخ الألماني , وهذا ما دفع راسبوتين لأنتحال مقوله حرب النازيه ، رغم ان التدخل الروسى في أوكرانيا كان أيضا من بوادر الحرب العالميه الأولى ..
وذلك لأدراكه ان ألمانيا على وجه الخصوص لن تقف موقف المتفرج من غزو أوكرانيا..
2-صعود التنين الصينى كقوه أقتصاديه عظمى وأرتباطها بأوربا وأمريكا كأسواق تجاريه مع وجود مشاكل في هونج كونج وكوريا الجنوبيه هي الأخرى على المحك..
3-منطق أنا وبعدى الطوفان أوأنا صديق أمريكا والغرب الوحيد في المنطقه ، عانت منه السياسه الأمريكيه على مدى أحقاب في الشرق الأوسط وفقدت الكثير من مصداقيتها بسببه ولقد رأينا في عالمنا العربى بعضا من نتائجه.
4-ظهور الأنترنت ووسائل التواصل الأجتماعى كوسائل أتصال مباشره بين الشعوب جعلتهم أفراد في قريه صغيره ترتبطهم هموم عامه ويتطلعون الى مستقبل مشترك .. فمثلا أعلان أمريكا لحاله الطوارئ المناخيه وأعتماد مبلغ 2 تريليون دولار لذلك .أكيد شيء مهم لأى أنسان لأنها تحت مظله عامه ومن حق هذا الأنسان أن يتسائل كيف يمكن أن تستفيد من ذلك مشروعات المياه والزراعه في أفريقيا ؟ مثلا.

أذن فالنتيجه ليست مضمونه والصوره لاتزال ضبابيه ، وحتى تتوقف عجله الروليت عن الدوران ونعرف من الكاسب ومن الخاسر في هذه الدوره , أدعو القارئ الى ملاحظه ان المقامر في روايه الاديب الكبير دستوفسكى كان يعمل أستاذا
وفى فيلم جيمس كان انتاج 1974 ،والذى رحل عن عالمنا في 6 يوليو 2022، كان أيضا يعمل مدرسا ، فكلا المقامرين من أصحاب المناهج العلميه والتفكير المنطقى وكانا يتمتعان بحياه شخصيه وعائليه لا بأس بها.
وكذلك راسبوتين اكتسب من خلال عمله المخابراتى الطويل خبره طويله فى أساليب ومناهج التفكير العلمى لأستنباط الوقائع من خلال أخبار وبيانات جاسوسيه هى في كثير من الأحيان مبعثره وغير مؤكده ،
ومن خلال عمله هذا أصبح أستاذا في مدرسه الجنرالات الروسيه كما كان بطل روايه دستوفسكى أيضا..
فماذا ياترى دفعه إلى تلك المغامره ؟؟ هل هو حب بائس لأمراه تافهه؟؟ أم ملل ورتابه مما هو مألوف ورغبه مستعره في الشهره وحب الذات كما في فيلم جيمس كان؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي