الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب حميدتي يبين فشل الأحزاب المدنية في التوافق فيما بينها ويؤجج الصراع بينها

محمد مرزوق

2022 / 7 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بعدما ألقي نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي" خطابه يوم السبت، وأكد من خلاله أن الجيش قرر تسليم أمر حكم السودان للمدنيين. ودعا القوى السياسية للإسراع في الوصول إلى حلول عاجلة تؤدي إلى تشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي، كان من المفترض أن تلقى هذه المبادرة ترحيبا من كل الأحزاب ورضى من كل الأطراف، ولكن ما حدث هو أن الصراع بين الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في المشهد السوداني زادت حدته وضراوته، وتفاوتت الردود بين الترحيب باعتبار خطاب حميدتي يعكس جدية المؤسسة العسكرية في تسليم السلطة للمدنيين، وبين من وصفه بالخديعة والأكذوبة وذر الرماد في العيون ولا يحمل جديدا.
فتجمع المهنيين والحزب الشيوعي ولجان المقاومة انتقدوا خطاب حميدتي ووصفوه بالخديعة والحيلة التي لا تنطوي عليهم، أما قوى الحرية والتغيير فقد وجدت أنه يحمل إيجابية كبيرة لما فيه تحقيق لمطالب الشعب، وكذلك نفس الردود لقاها الخطاب لدي حركة العدل والمساواة والإتحادي الديمقراطي.
هل هذه هي نفس الأحزاب التي كانت تدعو للوحدة والإصطفاف طوال الفترة الإنتقالية ؟
تكمن الإجابة بنعم، هو التناقض بعينه فنفس القوى والتكتلات السياسية التي كانت بالأمس تدعو للوحدة هاهي اليوم تعود للإنشقاق والصراع فيما بينها، وبدأت تتضح حقيقة فشل وعجز القوى المدنية عن تسيير ما تبقى من الفترة الإنتقالية، وحتي في ما سبق منها عجزوا عن تحقيق أهداف بناءة لصالح السودان وشعبه، فلعل الكثير منا يتذكر اعترافات لجنة إزالة التمكين بقيامها بالكثير من الأخطاء الفادحة التي تورطت فيها أثناء عملها في حكومة حمدوك وجاء هذا علي لسان مقررها وجدي صالح عبده ولعل من بينها طرد الكثير من العاملين من مؤسسات نفط وتعدين تعسفا وبدون سبب، واليوم تتهم مريم الصادق نائبة رئيس حزب الأمة القومي ووزيرة الخارجية السابقة حمدوك بانفراده بقرارات الحكم دون مشاورة القوى السياسية التي كانت موجودة في الحكم آنذاك, ومن بين القرارات التي اتخذها بشكل انفرادي هي التعويضات التي دفعها للولايات المتحدة الأمريكية مقابل مسح اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إضافة إلي استدعاءه لبعثة اليونيتامس وقرارات البنك الدولي، ويجدر الذكر بأن ما تصرح به الآن مريم الصادق يعتبر تناقضا مع ما كانت تصرح به في السنتين الماضيتين حيث كانت تقول أن الأحزاب المدنية قادرة علي الخروج بالبلاد من هذه الأزمة وقادرة علي تسيير الحكم في السودان.
يبدو أن خطاب حميدتي أكد للجميع عن نية المؤسسة العسكرية الحقيقية بالإبتعاد عن السياسة وترك المجال للقوى السياسية المدنية، ما وضع هذه الأحزاب في موقف حرج للغاية، حيث اتضح عجزهم عن التوافق والتشاور لقيادة البلاد لبر الأمان فيما تبقي من المرحلة الإنتقالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك