الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفاؤل

معاذ الروبي

2022 / 7 / 24
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


التفاؤل هو توقع حدوث أشياء جيدة في المستقبل. عادة ما يكون المتفائلون أكثر واقعية بشأن قدراتهم وتصوراتهم الخاصة، وكذلك قدرات الآخرين من حولهم، ويمكن أن يكون التفاؤل مصدر قوة عظيمة للأشخاص عندما يواجهون تحديات أو أوقاتًا صعبة. حيث يسمح لهم بالاستمرار في البحث عن الفرص حتى في أحلك الظروف، ويمنحهم الأمل في أن أي شيء ممكن إذا كان الشخص قد قرر ذلك وسعى في اتجاه تحقيقه. من أساسيات التفكير الإيجابي هو تركيزه على أن تكون إيجابيًا بشأن المستقبل. لذا من الضروري لكل شخص يبحث عن الإيجابية اتباع نهج حياة بشكل متكامل ومتفائل، بدلاً من الشعور باليأس والعجز.

يطور المتفائلون منهج حياتهم على هذا النحو: إنهم يأخذون ويركزون على الأفضل في الأشياء الجيدة التي تحدث في حياتهم، ويضعون الأشياء السيئة في خانة الظروف الخاصة أو الصدفة أو الخطأ. في المقابل يلقي المتشائمون المسؤولية في كل شيء على الجانب السيئ ويعتقدون أن حدوث الخير هو مجرد صدفة، مما يجعلهم يشعرون بعدم الكفاءة والضعف أمام التحديات التي تواجههم.
لكي تكون متفائلاً، اعترف دائماً بالمساهمة والمنفعة التي قدمها لك أي حدث إيجابي، وهنئ نفسك على حدوث ذلك معك. علاوة على ذلك، التفاؤل بحد ذاته يعني الشعور بالقوة والقدرة من خلال الشعور بأن لديك الموارد والامكانيات الشخصية لتحقيق ما تريد تحقيقه. لذلك في أي حالة وأي مشكلة تصادفها، فقط قم بمراجعة الموارد التي تمتلكها (مواهبك ومعارفك ومصادر الخبرة المتخصصة والأصدقاء والعائلة) ثم حدد ما تحتاجه منها للتأقلم مع الظروف المحيطة أو التغلب عليها. أيضا فكر في طرق لسد بعض الفجوات في الموارد التي تمتلكها وكيف يمكن ردم هذه الفجوات.

بدلاً من الشعور بالانهزامية واليأس والعجز عند مواجهة مشكلة ما، يتولى المتفائلون المسؤولية؛ ويكتشفون أين ومتى يحتاجون إلى المساعدة في التغلب على الصعاب، ثم يجدون الحلول المناسبة لتغيير الواقع نحو الأفضل بدلاً من الانغماس في نقده والغرق في تفاصيله التي تجلب التشاؤم والإحباط والاكتئاب.
إذا كنت تميل إلى التشاؤم، فتذكر أن نتيجة أي قضية أو موقف تواجهه تقع عادة في منتصف الطريق بين أكثر التوقعات تشاؤمًا وأكثرها تفاؤلاً. لذلك عندما تكون لديك مشكلة، قم بالتنبؤ بأسوأ وأفضل حالة. عند توقع الأسوأ، عليك أن تسأل، "ما مدى احتمالية حدوث ذلك؟" أو، "كيف يمكنني تقليل هذا الاحتمال؟" وعند توقع الأفضل، عليك أن تسأل، "ما مدى احتمالية حدوث ذلك؟" أو، "كيف يمكنني تعظيم هذا الاحتمال؟"، في كل الأحوال عليك أن تكون واقعيا؛ فما سيحدث على الأرجح هو شيء بين الأفضل والأسوأ. لذلك فلا داعي للتشاؤم الغير مبرر والغير مبني على أسس موضوعية.

بالمختصر، التفاؤل يزيد من احتمالية النجاح من خلال محاربته النظرة السوداوية المترافقة مع الاكتئاب والذي غالباً يكون مرتبطا بقلة التركيز ومحدودية الفعل والنشاط. فقط لاحظ كيف يحقق المتفائلون المزيد في حياتهم وأعمالهم وكيف يكونون أكثر صحة ويعانون من اكتئاب أقل من غيرهم. من زاوية أخرى، عند التنبؤ بنتيجة موقف ما، اسأل دائما عن أفضل السبل لتحقيق نتيجة جيدة، وما هي الموارد التي تحتاجها لتحقيق ذلك بدلاً من الوقوع ضحية التشاؤم الذي يشل قدرتك على التفكير في إيجاد الحلول.

د. معاذ الروبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول غربية تبدأ بوضع شروط للتعاون مع الحكومة السورية المؤقتة.


.. سويسرا تكشف قيمة الأصول السورية المجمدة لديها




.. جولة تعريفية بكأس القارات للأندية قطر 2024 في نسختها الأولى


.. -ميتا- تتبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب ترمب




.. نصيحة ذهبية للمستثمرين من صندوق يدير أصول بتريليونات الدولار