الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12539 الاختيارات الصائبة تدعيم للعلاقات الأسرية أمام التغيرات في القيم بشكل عام .

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2022 / 7 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


موضوع طالما يراود أغلبنا ،ولأنه يمسّنا مباشرة. لابل يتقاطع مع مفاصل حياتنا اليومية بل قلْ السّاعية. فنحن أمام متغيرات تأتينا كأمواج سنوامية تجتاح عالمنا بكل مخزونه الشعوري واللاشعوري، وتكشف عن عوالم مخزّنة في تجاعيد أعماقنا وتأتي وتقتلعها كأنه نبتة ريحان مشتوله في أرض رملية.
المتغيرات السونامية للقيم حاضرة بقوة ولها التأثير على سلوكنا وقراراتنا وأحكامنا تجاه مفردات عملنا الأسري أو الاجتماعي أو المهني وتُشكل بالحقيقة أقوى التيارات الصادمة لمن لا يستوعب حقيقة وأثر المتغيرات والتطور والنمو في كل شيء. ومع هذا فترانا نرفض التأثير والتغيرات في القيم الأسرية والاجتماعية التي تحدث لا بل قد حدثت وانتهت .
إلا أننا نُحاول أن نُقنع أنفسنا بأننا لا زلنا بخير مادامت صحتنا بخير فكل شيء يجب أن ننفتح عليه ونتقبله برحابة صدر.
أعدكم لن أدخل إلى المناطق المحرمة وحقول الألغام التي يجب أن نأتي عليها لئلا نخدش حياء الحقيقة. تلك الحقيقة التي نعيشها بالفعل وبالقوة. إنما ننكرها ونتنكر بأنها تسطو علينا وتُشكل كابوساً إضافياً على سلوكيتنا.
دعوني أبدأ باستعراض بعض الآثار السلبية للتغيرات المناخية في القيم بعيداً عن الاسهاب في أهم العوامل التي لها تأثيرها. لأنّ غايتنا ألاّ نستغرق بموضع هو بالأساس شاسع واسع .
إنما نريد أن نؤسس لمقالة قصيرة نستوعبها فورا ولا نطيل لأن الإطالة نتركها لأبحاث المختصين.
أول القيم التي راحت منذ سنوات تهتز جذورها هي العلاقات الزوجة قبل غيرها .
الزواج غير المتكافئ مصيبة المصائب. والاختيارات الفاشلة تُشكل الطامة الكبرى إذا كانت غير موفقة ولا يسعى كلّ من الزوج والزوجة تطوير آلية التعامل والاحترام بينهما .
الحوارات الدائرة بين الزوج وزوجته هل هناك تكافئ بينهما ؟!!
وهل العلاقة تقوم على الاحترام والتقدير والقبول والرضى بتلك العلاقة؟!!
وعلى ماذا تعتمد تلك العلاقة هل على العلاقة القائلة إن الزوجة تصير هي والرجل جسداً واحداً وإلى أخر هذه الأفكار.أم أنها تقوم على اثبات الذات بأنني الأفضل والتناحر؟!!
هل ثقافة الزوج تتناسب مع ثقافة الزوجة؟
كل هذه الأسئلة وغيرها ستكون حجارة في طريق علاقة سليمة بعد المولود الثاني أو الثالث لهذا نجد الامتعاض ثم الاستخفاف ثم المواجهات الحقيقية وخاصة إذا كان الرجل يُعاني من سلوكية أثناء الممارسات الحميمية التي تجعله في نظر زوجته وكأنه عبارة عن أحد أنواع الأغراض التالفة في البيت وهنا تبدأ عناصر الطلاق ومقوماته.
1= الطلاق يبدأ منذ أن تتمرد الزوجة على زوجها أو العكس.وتشعر بأن العلاقة تخلو من التقدير والاحترام.
2= الطلاق يبدأ عندما ترافق الزوجة زوجها لزيارة عائلية فتتحدث هي وعليه أن يسكت وإذا تحدث فهي تُقاطعه وتُعريه أمام الناس .أو العكس.
3= الطلاق يبدأ عندما ينام الزوج على غير السرير الزوجي.... و
4= والطلاق يبدأ عندما يقوم الزوج بعمل قهوته الصباحية أو فطوره ويفطر لوحده وكأن الزوجة غير موجودة أو العكس.
5= الطلاق يحدث وتنتشر مؤثراته السلبية في الأسرة عندما تتشنج العلاقة بين الزوج والزوجة والأطفال كالإسفنج يمتصون كلّ تلك التوترات والأحاديث الحادة.
وقد أضافت على العلاقة من خطورة عندما دخلا في عالم النيت وخاصة الخدمات لوسائل التواصل الاجتماعي حيث نجد الزوجة والزوج يؤسسا كل منهما صداقات تُشكل لدى كليهما حالة تعويضية فنرى الزوجة تعيش في وادٍ والزوج في واد ٍ آخر.
كل هذا وعلاقتهما بالأهل والأقرباء حقول ألغام أخرى تُضاف إلى توتر العلاقات مع بعضهم وخاصة الأمراض النفسية وعقد النقص التي تتملك الرجل أو المرأة تلعب دوراً حاسماً يُهدم البيت بأكمله وينعكس كل هذا على الأولاد.
فماذا نتوقع من الأولاد الذين يعيش وسط أبّ وأمٍّ على هذه الشاكلة؟!! .
أجل إننا في ورطة إذا عددنا الأسباب والمسببات أو أنواع السلوكية التي يستخدمها هؤلاء الأولاد مع أبويهما ويعلم الوالد وتعلم الوالدة بأنهما هما السبب فيما يتصرف أبنائهم معهم وهنا مع الأسف تفقد تلك الأسرة كل رصيدها القيمي وتتصرف على أساس أسرة عصرية تملك مقومات الحياة والاستمرارية ولا تعرف بأن كلّ من أفرادها يعيش بحسب ماتفرضه عليه السوشل ميديا والشارع والمدرسة العصرية بفوضويتها المعروفة.
صدقوني إن تجردنا من أفكارنا الواقعية. فإنّ الموضوع الحقيقي الذي تعيشه أغلب الأسر وأستطيع أن أعين رقماً واقعيا للأسر المهزومة للأسباب التي سبق وعددنا بعضاً مما تعيشه فإنها تبلغ نسبتها أكثر من 88% وأخص الأسر التي عاشت في الشرق وانتقلت إلى الغرب على الرغم عدم التقليل من أهمية بعض الأسر التي تسعى للمحافظة على مكانتها الاجتماعية والعلمية والثقافية ولكنها تنسى أن من يسير في الأمطار العاصفي لابد أن تبتل بعض أطرافه وثيابه ومع هذا فهي تنعم ببحبوحة من العيش وتستغل وجودها في الدول المتقدمة والمتطورة التي تقدم لها كل المساعدات المالية والتربوية والصحية والمعيشية والأمنية وغيرها إذ تُكلف الأسرة التي تتكوّن من خمسة أفراد 35 ألف يورو شهرياً الدولة الألمانية على سبيل المثال . وأغلب الأسر التي جاءت نتيجة الحرب السورية نرى أهمية القيم التي وفرتها الدول الغربية أمام الطلبة لهذا نجد أكثر من نصف تلك الأسر يُبدع أفرادا في مجالات عدة ولكن مع الاستمرار سنجد تغييراً في القيم المركزية عند أغلب تلك الأسر لأنّ تأثيرات المجتمع أقوى من عنادنا وتخيلاتنا الوهمية فلا بدّ أن تتهدم أغلب القيم لصالح قيم جديدة. علينا أن نثق ونؤمن ونحن على يقين بأن القيم التي عشنا عليها قبل ربع قرن لم تعد قادرة على الثبات أمام عواصف المتغيرات والتطورات في كلّ شيء.
وعلينا نحن الكبار تتوقف وتقع المسؤولية في نجاحات أبنائنا أو فشلهم عندما لا نحترم أوقاتهم ونُقدر أهمية اهتمامنا بهم وننصرفُ لتحقيق رغباتنا والقيم التي تربينا عليها ونظن بأننا لازلنا نعيش في قرى أهلنا البعيدة والمنقطعة عن العالم تقريباً.وكل ما نتصرفه بحسب تلك القيم يكون على حساب أطفالنا ومستقبلهم وحقوقهم علينا .
إنّ الاختيارات الناجحة للزوج أو الزوجة أساس الأسرة الناجحة.
كما وأنّ العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة التي تقوم على العقل والحكمة والقناعة والثقة تُشكل الجدران للبناء السليم .وأما السطح فهو تلك القراءات النقدية التي تقوم بها الأسرة بمشاركة الأبناء في دروس تُقيمها الأسرة كل فصل مرة ً واحدة ً يتبادلون مع بعضهم الإيجابيات والسلبيات وتتم في تلك الجلسة تقديم الثناء لمن يستحقه والعقوبات لمن يجب أن نوجهها له على أن تكون جلسة حوارية متكافئة خالية من العواطف يسألون ويُجيبون ويتعاونون على رسم الخطط التي يجب أن تكون لهم مرشداً ودليلاً ومحطات يقفون عندها ويمنحونها الأهمية القصوى في إشباع موضوعاتها .
يتوقفون عند الاهتمامات والمواهب والقدرات عند أبنائهم تلك التي يجب أن تنميها الأسرة في الطفل أو البنت .وأنّ على الأسرة أن تأخذ بعين الاعتبار أهمية تحديد المواليد عندها لما له من الأهمية في إنجاح خططها وتحقيق طموحاتها سواء أكان بالنسبة للحاجات المادية والنفسية والاهتمام بمشاعر الأطفال وحاجاتهم العاطفية والوجدانية والجسدية . ومن الضرورة بمكان محبة الرجل الظاهرة لزوجته والزوجة لزوجها أمام أطفالهم ليكونوا نماذج تُحتذى.
الخجل وما ورثناه يُدمر الكثير من مشاريع إنتاجية في حياتنا العقلية والنفسية والوجدانية لأنّ الطفل سيكتشف عاجلا أم عاجلا تلك العلاقات التي نخفيها عنه ونعتبرها من المحرمات ولا أريد أن أدخل في هذه الحقول لأنها تستلزم الكثير الكثير ولأننا تلقينا تربية غير سليمة جميعنا دون استثناء.
أوجز في القول الأسرة وتكوّينها من أخطر المهن والأعمال والعلاقات فهي محطة هامة للمجتمع تقوم على الاختيارات الناجحة والحظ . أجل الحظ ترى امرأة حكيمة تجعل من زوجها البسيط رجلاً معتبراً والعكس صحيح لهذا أعتقد بأنّ الاختيارات أيضاً تتبع الحالة المادية والاجتماعية التي نعيش بها وهنا لا أفرض رأيي إنما هناك قوى تفوق طموحاتنا تؤسس لسعادتنا ونجاحاتنا أو لتعاستنا وتأخرنا .
أتمنى أن أكون قد قدمتُ إضاءة وليس بحثا عن القيم . وربما في جزئية أخرى نتعرض لمواضيع أخرى.
# اسحق قومي. ألمانيا في 25/7/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة