الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستة أشهر -افتراضية- في حكم سوريا-----

سلطان الرفاعي

2006 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في مقال للسيد عبد اللطيف المنيّر رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المحور الثالث الليبرالي نشر حديثا على موقعه على صفحة الحوار المتمدن، لفتني ما تحدث به عن الستة الأشهر الأولى " الافتراضية" لوصول جبهة الخلاص إلى الحكم.

وأنا أعلق في هذا الشأن: إن جبهة الخلاص، وعلى رأسها الأفعى الإخوانية، والتي تنتظر الفرصة المناسبة لنفث سمها في الجسد السوري، غير عابئة لا بوطن ولا بمواطنة، هدفها إقامة الخلافة الإسلامية ولو على جماجم السوريين أنفسهم. والرأس الثاني الذي يقود هذا المسخ هو طاغية كبير يلغ من العمر عتيا، طغى ما طغى، سرق ما سرق، نهب ما نهب، زج في السجون ما زج. وعوضا عن الانكفاء، والاعتذار للشعب السوري واللبناني عما فعله بهما ، والى أين أوصلهما بسياسته القومية القمعية. ها هو يعود إلى طغيانه وجبروته ونهبه عبر المسخ المدعو جبهة الخلاص.

نحن لا ننكر أن في السلطة السورية أيضا عشرات من مثل خدام، ولو أُتيحت لهم الفرصة، لهربوا مثل ما هرب الخدام، حاملين معهم ما خف حمله وغلا ثمنه. نعم بعض من في السلطة ليس أنظف من خدام، ولكن الشعب، الشعب الحي ، سيفرزهم جميعا، وهو يعرفهم جميعا، ويعرف الشرفاء أيضا.

يوم انطلق المحور الثالث من واشنطن، بدأت الأقلام المأجورة، وخاصة المرتبطة بجبهة الخلاص المسخ، ترشق هذا المحور الذي ظهر ممتطيا صهوة الليبرالية، ومحلقا في سماء النظافة والوطنية. لم يستوعب أحد أن يخرج من واشنطن أصوات معارضة وطنية. فكل من سيؤسس لحزب أو تنظيم أو تجمع في الخارج، فهو في مفهوم السلطة حتى، مرتبط عميل مأجور. ولا مكان لسوري وطني في الخارج. وهذا من أكبر الأخطاء التي وقعت فيها السلطة، فهناك أيضا، في كندة، وألمانيا، وفرنسا، معارضة وطنية، صادقة غير مأجورة، تدفع من جيبها.وفقط للعلم حاولنا في المحور الثالث، وهو سر يُذاع أول مرة، حاولنا التحضير لمؤتمر في ألمانيا لدعاة المحور، والذين ينتشرون اليوم في أغلب الدول العربية والغربية، ولكن كان العائق الكبير، والذي وقف في وجه هذه الفكرة، هو العائق المالي، لأن المحور يعتمد على التمويل الذاتي، والذاتي فقط. هذا هو المحور الثالث الليبرالي الوطني، والذي لم يحنِ رأسه لأحد، ولم يتزلف لأحد، ولم يستجدِ من أحد. بل انطلق وبمجهود ذاتي، ودُعاة آمنوا بأن الليبرالية هي قدر هذه الأمة، فيما إذا كانت تُريد أن تستمر في الحياة، وفيما لو أنها لم تختر طريق الفناء، على يد القوميين والأصوليين.

السيد جورج بوش وفي التفاتة مشكورة إلى الشعب السوري، يرى فيه شعب عظيم حضاري.

إذا سيدي الرئيس، لم يبق إلا أن تعمل بما تقوله، تدعم الشعب السوري من أجل الخروج من حالة الفقر والتخلف والجهل والجوع والقمع الذي يعيشه اليوم. تدعم الشعب السوري في إزالة أسباب كل هذه المصائب: إسرائيل أولا والأصولية ثانيا والفساد والمفسدين في السلطة ثالثا.

لا يخفى على أحد، أن النظام لدينا، وغيره من الأنظمة العربية، يتنفسون جميعا من الرئة الأمريكية. والخناق الصدري والسلطوي مصيرهم المحتوم فيما لو قطعتم عليهم التنفس. ونحن ورغم كل ما فعلوه معنا، لا نُريدهم أن يختنقوا، نريدهم، أن يعرفوا معنى الاختناق فقط، ومعنى الجوع فقط، ومعنى أن لا يعود المرء إلى منزله أخر اليوم فقط. نُريدهم أن يعوا جميع معاني الأسى والظلم والتي ذاقها الشعب السوري على أيديهم في السابق.

على السلطة اليوم أن تعمل من أجل تحقيق كرامة المواطن السوري، لأن سبب وجودها كما تدعي في كل بياناتها وشعاراتها، هو عملها من أجل كرامة كل سوري أينما تواجد، وهذا ما تعنيه سلطتها وحقوقها. على المسئولين اليوم أن يعوا وبوضوح كامل، مجموعة الظروف الاجتماعية التي تسمح للمواطن السوري بالوصول بوجه أفضل وأسرع لحياة سعيدة وناجحة. ونعني بذلك: تحويل جميع الطوائف الموجودة في سوريا إلى جماعات إنسانية صحيحة تعامل أعضاءها كأشخاص إنسانيين وان تُشركهم في كافة نشاطاتها.

وعلى الحزب ( كما يدعي أنه قائد المجتمع والدولة) العمل على توجيه قوى جميع التيارات داخل الوطن نحو حياة أفضل وأسعد. فسعادة وراحة المواطن السوري، تمتد إلى أبعاد المواطن جميعها، من فكرية وثقافية ومعيشية.

فالنظام الاجتماعي الذي نتوق إليه جميعا ، يجب أن يكون هدفه: دائما سعادة المواطن السوري وخيره وتقدمه ، لأن نظام الأشياء يجب أن يخضع لنظام الأشخاص وليس العكس. وعلى السلطة توجيه قوى الجميع نحو سعادة الكل، ورفاهتهم، والحؤول دون مخاطر تفكيك الوطن، لا بالاستبداد والقمع !!بل كقوة أدبية تجد في الحرية ومعنى المسؤولية سندا لها.

وعلى أفراد السلطة أن يضعوا نصب أعينهم الغاية التي من أجلها تولوا مسؤولياتهم(طبعا ليس من بينها السرقة والفساد)، ألا وهي خدمة حقوق الأفراد وسعادة جميع المواطنين، ويعني ذلك احترامهم للدستور والقانون والسلطات التشريعية والقضائية، ولا تتحول سلطتهم السياسية (خدام نموذجا) إلى خدمة مصالحهم الخاصة أو مصالح فئة بعينها على حساب سائر الفئات

وبكل شفافية وصراحة، لا أحد يُصدق، أن التعذيب قد توقف، والاعتقال العشوائي قد توقف، واحترام المواطن قد تقدم. فكل من غادر البلاد غادرها، يوم كان القمع في أوجه، يوم كان الكنعان والدوبا والفياض والصافي والخدام وغيرهم يصولوا ويجولوا، ويعتقلوا هذا، وينفون هذا ويخفون هذا. وبكل شفافية نقول: لم يعد لدينا أسماء مجرمين كما السابق، لم يعد لدينا مراكز قوى كما السابق------ولكن الفكر القمعي لا زال يعشش في رؤوس البعض، وهم في طريقهم إلى الخروج النهائي من مراكزهم، وإفساح المجال لجيل جديد، يؤمن بأن الوطن ليس لطائفة معينة، بل هو للجميع.

وتبقى مشكلتنا مع اسرائيل سيدي بوش، وعليكم أن تتدخلوا فيما لو كانت مشاعركم صادقة تجاه الشعب السوري(وهي صادقة) عليكم أن تتدخلوا، وتضغطوا، من أجل العمل على إعادة الأراضي السورية المحتلة، وإرساء سلام نهائي وأبدي بين الشعبين السوري والإسرائيلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟