الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جوع وعطش المغاربة

عزالدين عفوس

2022 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يعرف المغرب دورات جفاف منذ القدم، وذلك يؤثر مباشرة على معيش السكان، لارتبط الاقتصاد بالفلاحة التقليدية المربطة بدورها بالأخوال المناخية.
لكن هذا ليس سببا كافيا لأزمة الجوع والعطش التي تهدد حياه المواطنين..
بما أن الأمور وصلت إلى الجوع والعطش، فلابد من وضع النقط على الحروف.
إذ لا يمكن أن يؤدي المواطن المغربي المفقر، فاتورة سوء التدبير وحده، من قوته ومن مائه، فمن المسؤول إذا؟
المسؤولون عن ذلك كثر، لكن الذي له نصيب الأسد من المسؤولية هو الوزير الذي دبر القطاع الفلاحي لأكثر من عقد من الزمن، وارتبط اسمه بمشاريع "حالمة" كالمغرب الأخضر والمغرب الأزرق، لتدبير الثروات الفلاحية والبحرية، فماذا كانت الحصيلة؟

تراجع مساحات الغابات والمساحات المخصصة للزراعات المعيشية كالقمح والشعير والذرة، والعدس والحمص والفول، وانقراض بعض الزراعات التي يعتمد عليها المغاربة كالهندية، هذه الزراعات كلها موسمية وأغلب بذورها محلية لا تتطلب الكثير من المبيدات والأسمدة الكيماوية والمياه، في المقابل تضاعفت المساحات المخصصة للزراعات التصديرية، والتي يستثمر فيها الأجانب والبرجوازيون بكثرة، حيث منحت لهم التراخيص، وقدمت لهم كل أنواع الدعم والتسهيلات، علما أن تلك الزراعات (الدلاح، الأفوكا، المانجا، ...) تتطلب مبيدات وأسمدة كيماوية أكثر، وكميات مضاعفة من المياه، فهي بذلك تستنزف المخزون المائي للمغارب.
أضف إلى ذلك التدبير الكارثي للثروة السمكية والتي عرفت بدورها استنزافا كبيرا، إذ لم يعد بمقدور الصيادين التقليديين تغطية مصاريفهم بسبب قلة الأسماك، مقابل تغول الأساطيل الكبرى في أعالي البحار، وكثرة المستثمرين في تربية الأسماك في الأحواض المائية، والتي يوجه منتوجها للتصدير بالدرجة الأولى، فماذا استفاد المغاربة من هذه الفلاحات الموجهة للتصدير؟

قبل عام من الآن، أعلن عن ملء السدود بنسب محترمة جدا، فمنها من وصلت نسبة الملء بها 100%، ثم بعد بضعة أشهر نعلن عن قرب فراغها! أعتقد أن السبب يرجع بشكل كبير إلى عدم صيانتها بشكل دوري، فقد تراكمت فيها الأوحال والأحجار وغيرها، بعض التقديرات تشير إلى أن هناك بعض السدود وصلت نسبة الأوحال بها إلى 30%، وهذا لوحده يمكن أن يعطينا فكرة عن سبب الملء والإفراغ السريعين.

هذه السياسات النيولبرالية، أدت إلى تجويع المغاربة ورفع الأسعار، واستنزاف ثرواتهم الفلاحية والمائية والسمكية، وجعلتهم رهائن لدى القوى الكبرى التي تساومهم في قوتهم اليومي، كما ساهمت في ارتفاع الهجرات القروية نحو المدن، وضاعفت عدد المهاجرين السريين نحو أوربا؛
واليوم يريدون من المغربي الفقير أن يدفع الثمن لوحده، بإجراءات تقشفية، وبغلاء أسعار المواد الأساسية، في حين لا أحد يطرح تقييم فترة تدبير هذا الوزير للقطاع، ولا أحد يريد تحديد المسؤوليات، ولا أحد يطرح محاسبته قراراته وإجراءاته وتدبيره للقطاع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة