الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتبة الامريكية هارييت ستاو

ثامر كلاز

2022 / 7 / 26
الادب والفن


هي الكاتبة الامريكية المولودة في 14/حزيران/1811 والمتوفاة في 1/أيلول/1896 عن عمر ناهز الخامس والثمانين عاما...
كاتبة روائية لها عشر روايات لكن روايتها الخالدة (كوخ العم توم) التي نزلت كالصاعقة على المجتمع الأمريكي في منتصف القرن التاسع عشر باقي رواياتها الجميلة لم تأخذ المكانة المرموقة بسبب هذه القنبلة الكتابية التي فجرتها الرواية الإنسانية (كوخ العم توم) والتي يدور كل محورها على العبيد وهم الافارقة الملونون الذي جلبوهم من افريقيا عن طريق الشراء تارة وتارة أخرى عن طريق الاسر وتصيدهم وارسالهم الى العالم الجديد (أمريكيا) كل احداث الرواية تلخيصها في سفر ورحلة العبد (العم توم) الذي هو صورة لما يحدث لباقي العبيد الملونين... ان هذه الرواية لم تأتِ من فراغ وانما ولدت من فكر هذه الكاتبة المفعمة والمشبعة بالإنسانية والرافضة لهذا الظلم الاجتماعي حالها حال الكثير من الشعب الأمريكي وكذلك المعاملة اللاإنسانية التي يستعملها الكثير من السادة إزاء عبيدهم وهم يشكلون الأغلبية... وخاصة في الولايات الامريكية المتحدة الجنوبية التي يسودها الطابع الزراعي وهؤلاء العبيد هم المادة الحيوية للقيام بالعمل الزراعي اما الولايات الشمالية فيها فالوطأة على العبيد اخف ولهذا عندما صدر قانون تحرير العبيد في زمن الرئيس (إبراهام لينكولن) تجاوب اهل الشمال ورفض اهل الجنوب مما أدى الى حرب أهلية أمريكية بين الشمال والجنوب دامت اربع سنوات بين عامي 1861-1865م وذهب ضحيتها ما يقارب 900000 الف شخص وهذا رقم كبير في ذلك التاريخ وانتهت الحرب بأنتصار الشماليين وسار مفعول قانون تحرير العبيد ولكن ظلت النظرة العنصرية وروح التعالي الى وقت قريب.
اما الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن فقد ذهب أيضا ضحية هذا القرار الذي دفع حياته بعد اغتياله على يد احد المتطرفين... اما روايتنا التي كتبت قبل عشر سنوات من قيام الحرب الاهلية وبالتحديد كتبت سنة 1851م وترجمت الى 37 لغة، وصدرت في البداية على شكل فصول وحلقات أسبوعية في جريدة مشهورة تحت عنوان (الرجل الذي كان مجرد شيء) واستبدلته بعد فترة بعنوان (الحياة وسط الحقراء)، كان في سنة 1851-1852 وقد تقاضت 400 دولار... اما صدور الرواية بعد ان ظهرت بأسمها الجديد وبكتاب واحد تحت اسم (كوخ العم توم) من قبل الناشر (جون بي جويت) عام1852 وقد طبع في البداية 5000 نسخة ونفدت في السنة الأولى وحققت مبيعات300000 الف وفي بريطانيا وحدها مليون نسخة وبعد مرور ثلاث سنوات على نشر الرواية اطلق عليها (الرواية الأكثر شعبية في أيامنا) لقد ظل تأثير هذه الرواية حتى للأجيال القادمة خاصة في المجتمع الأمريكي الذي لازالت رواسب العنصرية متفشية فيه حتى أواخر القرن العشرين، ولقد تأثرة الكاتبة الامريكية (توني موريسون) السوداء البشرة ومن الأصول الافريقية والمولودة سنة 1931 والمتوفاة سنة 2019 والتي أصدرت احدى عشرة رواية وتعتبر اشهر كاتبة سوداء في أمريكا وقد قال عنها الرئيس الأمريكي أوباما (توني موريسون كنز وطني للولايات المتحدة الامريكية) وقد حصلت على جائزة نوبل عام 1993 عن كتاباتها وخاصة رواية (العيون الأكثر زرقة) عام 1970، فمعظم هذه الكتابات استمدت من الرواية الكبيرة (لهارييت ستاو) كوخ العم توم، يقال ان هذه الرواية هي التي وضعت الأساس ومن الأسباب الكبرى لقيام الحرب الاهلية الامريكية في سبيل تحرير العبيد... يعود تأثير الرواية المدوي انها جاءت من صميم الواقع الأميركي في القرن التاسع عشر وطرحت قضية الاستعباد والمتاجرة بالعبيد والمعاملة غير الانسانية والتي شغلت جزءاً كبيراً من حياة المجتمع الأمريكي وخلقت نوعاً من الضجة الكبرى والعنيفة بين مؤيد لها خاصة من دعاة الغاء الرق والعبودية وبين ممن يؤيدون إبقاء العبودية... لكن النهاية تأتي لتشريع قانون الغاء الرق والعبودية وقيام حرب أهلية ذهب ضحيتها الكثير، وعندما استقبلها الرئيس الأمريكي ابراهام لنيكولن قال قولته المشهورة فيها (هذه السيدة الصغيرة هي المسؤولة عن تلك الحرب الكبيرة) يقصد الحرب الاهلية التي حدثة بسبب كتابها (كوخ العم توم) وهذه حقيقة... كانت المقابلة لمدة ساعة ولم تفصح هي ولا الرئيس الأمريكي عما دار بينهما من حديث، ليعلن بعدها الرئيس الأمريكي مرسوم تحرير العبيد في 22/سبتمبر/1862 ليبدأ فصل الحرب الاهلية... على اثرها تجمهر كثير من الناس امام بيتها يقدمون لها التهاني مع هتافات (ليباركك الله) لكن هارييت ستاو ردت عليهم انا لست الا أداة سخرها الله لتأليف هذا الكتاب، وقالت عن المقابلة لقد حظيت بمقابلة شخصية مضحكة بحق مع الرئيس الأمريكي ولم تصرح عما دار بينهما من حديث.
هرييت ستاو هي الشخصية المؤثرة في حياة الكثيرين وهي التي وقفت علنا وادانت معاملة السود ذات الأصول الافريقية في كتاباتها وفي حياتها اليومية والتي صورت ذلك الاذلال لاناس أبرياء وما لاقوه من معاملة لا تليق حتى بالحيوان، هي التي حمست وجذبت الكثير الى موقعها وخلقت قوة معارضة للرق وخاصة في شمال أمريكا وبالعكس اثارت غضب اهل الجنوب ضدها... ان رواياتها وخطاباتها وصلت الى الملايين من البشر وكتبت اكثر من عشرين كتابا وتضمنت العديد من الروايات منها (سفينة كيفلاور) سنة 1843م و( لؤلؤة جزيرة اور سنة 1862) و (فاس المدينة القديمة سنة 1862) اما آخر رواياتها فهي(شعب بوكانوك 1878).
كذلك كتبت ثلاث مذكرات سفر وفيضاً من الخطابات... لكن تبقى روايتها (كوخ العم توم) الأكثر شهرة ومبيعا حتى انها جاءت بعد الكتاب المقدس بنسبة المبيعات لأنها الرواية التي أحدثت الزلزال المدوي ووضعت الأساس للحرب الاهلية الامريكية.
هرييت ستاو لها تصور واضح عن حركات التحرر فلم تكن ما بشرت به هو وليد الصدفة... ولهذا جاءت كتاباتها مناهضة للعبودية وكرست جلّ اعمالها في هذا المضمار مما أدى الى انصراف الانتباه عن اعمالها الأخرى الجميلة، وقد بالغت في اظهار المشاعر الدينية وهذا يعود الى التربية المنزلة التي نشأت فيها وخاصة وان والدها كان رجل دين وواعظ (بروتستانتي) وكذلك طفحت كتاباتها بالرومانسية العالية أظهرتها بشكل انسيابي وانيق اما وصف مكان الاحداث فكان في منتهى الواقعية وسطرته بشكل دقيق مما اعطى رؤيا الى القارئ لمعايشة المكان ناهيك عن التصوير الرائع للحياة الاجتماعية في ذلك التاريخ للسادة والعبيد، كانت تتعمد في كتاباتها استخدام الأسلوب العامي البسيط وغير المعقد في لغة قريبة من المحلية مما زاد من شغف ومحبة الناس لما تكتب، هكذا اخذت هذا المنحى في سرد الحوادث، كثير من النقاد يُعُّدها صاحبة الريادة في استخدام اللغة البسيطة والمحلية وقد سبقت الكاتب الأمريكي الفذ (مارك توين) في هذا المجال.
لقد اتهمها البعض بان كتاب (كوخ العم توم) كتاب غير موثق، فردت على ذلك بإخراج كتاب (مفتاح كوخ العم توم) كتبته سنة 1852م أي بعد رواية (كوخ العم توم) بسنة ونصف تقريبا شرحت فيه الحقائق التي اعتمدت عليها في كتابها الأول (كوخ العم توم) بهذا أدحضت اراء النقاد عندما قالوا ان الكتاب غير موثق.
هارييت ستاو هي البنت السابعة من ثلاثة عشر طفلا والدها رجل دين والواعظ للعيان بنشره المعروف بالشجاعة وطرح آرائه بلا وجل وخوف وقد ورثت البنت عن أبيها هذه الصفة، كانت الولادة في ولاية كونيكتيكت، ماتت أمها وهي صغيرة بعمر خمس سنوات واشرفت جدتها على رعايتها، رافقت اختها كاترين بيتشر التي كانت تمارس التعليم ومديرة لمدرسة في (هارتفورد).
وهارييت مارست التعليم في عمر ست عشر عاماً ومن هذا العمر بدأ نشاطها الادبي بكتابة المقالات النثرية وقد تلقت التعليم في اللغات والرياضيات، اما زواجها من البروفسور في علم اللاهوت (كالفن ستاو) جاء عن قصة دراماتيكية بعض الشيء زار هذا البروفسور المتزوج من امرأة اسمها اليزا والد هارييت وكانت تربطهما علاقة كونما رجلي دين ومن هذه الزيارة تولدت صداقة حميمة بين اليزا زوجة كالفن ستاو وهارييت لكن يد المنون امتدت الى السيدة اليزا وذلك بعد ان أصيبت بمرض الطاعون الذي فتك بها فما كان من البروفسور كالفن ستاو الا ان يقدم لخطبة هارييت التي اعتبرها هي الزوجة المناسبة وقد تمّ الزواج بالرغم من ان هارييت كانت تفضل ان تبقى عانساً، اقترنت بهذا الرجل وهي بعمر 27 سنة 1836م، ومرت على زواجها خمس عشرة سنة انجبتستأولاد وحملت اسم زوجها كما متبع في الغرب وأصبحت تسمى هارييت ستاو، رغم مشاكلها ومشاغلها كزوجة الا انها لم تتوقف عن الكتابة لقد قرضت الشعر وكتبت النثر ونشرت في الصحف وكان اهتمامها بالعبيد والارقاء مستحوذاً عليها، وقد صدر لها اول كتاب هو جغرافية الأطفال 1833م، اما اخواتها فأغلبهم اتخذ طريق الدين واصبحوا قساوسة، الذي يتمعن في حياة هذه الكاتبة التي سخرت نفسها للإنسانية سليمس انها مقسمة الى حقبتين الأولى هي قبل الحرب الاهلية الامريكية والذي كان جلَّ نشاطها منصباً على تحرير العبيد من كتب ومقالات ولقاءات، اما الحقبة الثانية وهي بعد الحرب الاهلية الامريكية وإصدار قانون تحرير العبيد فقد تحول جهادها ونضالها في سبيل تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها، وعلى سبيل المثال ان حقوق المرأة المتزوجة في أمريكا هي شبيهة بالعبيد الارقاء وذلك لوجود قيود عليها منها، ان المرأة المتزوجة لا تستطيع ان تحرر أي عقود ولا يكون لها ملكية وان كل ما ترثه وما تكسبه يصبح ملك زوجها حتى لو جاء ثراؤها عن طريق عملها وابداعها فانه يكون للزوج وهو السيد المطلق ولا يمكن للمرأة ان تمتلك بنسا واحدا، هذا القانون الأمريكي اما القانون الإنكليزي يعتبر اكثر ظلما كونه لا يعتبر المرأة المتزوجة شيئا على الاطلاق انها خارج الوجود القانوني، هكذا اخذت هارييت في الكفاح ضد هذه القوانين الجائرة ضد المرأة.
لقد كسبت هذه الروائية الخبرة عن طريق القراءة والاتصال بالشخصيات الكبيرة منها السياسية والاجتماعية والقانونية وطريق انتمائها الى الأندية والصالونات الثقافية التي ينتمي اليها كبار المجتمع.
هارييت ستاو صاحبة الصرخات المدوية والتي ترجمت هذه الصيحات الانسانية عبر رواياتها خاصة عندما علمت عن المسيرة الشاقة والمحفوفة بالمخاطر للعبيد الهاربين من الجنوب الأمريكي الى الشمال والى كندا للتخلص من ظلم الاسياد وهذا الطريق الذي يسلكونه يسمى (الطريق الحديدي) وهو طريق سري سلكه عشرات العبيد وكان هناك من يساعدهم في الهروب للحصول على الحرية حتى ان هذا الطريق يمر عبر ممرات ومحطات وبيوت آمنة تارة يكون على شكل انفاق تحت الأرض تارة أخرى، علمت وكتبت هذه الروائية عن مسيرة الاحزان لهؤلاء العبيد زادها حنقا على هذا النظام الجائر ومما زاد الطين بلة ان صدر قانون خاص بالعبيد الفارين سنة 1850 من بنوده حظر مساعدتهم على الهروب وهناك مساءلة قانونية لمن يقدم لهم المساعدة وكذلك ارجاع العبيد الهاربين الى اسيادهم والى المناطق التي هربوا منها لقد اثار هذا القانون ورحلة العذاب للأرقاء العبيد مشاعر هذه الكاتبة ومما زادها الما ما روي لها من قبل قس زنجي وما لاقاه من سيده الأبيض من جلد وكسر عظام كتفيه وحوله الى كسيح وبعد ان دفع لسيدة ستمائة دولار ليحصل على حريته وفي هذه الدوامة المأساوية والمرعبة وصلت اليها رسالة من زوجة اخيها تخبرها عن معاملة العبيد السيئة والقانون الخاص بالعبيد الفارين وتطلب منها ان تستخدم قلمها وتنشر لتعرف الناس على حقيقة الظلم والمأساة لهؤلاء البشر وهنا قالت كلمتها بكل ما اوتيت من قوة (نعم اريد ان افعل شيئا) هكذا شرعت بكتابة الرواية الخالدة (كوخ العم توم) كانت كلما تكتب فصلا تقرؤه لأطفالها لترى مدى الانفعال والاستجابة لما تسطر وكانت تتمنى ان يكون هذا التأثير على البلاد كلها وهذا ما حدث وهكذا بدأت قصة العم توم وزوجته واطفالهم في كوخهم الصغير.
كتبت هارييت للناشر وهو انسان مؤمن بقضية العبيد الارقاء ( لقد جاء الوقت على النساء والأطفال ان يرفعوا أصواتهم من اجل الحرية والإنسانية)
لقد كانت الرواية مدوية بالعم توم هذا العبد الأسود اللون المؤمن الصادق والذي يعرف القراءة والكتابة، كيف تعرض للتعذيب الوحشي على يد سيده الأبيض، نشرت الرواية وجاءت التهاني والتايد وبالمقابل وصلها التهديد، هكذا أصبحت هارييت بين عشية وضحاها من اشهر نساء العالم لا يهمها التهديد والوعيد لان الرواية اخذت مسارها كالنار في الهشيم، مما جعل الصدام وشيكاً بين الولايات الشمالية وبين الولايات الجنوبية التي هددت بالانفصال من الاتحاد الأمريكي وهذا ما حدث فعلا وخاص الطرفان حرباً أهلية دامت أربع سنوات.
ان كتابة هذه الرواية الإنسانية والدافع الكبير الذي حفز الكاتبة على تدوين هذا السفر وترجمه المأساة لهؤلاء الارقاء العبيد جاء كما اسلفنا من تربيتها ومشاعرها الإنسانية المتدفقة والتي كتبتها قبل قانون تحرير العبيد وقبل قيام الحرب الاهلية بعشر سنوات تقريبا وهي القصة عن رحلات العذاب والقلوب المحطمة والقصة التي دونت الواقع الأمريكي في ذلك التاريخ وحياة العبيد المزرية والظالمة والتي جردت هؤلاء العبيد من كل حقوقهم الإنسانية ولم يقدموا أي احترام لهؤلاء العبيد واعتبروهم اقل مرتبة واقل شأناً حتى حرموهم من الزواج وتكوين الاسر ونظرات الاحتقار للكبير وللصغير على حد سواء وقد وصل بهم الظلم والتعسف انهم كانوا يفصلون الآباء عن الأبناء ويباعون كل هذه الأجواء التي خلقتها الرواية جعلت من العبودية والرق حالة مرفوضة عند الكثير من كل الوجوه من ناحية المعاملة والقوانيّن الخاصة بالعبودية، هكذا كان سياق رواية كوخ العم توم تحاكي ظاهرة اجتماعية خطرة وصدق الرئيس الأمريكي في حينها (إبراهام لينكولن) عندما قال هناك أربعة ملاييون من العبيد وهذه مشكلة كبيرة وكيف الحال، بعد فترة من الزمن ويصبح عدد هؤلاء الارقاء المساكين عشرين مليوناً ولهذا وقف بقوة في سبيل اصدار القانون التحرير العبيد وتم له ذلك.
لقد تركت هذه الظاهرة الشاذة اثارها على مدى السنين في المجتمع الأمريكي وظل فيها النزر اليسير جدا في الوقت الحاضر. ان صاحبة الرواية عندما قالت في عام 1852 بصوتها العالي وقلمها الجارف (ان ما يجري من أمور في المجتمع الأمريكي هي على غير ما يرام الم يعلمنا الكتاب المقدس بان البشرية كلهم سواء ولا فرق بينهم، كيف السكوت وهناك أناس يباعون ويشترون من البشر).
هكذا كانت الرؤيا لدى هذه الروائية التي اهدت الى الناس هذا المؤلف الإنساني اما ملخص هذه الرواية التي مثلت في السينما والمسرح وفي التلفزيون وفي الاعلام السمعي، ان حياة العم توم هي حياة العبيد من الأصول الافريقية في أمريكا وما جاء بها من وصف هو فعلا الواقع الحالي لأمريكيا في منتصف القرن التاسع عشر.
العم توم وزوجته العمة كلو من العبيد الافارقة يعملون عند السيد شلبي وهو المالك لهم وكانت عائلة السيد شلبي تعامل العبيد معاملة جيدة وإنسانية، اما العم توم ذلك الأسمر القوي البنية الانسان الطيب والذي يعمل بجد وامان، من سوء الصدف ان يقع السيد شلبي بضائقة مالية مما يضطر الى بيع بعض الخدم ومن ضمنهم العم توم وكذلك هناك من ضمن الصفقة ام مع ابنتها، هذه المرأة العبدة وابنتها يهربون ويطلبون من العم توم ان ينظم معهم في الهروب لكنه يرفض ويبقى مخلصاً لسيده، اما رحلة هروب هذه العبدة الرقيقة مع ابنتها تصفها الروائية هارييت بوصف اخاذ وكيف انها رحلة الاحزان والمشقة انها رحلة تدمي القلوب.
العم توم يركب السفينة التي تبحر بهم ليباعوا في ولاية أخرى، في الباخرة يتعرف على الطفلة (ايفا) والطفلة من المحاور الرئيسية في الرواية وتتعلق بالعم توم وتعده بأن اباها سيشتريه وفعلا تتم عملية الشراء وينتقل العم توم الى بيت السيد الجديد، كانت الطفلة مع ابيها في منتهى الود والإنسانية عكس بالام التي تؤمن بالفارق بين السود والبيض وتكبر (ايفا) ويكبر معها المرض وهنا تصل الكاتبة الى اعلى ذروة المشاعر الإنسانية، ايفا قبل ان ترحل وتغادر الدنيا تطلب من ابيها ان يعتق العبيد ووالد ايفا كان يتقرب من العم توم ويعود السبب الى الحب الذي كانت ايفا تحبه للعم توم وقد وعد والد ايفا العم توم انه سيحرره ليبر بوعده لابنته وسوف يبدا بعمل الإجراءات في سبيل ذلك، هكذا بدا العم توم سعيدا وفرحا ويحلم بالحرية، وبدا يتذكر زوجته كلو واطفاله وشدة الحنين والشوق اليهم، وكذلك تذكر زوجة سيده السابق السيد شلبي وكيف سترسل المال لتحريره من العبودية أيضا، تذكر ابن سيده شلبي جورج الشاب الشهم الذي حزن كثيرا على بيع العم توم لكن الظرف كان اقوى منهم وكيف اعطى للعم توم الدولار الفضي حتى يتذكر وعده في سبيل تحريره.
مضت الاحداث مما انسى والد ايفا وعده الذي قطعه لابنته ايفا لتحرير العم توم، وشاءت الظروف ان يموت والد ايفا مما دفع العائلة الى بيع العم توم الى سيد جديد، لقد اذاقه هذا السيد الغليظ القلب اسوء أنواع المعاملة والعذاب، لتبدا رحلة القساوة والحزن من جديد وكان العم توم يضرب ويهان.
اما زوجة العم توم العمة كلو فقد طلبت من سيدتها والدة جورج الطيبة ان تسمح لها بالعمل في سبيل جمع المال حتى تفدي زوجها العم توم وتعتقه من الاسر وفعلا عملت في احد معامل الحلوى لمدة خمس سنوات ووفرت كل قرش في سبيل عتق زوجها، اما السيد الجديد فقد ظل على منواله يعامل العم توم بمنتهى الشدة والقساوة، وعندما تهرب السيدة مع فتاة صغيرة والعم توم لا يهرب يقوم السيد بجلد العم توم ويلهب جسده بالسوط طالبا منه ان يخبره عن مكان هروب السيدتين لكن العم توم لم يعترف مما دفع السيد الى زيادة التعذيب.
في النهاية يكبر العم توم وتزداد القساوة والتعذيب وأخيرا (يفارق العم توم الحياة) وفي هذه الاثناء يأتي السيد جورج ابن سيده الأول ليفتدي العم توم لكنه يصل متأخراً لان العم توم رحل الى العالم الآخر ويأخذ جورج جثمان العم توم بعد ان استأذن من السيد القاسي ويدفنه بطريقة لائقة، هنا جورج يعاهد نفسه على تحرير العبيد وإزالة وصمة العار التي لحقت بالبشرية ويعود ليخبر الجميع بما حدث وتذهل العمة كلو وتحزن السيدة والدة جورج، وفي الأخير يجمع جورج العبيد ويخبرهم القصة كاملة ويطلق سراحهم ويحررهم ويقول (انطلقوا الى الحرية وتذكروا انكم مدينون للرجل الطيب العم توم... اجعلوا من كوخ العم توم نصبا تذكاريا واتخذوه منارا.
من خلال هذه الرواية الإنسانية قدمت هارييت ستاو صورة عن حياة الزنوج المزرية وهي التي ساعدت والهبت قلوب الكثير وعجلت بالحرب الاهلية الامريكية، لقد أصبحت الكاتبة هرييت ستاو رمزا للمحبة الخالدة تتبارك بها الملايين من البشر، لقد تمّ اعتماد الرواية وتدريسها في المدارس وهي الرواية التي قيل عنها (انها غيرت حال امة بأكملها).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب