الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن حنين الإنسان إلى زمن العبودية

أمينة الحامدي

2022 / 7 / 24
حقوق الانسان


الآخر هو الجحيم: عنْ حَنِين الإنْسان إلى زمن العبُوديّة.

العبوديّة - بما تعنيه من امتلاك مباشر لرقاب النّاس بدءا- وما خلّفته من أفكار نرجسيّة تُعلي من البعض وتُوهن من البعض الآخر؛ نار تستعر تحت رماد قديم، ألغتها القوانين وأبَت أن تُمْحى من ذاكرة مُلاّك العبيد. رُبّما هي بصمة جينيّة تُمرّر عبر الأجيال، فما معنى أنْ يُضطهد ويُنْبَذَ إنسان لأنّه مُختلف في لون البشْرة، في الطّبقة الاجتماعيّة، في الجنس( الذّكر جنس متفوّق و الأنثى جنْس أدْنى)...؟
اليوم في عصر ما بعد حداثي على اعتبار أنّه تجاوز مقولات الميْز العنصري و الجنْدري من زمان، كيْف نفهم هذا التّعالي المستبطن لدى الرّجل الأبْيض تجاه الأسْود، الغنيّ تجاه الفقير، الذّكر تجاه الأنثى...؟ إنّها تفاهة ولا ريب وما أسوأ تاريخا تسيطر عليْه التّفاهة: تقوده، ترسم رؤاه وتشريعاته وربّما ذاكرته بعد حين.
هناك تفكير استعبادي إقصائي مبنيّ على الكراهية تجاه الآخر المختلف، تفكير ما انفكّ يتعاظم أمام الفجْوة الأخلاقيّة الهائلة الّتي غذّاها النّظام الرأسمالي. نظام كان قد حوّلنا إلى أشياء، ومحا الكيْنونة الإنسانيّة السّامية. فالجميع قطيع مُسْتهلك، ورغم أنّ الإنسان كلّما استهلكَ اُسْتُعْبِدَ أكثر، إلاّ أنّ هذا النّظام يكافئه بأنْ يَجْعله في أعلى القائمة، عُلْوية تشعره بنوع من التمايز عن بقيّة سلْسلة الاستهلاك وبموجبها يرى نفْسه الأفضل و الأرْقَى...ومنْ هنا يأتي كره الغنيّ للفقير كأشدّ ما يكون.

في تونس نجد عبارة_ الزواولة_و بشيء من التطوير بات الإعلام المحلّي يعتبرها نهجا في الحياة وسمّاها_الزواليزم_ ليتلقّفها ورثة الإقطاعيين وملّاك العبيد ويحْدِفَ بها كلَّ تحرّك احتجاجي ضدّ الدّولة. فشباب _سيدي حسين،التضامن، جلمة،المنشيّة..._ حسب بعض القراءات القادمة من مؤخّرات حُشِرَت في كراسٍ وثيرة بمكاتب مكيّفة، هم كائنات غير جديرة بالحياة و لا قدْرة لها على الفعْل والالتحاق بمن هم في أعلى السّلّم، يعكّرون صفْوَ أجْهِزة الدّولة ويهدّدون الأمن العامّ للمجموعة، وجرّاء أفعالهم ستبتلعنا "الفوضى". وبما أنّ الضّحيّة هي الملامة في ما وصلت إليه_طفل سيدي حسين نموذجا_ وجبَ الاعتذار من أجهزة الدّولة والاسْتكانة إلى ما تقْضيه دون اعْتراضٍ. فالأمن وفق هذه الرؤية يقايض بالكرامة الإنسانية وبكلّ ما يحمله مبدأ "المواطنة" من معْنى. هذا التفكير الأعرج يجد مسوّغاته عند أبناء هذه الطّبقة المرفّهة، فيسمّون أبناء أحزمة البؤس_أغبياء_ما ظلمناهم لكن كانوا أنفسهم يظلمون، أمّا هم فــــ"أذكياء" جديرون بالعيش وبالوجود وبكلّ شيء... فهل من سبيل للتغيير والعود أعوج؟ !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر


.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن




.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية