الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
توالد الذرائع بعد ذريعة 11 سبتمبر
عبداللطيف هسوف
2006 / 9 / 23ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
لنتفق قبل كل شيء أن 11 سبتمبر 2001 كان ذريعة لطالما انتظرتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيون لإعادة التوسع الإمبريالي إلى واجهة الأحداث. 11 سبتمبر كان ذريعة لاحتلال أفغانستان بحجة إيواء حكام طالبان لرأس الحربة المدبرة للإرهاب الدولي. 11 سبتمبر كان ذريعة لاحتلال العراق تلك الدولة ذات الحضارة الضاربة في القدم بحجة امتلاك رئيسها صدام لأسلحة الدمار الشامل. تبعات 11 سبتمبر الأسود، أو ما أصبح يعرف بضرورة محاربة الإرهاب، لازال إلى حد اليوم تلك العزافة التي تعلق عليها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لكن أيضا الدول الأوربية بما فيها روسيا، تعلق عليها كل تدخل جائر في أي نقطة من نقط العالم: أفغانستان، العراق، لبنان، فلسطين، الشيشان... في كل مرة وحين، ومع كل أزمة جديدة، نجد أن المستهدف في الغالب هم العرب والمسلمون في مواجهة هذا الغرب المسيحي المتغطرس. وحتى داخل الدول الأوربية الديمقراطية يعتقل مئات المعارضين الإسلاميين بحجة تشكيلهم تهديدا على أمن الدول، توجه لهم جميعا دون تمييز تهمة تشكيل أو حتى التفكير في تشكيل مجموعات إرهابية.
في الدول الغربية أصبح أبناء المسلمين متهمين سلفا ومن دون محاكمة بالإرهاب. هذه الغوغاء الأوربية التي تصرح بآراء تغلفها في الظاهر بالدفاع عن الحقوق الإنسانية، لكن ما تلبث أن تفصح عن كنهها الحاقد على كل ما هو عربي ومسلم. إن الغرب لا يعدو كونه جوقة تعزف على وتر واحد. ما أن ينتهي اللغو السياسي الكاذب والتصريحات المنافقة حتى يظهر الوجه الحقيقي لحكام الغرب المتشبعين بالآراء الاستعمارية العنصرية، وإن كان هناك بعض الاستثناءات نحترمها ونقدرها تبرز بين الفينة والأخرى.
وكما كان 11 سبتمبر ذريعة للأمريكان، كان خطف جنديين من قبل حزب الله ذريعة كافية لتدمير لبنان بالكامل ونشر الخوف بين ملايين اللبنانيين. أيضا تصويت الفلسطينيين على حكومة ذات توجه إسلامي كان ذريعة لتجويع شعب بكامله وقتل كل من سولت له نفسه إظهار الرفض للهيمنة الصهيونية الجائرة. امتلاك التقنية النووية هو أيضا ذريعة لمحاصرة دولة إسلامية ممانعة في إيران، كما أن تجويع سكان دارفور لا يعدو كونه ذريعة لمحاولة احتلال أراضي السودان... ذرائع هي فقط ترمي الإمبريالية الجديدة من ورائها استعمار بلدان عربية وإسلامية وتفكيك التحام طوائفها الدينية ومجموعاتها الإثنية.
أما في الدول العربية، المتخلفة والديكتاتورية في معظمها، فقد وجد الحكام أن ذريعة الإرهاب تعفيهم من تقديم المبررات للمنظمات الحقوقية الإنسانية فأضحوا يفتحون سجونهم ليزجوا فيها بكل معارض إسلامي بتهمة الانتماء إلى مجموعات تهدف إلى قلب النظام والتآمر على مصالح الدولة. مئات المعارضين الإسلاميين بسجون دول المغرب العربي ومصر، أما الشرق الأوسط فحدث ولا حرج. ذريعة الإرهاب أصبحت تخدم حكاما فشلوا في كل شيء اللهم المحافظة على كراسيهم ضد إرادة شعوبهم. حكام عرب يحكون انتفاخا صورة الأسد وهم لا يعدون كونهم هررة يفزعون لكل غضبة تصلهم من أضعف رئيس غربي أو حتى وزير بالنيابة. هذا يتحجج بذريعة الإرهاب ليغير الدستور حتى يبقى رئيسا مدى الحياة، ذاك يختبئ خلف ذريعة الإرهاب ليقنع الجميع بضرورة الحفاظ على الاستقرار، ومن ثم ضرورة الوصية بالحكم لابنه من بعده بعد عمر طويل ممل، والآخر يعلق جميع مصائب البلد على الإرهاب ولا يسمح لشعبه بأي نوع من المساءلة أو حتى الشكوى المعلنة أو المضمرة... يحاربون الإرهاب، يحاربون وهما، يحاربون أشباحا... لأنهم وبكل بساطة فشلوا في محاربة الفقر والبطالة والأمية والفساد. هذا قدر أمتنا العربية، حسبنا الله ونعم الوكيل.
الإرهاب، هذا المصطلح الفضفاض الذي أصبح يسع كل من هم ضد أمريكا وحلفائها الأوربيين وأذنابهم من الحكام العرب المذلولين. محاربته، أي الإرهاب، تجمع في خندق واحد الإمبرياليين والاستعماريين والعنصريين والفاسدين والديكتاتوريين... والشياطين. الإرهاب في معتقد هؤلاء لا ينحصر في ابن لادن وأتباعه من القاعدة، الإرهاب هو كل عربي أو مسلم شريف ممانع يبحث عن شيء من الكرامة دون التنازل عن معتقداته وانتماءاته. إلى متى يبقى الإرهاب ذريعة يبتز بها الشعب العربي والشعب المسلم؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |
.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا
.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر
.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي
.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف